القاهرة – ‘القدس العربي’ – من : حدثان سيطرا على اهتمامات الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد، الأول هو محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بعد خروجه من مسكنه في حي مدينة نصر، وطلب الوزارة عدم نشر أي بيانات إلا التي تصدر عن الوزارة وارتفاع حدة غضب من الشعب ضد الإخوان والجماعات المتطرفة، والمطالبة باتخاذ أشد الإجراءات ضدهم، وتحذيرات من عودة الإرهاب مرة ثانية، وفور وقوع الحادث يوم الخميس، سارعت جماعة الإخوان بنفي أي صلة لها به، لكن لم تمر سوى ساعات، واعترفوا يوم الجمعة في مظاهراتهم بأنهم أصحاب المحاولة، في هتافاتهم التي قالوا فيها، شمال يمين، هنجيبك يا إبراهيم.
وأما الحدث الثاني فكان الضربات القاتلة التي وجهها الجيش والشرطة في سيناء للإرهابيين بقتل تسعة والقبض على تسعة آخرين ومطاردة الهاربين، وتدمير عدد من أماكن تجمعاتهم، كما تم اكتشاف عدد من القنابل على شريط سكة حديد السويس – الإسماعيلية كانت معدة لتفجير قطار الصباح الذي يقل ما بين ألفين الى ثلاثة آلاف، وقام آخرون للمرة الثانية بإلقاء القبض على أعداد من الإخوان المطلوبين من النيابة العامة كما لا يزال البحث جارياً للقبض على عاصم عبد الماجد وطارق الزمر وصديقنا عصام العريان وزميلنا خالد الشريف المتحدث باسم حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية.
وقامت الصحف بالسخرية من مظاهرات الإخوان يوم الجمعة لاستمرار انحسار أعداد المشاركين فيها وتصدي الأهالي لها وحدوث اشتباكات بينهم، ومع ذلك فهناك البعض أصابهم مرض الرعب من الإرهاب، وقد أخبرني زميلنا الرسام أنور في ‘المصري اليوم’ بأنه يوم السبت ذهب لزيارة قريب له، فشاهد منظراً عجيباً، رآه هو وزوجته وابنه مختبئون وراء الكنبة خوفاً من سيارة كان يلعب بها ابنه بالريموت كنترول، ونشرت الصحف عن بدء جهاز الكسب غير المشروع إعداد ملفات عن الرئيس السابق محمد مرسي، ورفضه الإجابة عن اسئلة المحققين معه أو التوقيع على المحاضر، والقبض على قناص الإخوان محمد رمضان واعترافه على زملائه وأماكن الأسلحة في مول طيبة، ومشاركته في قتل الشرطة، وأن الجماعة دربت مائة وخمسين من عناصرها على القنص، وعاد صفوت حجازي ليقول في تحقيقات النيابة ان رجال الجيش والشرطة أحسن ناس والشرطة في خدمة الشعب.
وإلى بعض مما عندنا:
الناشطة اليمنية توكل كرمان:
لدى السلطات الإنقلابية في مصر
شيء يخفونه عن العالم
ونبدأ بالمعارك الأكثر نفعاً وجدوى والتي تفوح منها رائحة العطر، مع جمال تقاطيع وجوه المشاركات فيها، مثل الناشطة الإخوانية اليمنية توكل كرمان التي كتبت مقالا في جريدة ‘الغارديان’ البريطانية ونقلتها عنها يوم الثلاثاء الماضي صحيفة ‘الشعب’ لسان حال حزب العمل الجديد، قالت فيه عن أسباب منعها من دخول مصر: ‘من الواضح أن لدى السلطات الانقلابية في مصر شيئاً يخفونه ولا يريدون العالم أن يطلع عليه ولذلك تم منعي من قبل سلطات الانقلاب من دخول مصر، والآن أجدني معنية بتحذير العالم من نظام استبدادي بوليسي متكامل يكمل بنيانه في مصر يوماً بعد يوم وأدعو جميع المصريين ومعهم أحرار العالم الى الحفاظ على مكتسبات وقيم ثورة 25 يناير وأهمها القيم المتعلقة بالحقوق والحريات العامة وأن تحميل محمد مرسي مسؤولية الفشل في تحقيق الرخاء الاقتصادي خلال عام من رئاسته في ظل ثورة ورثت تركة هائلة من الفشل والانهيار من النظام السابق وتسويق ذلك شعبياً كمبرر للانقلاب عليه فهو تصرف غير موضوعي تنقصه العدالة والانصاف، وأن تداعيات الانقلاب العسكري في مصر ستكون مدمرة للعالم العربي، ان مخاطر هذا الانقلاب يعني فقدان المجتمع لإيمانه بالعملية الديمقراطية مما يعطي الجماعات الإرهابية فرصة الانتعاش مرة أخرى، وجماعات القاعدة يعيرون الإخوان المسلمين بالقول ان الحل في صناديق الذخيرة لا صناديق الاقتراع، الانقلابيون يعززون الإرهابيين، ويقدمون لهم خدمة جليلة بقدر ما يقطعون الــطـــريق أمام التغـــيير السلمي، يُحسب للإخوان المسلمين وشــركــائهم انهم وبرغم ما تعرضوا له من قهر وقتل وقمع وسجن وإقصاء، إلا انهم حافظوا على سلمية احتجاجاتهم وحفظوا مصر من الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي’.
