مهند هادي، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
نيويورك (الأمم المتحدة) – “القدس العربي” – عبد الحميد صيام
قال مهند هادي، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة، إن عدد الجائعين في المنطقة التي تقع تحت اختصاص مكتبه قد ارتفع في السنوات السبع الماضية من 13 مليون إلى 33 مليون ليس بسبب الكوارث الطبيعية بل بسبب الأزمات التي صنعها الإنسان وخاصة تلك الحروب التي عاشتها أو تعيشها المنطقة كما هو الحال في العراق وسوريا واليمن وليبيا. مشيرا إلى أن النتيجة ملايين من النساء والمسنين والمدنيين يقعون ضحايا الفقر والجوع والعنف.
وعن اليمن أولا قال هادي”إن البرنامج الآن يصل إلى سبعة ملايين جائع مع ما يمثله ذلك من تحد وتعقيدات علما أن عدد الذين يخضعون لخطر النقص الغذائي يصل إلى 17 مليون شخص. وفي سوريا يصل البرنامج إلى أربعة ملايين من المشردين داخليا ومليونين من اللاجئين في الدول المجاورة. وكذلك بالنسبة للعراق وليبيا فمهمة البرنامج أن يصل إلى أولئك المشردين داخليا ولا يجدون قوتهم اليومي”.
وأكد المدير الإقليمي أن عمليات البرنامج في منطقة النزاعات في الشرق الأوسط متواصلة وتزداد اتساعا وتعقيدا. وقال “ما تحتاجه المنطقة للتخلص من الجوع والأزمات هو الحل السياسي وفي غياب هذا الحل فليس أمامنا إلا تقديم المساعدات الإنسانية وإبقاء الأمل حيا في قلوب الملايين بانتظار ذلك الحل”.
وردا على سؤال لـ”القدس العربي” حول الأوضاع في فلسطين المحتلة وتحديدا غزة التي تخضع لحصار زاد عن 11 عاما، قال هادي إن أزمة الغذاء في غزة والضفة الغربية موجودة على شاشة رادار برمامج الأغذية العالمي وما نقوم به الآن الإلتماس لدى المانحين بعد خفض قيمة تبرعاتهم وهو ما يحصل هذه الأيام. وأضاف “هناك تراجع وتخفيض في حجم التبرعات ما اضطرنا إلى تخفيض عدد المتلقين للمساعدة وإغلاق بعض البرامج المهمة بسبب نقص التمويل. فمثلا لدينا في غزة واحد من أفضل برامج تمكين المرأة وأشعر بانكسار في القلب وأنا أقول إننا إضطررنا إلى إغلاقه بسبب نقص التمويل وكم لذلك الإغلاق من أثر على العائلات والناس العاديين. ومن هنا أوجه نداء للدول والجهات المانحة أن تساعدنا على إنقاذ مثل هذه المبادرات الإنسانية”. وأضاف “نحن لا نفرق بين جائع وجائع نحن نعمل على سد حاجات جميع الجوعى الذي يصل عددهم إلى ثمانين مليونا عبر العالم”.
وحول النقص في التمويل الذي يعاني منه البرنامج خاصة وأن أكثر المحتاجين والمتلقين للمساعدات الغذائية من المنطقة العربية، على الرغم من وجود أثرياء كبار في نفس المنطقة، قال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية “لو نام طفل واحد جائع معنى هذا أننا مقصرون. نقوم بدورنا تماما عندما لا يبقى جائع واحد. وأنا قبل أن أناشد الآخرين من خارج المنطقة أتوجه إلى المنطقة العربية وخاصة منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وأناشدهم بدعم البرامج الإنسانية لبرنامج الأغذية العالمي وباستمرار. يجب أن يظل الدعم متواصلا وألاّ يكون موسميا أو في شهر رمضان فقط. إنه واجب إنساني فردي وجماعي. إن واجب الجميع أن يقدموا أملا لجميع سكان المنطقة المحرومين من هذا الأمل. إنه مسؤولية أخلاقية أولا”.