رام الله – «القدس العربي»: ما أن دعا الرئيس الفلسطيني إسرائيل للعودة للمفاوضات، خلال لقائه بعدد كبير من القيادات الإسرائيلية وداعمي السلام، حتى تساءل الشارع الفلسطيني عن ماهية الجديد في هذه الدعوة، خصوصا أن إسرائيل هي من أعلنت وقف الاتصالات مع الفلسطينيين، وهي من استمرت بالاستيطان، وهي التي تواصل رفض الحقوق الفلسطينية، والبحث في قضايا الحل النهائي كالحدود وغيرها .
القيادي الفتحاوي محمد المدني، رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي، تحدث لـ«القدس العربي» عن دعوة الرئيس عباس للعودة للمفاوضات، مؤكداً بأن موقف الرئيس، والموقف الفلسطيني بشكل عام لم يتغير بالمطلق، فهو دائماً يدعو للمفاوضات والحل السياسي، بحسب المتفق عليه دولياً.
لكن الجديد في الأمر يقول المدني، إنه وفي ظل المواقف المتطرفة من حكومة نتنياهو، التي أوقفت المفاوضات، والتي تقول بأن لا شريك فلسطينيا للسلام، وتدعو لخطوات أحادية الجانب والانسحاب من مناطق في الضفة الغربية، نجد بأن هناك قيادات إسرائيلية كبيرة ومن المجتمع المدني في إسرائيل، يأتون للقاء الرئيس عباس، ويؤكدون بتطابق الأفكار الفلسطينية – الإسرائيلية من خلال حل الدولتين، وتبني المبادرة العربية للسلام. ويرى المدني بأن هناك الآن موقفين في إسرائيل، وليس موقفا واحدا كما تروج حكومة نتنياهو المتطرفة دولياً، كما أن دعوة الرئيس محمود عباس إسرائيل للعودة للمفاوضات، كانت واضحة بأنها مرتبطة تماماً بالمطالب الفلسطينية التي ترفضها إسرائيل أصلاً، لذا هي مرتبطة بإلغاء العقبات الإسرائيلية أمام نجاح المفاوضات، مثل إطلاق سراح الأسرى، ووقف الاستيطان، والتحدث مباشرة في الحدود، ومن ثم السير قدماً في باقي الملفات.
لكن المحلل السياسي هاني المصري، قال للقدس العربي أن الاتجاه المركزي في إسرائيل والذي يمثل الغالبية الساحقة هو ضد الحقوق الفلسطينية، ودليل ذلك كل ما تقوم به إسرائيل على الأرض، وإن كان هناك مؤشرات على انقسام إسرائيل، فإن هناك من يدركون أهمية المفاوضات لأنها تساعد إسرائيل كثيراً، ليس من ناحية حل القضية، ولكن من ناحية التغطية على ما تقوم به إسرائيل أمام المجتمع الدولي.
ويعتقد المصري بإمكانية حدوث مفاوضات، خصوصا أن أمريكا لن تكف عن محاولاتها لإعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات، والتجربة التي امتدت لأكثر من عشرين عاماً تقول، بأنه إن لم تكن هناك مفاوضات علنية فستكون هناك مفاوضات سرية، ودليل ذلك اتفاق عباس – بيريس الذي عطله نتنياهو، ولقاءات عريقات – مولخو. وأعرب المصري عن اعتقاده بأن الوضع لن يذهب إلى انهيار شامل، فتوقف المفاوضات لا يعني بالضرورة انهيار كل شيء، فقد يبقى الوضع كما هو عليه الآن، لكن التدهور الشامل سيحدث في حالة واحدة فقط، وهي وصول الفلسطينيين إلى قناعة بأننا بحاجة إلى خيارات جديدة.
ويرى المصري أنه ومع إعلان المصالحة وقرب إعلان الحكومة الجديدة التي تضم حماس، فإن الوضع يتجه بالبقاء على ما هو عليه، خصوصا وأن حركة حماس انصاعت للرئيس عباس، والدليل على ذلك هو عندما أعلن في خطابه أمام المجلس المركزي بأن «الحكومة الجديدة ستعترف بإسرائيل»، وأيضاً خلال لقائه مع الاسرائيليين عندما قال «التنسيق الأمني سيتواصل وهو أمر مقدس»، حيث وصفت حماس خطابه بالإيجابي، بينما لم يُسمع أي تصريح من طرفها بخصوص ما قاله عن التنسيق الأمني، وهذا دليل على انصياعها وتوجهها الجديد.
وتوافق المصري مع المدني في ما يتعلق بأهمية الضغط والتأثير على المجتمع الإسرائيلي، لكن المصري يرى الضغط التي قد يحدث نتيجة مهمة، بتفعيل ملفات المقاطعة السياسية، والأكاديمية والاقتصادية لدولة الاحتلال، وحينها فقط قد تتغير نظرة إسرائيل لنا كفلسطينيين ولعملية السلام برمتها.
وكان المدني قال إن لقاء الرئيس محمود عباس مع الإسرائيليين في مقر المقاطعة بمدينة رام الله، جاء بعد أن قدمت «المبادرة الاسرائيلية للسلام» والتي ينتمي لها معظم المشاركين في اللقاء، افكاراً تدعم الحقوق الفلسطينية وتؤكد أن اسرائيل هي سبب نكبة الشعب الفلسطيني.
فادي أبو سعدى
الله على هالتنسيق الامني ومع حكومة النتن المتطرفة التي تقتل وتتنكر لحقوقنا وتقتل أطفالنا وكان دمهم ليست مقدس. واين قدسية الأقصى والمستوطنين يدنسون ساحاته بحماية من اللذين تنسقون معهم اغتيال وقتل شبابنا اللذين يقاومون القتلة واللصوص وقطعان المستوطنين الرافضين بأقل من كل أرض فلسطين التاريخية.