لابد من الاشارة هنا الى ان كرمان قبل محاولة مجيئها اتخذت موقفاً ضد ما اعتبرته الأغلبية ثورة للإطاحة بالإخوان، واعتبرته انقلاباً عسكرياً وأنها سوف تنضم للمعتصمين في رابعة، أي اختارت الانحياز لطرف دون آخر وهي الغريبة عن البلد، ولو انها أعلنت من البداية، انها تريد المجيء لمقابلة جميع الأطراف والاستماع إليها لمعرفة حقيقة ما حدث لتم الترحيب بها، اما ان تتخذ هذا الموقف العدائي والمتعجرف وكأنها قادرة على انتهاك سيادة دولة غير دولتها، وكأنها ذاهبة الى صنعاء والاعتصام بميدان التحرير نعلم من أين جاءت بهذه السلطة، ثم من أين جاءت بحكاية انه تمت محاسبة مرسي على فشله في تحقيق الرخاء الاقتصادي في عام، فهذا المطلب لم يرد مطلقاً على لسان مرسي أو أي من قيادات الإخوان أو معارضيهم، مثلما تتجاهل ان الإرهابيين التابعين للقاعدة وغيرها في سيناء يحظون بدعم الإخوان ومرسي، وأن الإخوان أنفسهم مارسوا الأعمال الإرهابية والمسلحة ضد الجيش والشرطة، أي انها مؤيدة لهذه الأعمال وهي صاحبة نوبل، وعلى كل، فان هجومنا لا ينفي رقتها وجمالها، كما هو واضح من صورتها.
‘الأخبار’: الإخوان يعلنون عن تنظيم مليونية جديدة يوم الجمعة
هذا وقد سمعت أصواتاً كصوت الكروان صادرة من الصفحتين السادسة والسابعة عشرة من ‘الأخبار’ في نفس اليوم تحتج على ان أرد وأنا رجل على كرمان، لأن هذا شأن نسائي، بحت، فاعتذرت لزميلتنا الجميلة مديحة عزب التي قالت وهي تضحك: ‘عاجل، بقايا الإخوان يعلنون عن تنظيم مليونية جديدة يوم الجمعة القادم تحت عنوان ‘انت ما جيتش ليه الجمعة اللي فاتت، مش تبقى تيجي’، وذلك بعد الفشل الذريع الذي منيوا به يوم الجمعة الماضي والذي اسموه جمعة الحسم، حيث لم يشارك في هذا اليوم الحد الأدنى من الاعداد التي تحفظ ماء وجوههم، الأمر الذي أوقعهم في موقف بااااايخ، لأنهم يدعون أن أنصارهم بالملايين، ومن المتوقع ان تقل الأعداد المشاركة في الجمعة المقبلة ايضاً نظراً – وكما هو معروف، لنضوب مصادر التمويل، والمصاريف والذي منه، وذلك بعد ان شرفت رؤوس الأفاعي في طرة والتي كانت تتولى الصرف والانفاق والشبرقة، وبالتالي عندما يجد المتظاهرون انهم مطالبون بالصرف من جيوبهم على اليفط واللافتات والسندوتشات والمياه والحاجة الساقعة – سيمتنع معظمهم عن النزول مثلما امتنعوا من قبل، ولسان حالهم يقول، معلش بقى فرصة ثانية، ما نعطلكوش، ابقوا اعملوا لكم جمعة وسموها، عليه العوض، الحقيقة أنا مندهشة منكم يا من مازلتم تنتمون الى الإخوان غاية الاندهاش، لماذا تصرون على إلغاء عقولهم ورضيتم بأن تتحولوا إلى مجرد قطعان لا تعرف في الحياة غير السمع والطاعة لقيادات كذابة نصابة محتالة’.
يا نحكم يا نحرق مصر!
لا، لا، هذا إحراج ما بعده إحراج لتوكل، وبعد مديحة تقدمت جميلة ثانية هي ميرفت شعيب لتقول: ‘من الشعارات التي رفعها أخيراً البائسون عن الإخوان يا نحكم مصر، يا نحرق مصر، وكأن حكم مصر يؤخذ بالسلاح وبالتهديد بحرق الأخضر واليابس مما يدل على عدم انتمائهم للتنظيم فقط، فهدفهم تكوين دولة الخلافة، فقد قال مرشد الجماعة السابق، ‘طز في مصر’، وهي ليست زلة لسان كما قال وقتها، بل تعبر عن فكر الجماعة الذي لا يرتبط بأرض الوطن، ويهددون بالسيطرة على الدولة أو بإحراقها على طريقة فيها لأخفيها، فقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يكسر شوكتهم وأظهروا حقيقة أفكارهم بتصرفاتهم العدوانية التي فاقت كل خيال وها هم قادتهم يتساقطون في يد الشرطة ويتخلخل تنظيمهم، والأمن يعاودنا تدريجياً، والحرائق التي يريدون إشعالها سيطفئها الله سبحانه وتعالى وسترتد سهامهم الى نحورهم ولن يستطيعوا أن يحكموا مصر ولن يحرقوها’.
نهاد عرفة متضايقة من خلافات الثوار
أما ثالث الجميلات فكانت نهاد عرفة، لقولها وهي متضايقة من خلافات الثوار: ‘انجرت القوى الشعبية إلى ما آل إليه الحال خلال العامين الماضيين من اعتصامات ومظاهرات وأحداث فوضى في الشارع والبحث عن اللهو الخفي أو الطرف الثالث تاركين القوى الإسلامية لتلعب وتخطط وتخطف في لمح البصر ثورة عظيمة، شهد لها العالم أجمع ألا علينا وعليكم الآن، التعلم من هذه التجربة وألا ننقاد إلى المصير نفسه، ما حدث بعد 25 يناير يتم إعادته الآن، وبأشد مما كان لانضمام العديد من القوى الدولية الى القوى المضادة لثورة 30 يونيو واستخدام هذه القوى للآلة الإعلامية الدولية الجبارة، لتحقيق مآرب وخطط شيطانية لتقسيم مصر والدول العربية، وتحقيق ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير، ولن يهنأ لهم بال، إلا بتحقيق مخططاتهم للمنطقة واستنزاف ثرواتها، والحل الوحيد لدرء هذا المخطط الشيطاني هو التوحد’.
‘المصري اليوم’: هناك مضللون
ومخدوعون باسم الدين
وإلى معارك الإخوان حيث أبدى زميلنا وصديقنا محمد أمين سخريته من تنصل قادة الجماعة من انهم أعضاء فيها بعد القبض عليهم، وقال يوم الخميس في عموده اليومي بـ’المصري اليوم’ – على فين – ‘مَن الإخوان ان لم يكن المرشد إخوان؟ مَن الإخوان ان لم يكن الكتاتني والبلتاجي وصفوت حجازي؟ الغريب انك تسأل المرشد عن المظاهرات يقولك، اسأل حزب الجماعة، حين تسأل البلتاجي وقبله الكتاتني عن الجماعة يقولك، انه ليس جماعة، انه حزب، كأن هناك فرقاً بين الجماعة والحزب، خلط رهيب بين الحزب والجماعة والدول’.
‘الجمهورية’: سيتراجع عدد الإخوان
في الشوارع وسيمارسون العنف سراً
ونغادر ‘المصري’ الى ‘الجمهورية’ نفس اليوم، لنكون مع زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة دار التحرير الأسبق عبدالقادر شهيب وقوله عن أمثال أبو الصراصير: ‘سوف تتراجع بمرور الوقت أعداد الإخوان الذين يخرجون في مظاهرات ومسيرات، وسوف يمارس الإخوان العنف سراً، وليس جهراً كما حدث من قبل من خلال عمليات خاطفة سريعة، تضرب فيها مرة نقطة شرطة، أو تطلق فيها النار على مواطنين في أحد الميادين، أو تحرق فيها كنيسة جديدة أو مبنى أو متجراً مملوكاً لأحد المسيحيين، لأنهم لا يريدون الاعتراف بالواقع السياسي الجديد، وينكرون ان هناك ثورة انفجرت شعبياً ضدهم وان هذه الثورة حققت أول أهدافها بالتخلص من حكمهم، والأهم من ذلك كله انهم ينكرون انهم أخطأوا، بل والأصح انهم ارتكبوا خطايا كانت هي السبب في ثورة ملايين المصريين ضدهم، لذلك علينا أن نوطن أنفسنا على ذلك ونعيش ونعمل واضعين في اعتبارنا أن إرهاب الإخوان مستمر ضدنا بعض الوقت’.
‘الحرية والعدالة’: الإنقلاب هو
المحاصر من قوى مناهضة الإنقلاب
لكن ما قاله امين وعبد القادر اختلف فيه معهما في نفس اليوم الكاتب المسيحي الانجيلي الإخواني الدكتور رفيق حبيب، الذي يرفض حتى الآن إشهار إسلامه، إذ نشرت له جريدة ‘الحرية والعدالة’ يوم الخميس ايضا دراسة أعدتها للنشر زميلتنا الجميلة سامية خليل، جاء فيها: ‘أصبح الانقلاب هو المحاصر من قوى مناهضة الانقلاب داخل ميادينه الخالية المحاطة بالقوات النظامية بل انتقلت مقاومة الانقلاب وتوسعت حركتها عبر المحافظات والمدن والقرى، وأصبحت حركة واسعة حية في الشارع، نجحت في انضمام قطاعات جديدة لها، لذا تصبح عملية تسيير المظاهرات التي تنتشر في أرجاء مصر سلاحاً فعالاً أمام الانقلاب العسكري لأنها تشكل حالة من الرفض الواسع التي تجعل الانقلاب محاصراً في الزمان والمكان والشرائح المؤيدة له، وأهم ما يفشل الانقلاب أن يكون انقلاب أقلية يهدف الى فرض حكم الأقلية، ويهدف لفرض هوية الأقلية ومع أول ظهور للتعديلات الدستورية التي يريد تنفيذها الانقلاب العسكري اتضح انه يريد بناء نظام سياسي يقوم على هوية إسلامية مفرغة من المضمون وهوية علمانية فعلية’.
المرشد يطالب باستمرار
مقاومة الإنقلاب بالوسائل السلمية
أما المرشد العام الدكتور محمد بديع المحتجز في سجن طرة على ذمة تحقيقات النيابة معه في اكثر من قضية، فقد ارسل مقالا من السجن نشرته يوم الجمعة جريدة ‘الحرية والعدالة’ طالب فيه باستمرار مقاومة الانقلاب، ومما قاله: ‘علينا أن نبذل غاية جهدنا مع كل أبناء شعبنا في النزول إلى الميادين والشوارع وفي ابتكار جميع الوسائل والأساليب السلمية لكسر هذا الانقلاب الدموي واستعادة الشرعية وتحقيق الديمقراطية وتأكيد سيادة الشعب وإرادته الحرة، وعلينا ان نؤكد للجميع في الداخل والخارج عدم شرعية الانقلابيين وأن نتواصل مع كل الأحرار من قوى الوطن السياسية والاجتماعية لتأكيد حرمان الانقلاب من الشرعية وتوسيع دائرة المشاركة السلمية على مستوى كل أرجاء الوطن لاستعادة ثورة الخامس والعشرين من يناير بكل مكتسباتها واستكمال تحقيق باقي أهدافها ولنثق دائماً بأن الفشل الذريع الى الانقلاب والانقلابيين، بإذن الله، ومن تمام الثقة بنصر الله ان يذكر بعضنا بعضا بواجب الدعاء والتضرع لله سبحانه فذلك أهم الأسلحة التي نواجه بها هذه الفتنة وهؤلاء الانقلابيين المفسدين، ونتغوث به تغوث الغريق الذي يخشى على نفسه الغرق فيتعلق بالله الذي يكشف الفتنة وينجي من المحنة ونقنت قنوت النوازل في الصلوات، ولنحفظ دعوات تفريج الكروب وندع بها في كل حين، وأن نذكر شعبنا الحر الثائر بأن سلميتنا سر قوتنا وأننا لن ننجر إلى أي عنف مهما بلغ استفزاز الانقلابيين وأن تغييب قياداتنا لن يؤثر في عزيمتنا ولا في سلمية خطتنا وثورتنا حتى يحقق الله لنا النصر إن شاء الله، والله أكبر وتحيا مصر حرة مستقرة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم’.
شهادة القيادي
جمال حشمت عن مفاوضاته
مع الجيش بعد موقعة الحرس الجمهوري
وإلى الشهادات التي نعتبرها وثائقاً، سوف تضاف إلى غيرها، تؤرخ لهذه الأحداث بدقة، ونبدأها من يوم الخميس، بشهادة عضو مجلس شورى الجماعة، والقيادي جمال حشمت الذي قال في مقال له بجريدة ‘الحرية والعدالة’ – لسان حال حزبهم’.
‘نصل إلى 30 يونيو الذي كانت خطته مع أطراف الثورة المضادة في الداخل ‘سامح عاشور ومنى مكرم عبيد وجورج إسحاق وبعض من الإعلاميين والكنيسة والأزهر وحزب النور’ وغيرهم من الخارج من مخابرات بريطانية وأمريكية وروسية وخليجية!
بعد إعلان الانقلاب العسكري يوم 30 يونيو اتفقت مع بعض القيادات من الإخوان وحزب الحرية والعدالة التي يتوسم فيها الوسطية والهدوء والعقلانية والثقة من كثير من الأطراف أن يتم الاتصال بنا من قبل سلطات الانقلاب بعد اعتقال القيادات المسؤولة! وكان منهم الدكتور حلمي الجزار وفعلا التقينا واتفقنا على بعض الخطوط العامة نظراً لعجزنا عن الاتصال بالقيادات الأخرى، وفعلا تم الاتصال بي من أحد قيادات المجلس العسكري وفي يوم الذهاب إليه كمجموعة تم اعتقال د. حلمي الجزار ومحاصرة الباقي فذهبت وحدي وعرضت القيادة العسكرية عليَ ما حدث في الفترة الأخيرة مع نصح وحوار مع الرئيس مرسي ‘كمبرر للانقلاب عليه’ لكنه كان يوافق ثم يتغير قراره على حسب ما قاله! والمطلوب الآن فض اعتصام رابعة ووقف التظاهرات اليومية! ونظراً لأني لم أكن أملك ويومها كانت موقعة الحرس الجمهوري الأولى وشاهدت مع الشباب ما حدث وواجهته لمعرفة سر هذا العنف بالرصاص الحي للمتظاهرين، فبرر بوجود سلاح واعتداء منهم على منشآت عسكرية! وطلبت منه تقديم ما يمكن أن يقنع المتظاهرين بترك تظاهراتهم واعتصامهم وعرضت عليه وقتها ثلاثة اقتراحات ‘يوم 5 يوليو’ الأول أن يتم الحوار مع الرئيس صاحب الشرعية، وكل مؤيديه في الشوارع رفض فقلت: يأتي الرئيس على رأس خارطة الطريق لأنها تماثل ما اقترحه الرئيس في خطابه الأخير فرفض فقلت له: إذاً طالما انحاز المجلس العسكري لفريق ضد فريق من أهل الوطن وما كان له أن يعمق الخلاف بالسلاح والنار، أن يتم استفتاء الشعب على خارطة الطريق بعد عودة العمل بالدستور لكنه رفض!! وغادرت الى رابعة الصمود والكرامة، وليس أمامنا سوى طريق احد أجمع عليه كل مؤيدي الشرعية في مصر، وهي عودة الرئيس والدستور والبرلمان ثم سقف التفاوض المرفوع لأقصى حد للتعامل مع مقتضيات الواقع!
لكن بعد مذابح الجيش والشرطة وقتل الشعب المصري بهذا الغباء الذي لم يحدث في تاريخ مصر الحديث أضيف شرط آخر وهو محاكمة كل من شارك في قتل وإصابة هذا العدد من المصريين، خمسة آلاف شهيد وأكثر من اثني عشر الف مصاب وحوالي عشرة آلاف معتقل، تزداد أعدادهم يوما بعد يوم، وإذا كان لنا إضافة لهذه المبادرات على قاعدة الشرعية – لا على قاعدة الانقلاب – أقول إنه لا مانع عند عودة الرئيس لاستمرار مدته القانونية والدستورية – التي لا تلقى لدى البعض قبولا – تكون مرهونة باستفتاء على تكملة فترته الرئاسية فإذا كانت بالموافقة يعود معه مجلس الشورى وألا تقف عودة الشورى لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تتبعها الانتخابات البرلمانية في ظل دستور 2012 المستفتى عليه والذي يخضع للتعديلات فيما بعد وفقاً لنصوص الدستور في مجلس النواب المنتخب! بغير ذلك ستبقى مصر في غير حالة استقرار ومرشحة لتدهور حاد في مكانتها الدولية وقدرتها الاقتصادية ولن ينشغل بها الانقلابيون لأنهم قبضوا مستحقاتهم وأداء العمرة مسموح به لهم في أي وقت هرباً من المسؤولية!’.
أسماء ارتبطت بمخابرات الخارج
والملفت هنا تعمده ذكر اسماء معينة منها اثنان مسيحيان هما صديقنا جورج اسحق، والدكتورة منى مكرم عبيد، وكذلك الكنيسة، ثم الأزهر الوسطي وحزب النور السلفي وربطهم جميعاً بمخططات ينفذونها لحساب المخابرات البريطانية والأمريكية والروسية والخليجية، أي السعودية والإماراتية، وهو ما يكشف عن مدى جديته ومصداقية شهادته وأمانته، واتهامه هذا يذكرنا بما قالته المرحومة زينب الغزالي – عليها رحمة ربك – والتي حكم عليها بالسجن في قضية تنظيم سيد قطب – عليه رحمة الله – عام 1965، بأنها مؤامرة على الإسلام نفذها عبد الناصر – آسف جداً، قصدي خالد الذكر بالاتفاق مع المخابرات السوفيتية الكافرة والأمريكية الفاجرة، ثم عادت لتعترف بوجود التنظيم تحت قيادة سيد قطب وعبد الفتاح إسماعيل وهي والأرقام التي ذكرها للضحايا والجرحى والمحتجزين غير حقيقية.
وجود جناح متطرف داخل الجماعة
أما الملاحظة الثانية فهي اعترافه بوجود جناح متطرف ومجنون داخل الجماعة والحزب وآخر وسطي أراد أن يتفاوض لحل الأزمة، بقوله بالنص: ‘اتفقت مع بعض القيادات من الإخوان وحزب الحرية والعدالة التي يتوسم فيها الوسطية والهدوء والعقلانية’. أما من هي القيادات المتطرفة وغير الهادئة أي المجنونة فلم يوضحها مثلما كشف عن اسمه وحلمي الجزار، وهو يقصد المرشد العام الدكتور محمد بديع ونائبه محمود عزت وهما من تنظيم سيد قطب عام 65 بالإضافة إلى خيرت الشاطر الناصري الذي انضم الى هذه المجموعة بالإضافة الى باقي القيادات، ولاحظت انه لم يذكر مع حلمي الجزار اسم صديقنا عصام العريان، وكان من مجموعة المرشد الثالث عمر التلمساني مع حلمي، وجمال حشمت من هذه المجموعة، بعد ان ذهب العريان بعيدا عن خط التلمساني ايضا، اعترف حشمت بأنه ومجموعة الإخوان هم الذين طلبوا وساطة لإجراء محادثات مع الجيش، وذهب بنفسه رغم ما أســـموه مذبحة الساجدين، وهم الذين هاجموا مقر الحرس الجمهوري لاقتحامه، وغداً شهادة تاريخية أخرى.