النظام السوري ينفذ أول مجزرة في العام الجديد عبر استهداف مدرسة أطفال في إدلب

هبة محمد
حجم الخط
0

“القدس العربي”: قتل 8 مدنيين بينهم 4 أطفال وسيدتان وأصيب 16 آخرين، صباح الأربعاء، نتيجة استهداف مدرسة وسط بلدة سرمين شرق إدلب بصاروخ يحمل قنابل عنقودية. وقال الدفاع المدني السوري إن القصف طال المدرسة المليئة بالطلاب والمعلمين، ما أدى لوقوع مجزرة بحق الأطفال.

وبحسب مصادر محلية فإن أربع طائرات حربية روسية تناوبت في تمام الساعة 12 ليلاً على قصف أطراف مدينة إدلب الغربية والسجن المركزي في ذات المنطقة بأكثر من 20 غارة جوية بصواريخ ارتجاجية وأخرى شديدة الانفجار.

وقال مدير الدفاع المدني السوري في إدلب إن فرق الإنقاذ نقلت المصابين وجثامين القتلى إلى المشافي القريبة، وسط قصف حربي ومدفعي استهدف المناطق السكنية بريف إدلب.

أوضح “مصطفى الحاج يوسف” لـ”القدس العربي” أن الخوذ البيضاء وثقت استهداف 8 مناطق من قبل الطيران الحربي الروسي و25 قذيفة مدفعية و30 صاروخاً من راجمات أرضية

وأوضح “مصطفى الحاج يوسف” لـ”القدس العربي” أن الخوذ البيضاء وثقت استهداف 8 مناطق من قبل الطيران الحربي الروسي و25 قذيفة مدفعية و30 صاروخاً من راجمات أرضية، حيث شمل القصف مدينة معرة النعمان وبلدات معرشورين وتلمنس ومعرشمشة ومعرشمارين وكنصفرة وسفوهن بريف إدلب الجنوبي، ومدينة سراقب بريف إدلب الشرقي.

من جانبه قال المرصد السوري إن قوات النظام نفذت أول مجزرة بالعام الجديد وقتلت 6 أشخاص بينهم 4 أطفال نتيجة قصفها الصاروخي على بلدة شرق إدلب، وأكد أن الطائرات الحربية الروسية استهدفت محيط مدينة إدلب بأكثر من 22 غارة جوية بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، حيث تضم المنطقة سجن إدلب المركزي الذي سبق وتعرض لقصف جوي روسي، فيما لم ترد معلومات حتى اللحظة عن الخسائر البشرية جراء الغارات الروسية المكثفة.

على صعيد متصل قصفت الفصائل بعد منتصف الليل أماكن في جورين وشطحة العزيزية والرصيف والجيد الخاضعة لسيطرة قوات النظام بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.

ومع نهاية عام 2019، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم ما لا يقل عن 3300 مدني قتلوا على يد أطراف النزاع الفاعلة في سوريا، بينهم 234 في كانون الأول/ديسمبر.

وفنّد مدير الشبكة السورية، فضل عبد الغني، لـ”القدس العربي” عمليات توثيق الضحايا وتوزيع حصيلتهم تبعاً لأطراف النزاع الفاعلة في سوريا، مُشيراً إلى أنه في حال الهجمات المشتركة، التي تعذَّر معها إسناد مسؤولية هجمات بعينها إلى جهة محددة، كما حصل في الهجمات الجوية التي تُنفذها الطائرات الحربية السورية أو الروسية، أو الهجمات السورية الإيرانية، أو قوات سوريا الديمقراطية ذات القيادة الكردية وقوات التَّحالف الدولي، تتم الإشارة في تلك الحالة إلى أنَّ هذا الهجوم هو مسؤولية مشتركة من حلف إلى أن يتم ترجيح مسؤولية أحد الجهتين عن الهجوم، أو يتم إثبات أنَّ الهجوم فعلاً كان مشتركاً عبر تنسيق الجهتين معاً فيما بينهما. وفي الحالات التي لم يتسن إسناد عملية القتل فيها لأحد الطرفين المتصارعين؛ نظراً لقرب المنطقة من خطوط الاشتباكات أو استخدام أسلحة متشابهة أو لأسباب أخرى يتم تصنيف الحادثة ضمن جهات أخرى ريثما يتم التوصل إلى أدلة كافية لإسناد الانتهاك إلى أحد الطرفين.

وأكد عبد الغني لـ”القدس العربي” توثيق مقتل 3364 مدنياً بينهم 842 طفلاً، قتل منهم النظام السوري 1497 مدنياً، بينهم 371 طفلاً، فيما قتلت القوات الروسية 452 مدنياً بينهم 112 طفلاً، خلال عام 2019، لافتاً الى أنه من بين الضحايا 26 من الكوادر الطبية، قتل 14 منهم على يد قوات النظام السوري، فيما قتلت القوات الروسية 6، وقتل 1 من الكوادر الطبية على يد كل من هيئة تحرير الشام وقوات التحالف الدولي، وقتل 4 على يد جهات أخرى.

أكد عبد الغني لـ”القدس العربي” توثيق مقتل 3364 مدنياً بينهم 842 طفلاً، قتل منهم النظام السوري 1497 مدنياً، بينهم 371 طفلاً، فيما قتلت القوات الروسية 452 مدنياً بينهم 112 طفلاً، خلال عام 2019

كما قتل خلال العام المنصرم 13 من الكوادر الإعلامية، 6 منهم قتلوا على يد قوات النظام السوري، و2 على يد القوات الروسية، و1 على يد هيئة تحرير الشام، و4 على يد جهات أخرى.

وبحسب عبد الغني فقد قتل 17 متطوعاً من كوادر الدفاع المدني 3 منهم على يد قوات النظام السوري، و9 على يد القوات الروسية.

كما وثَّق فريق العمل في الشبكة السورية لحقوق الإنسان في عام 2019 مقتل أكثر من 300 شخص بسبب التعذيب، 275 منهم على يد قوات النظام السوري، و4 على يد كل من هيئة تحرير الشام وفصائل في المعارضة المسلحة، و13 على يد قوات سوريا الديمقراطية، و9 على يد جهات أخرى.

أكثر من 100 مجزرة

تحدث مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن 109 مجازر بحق الشعب السوري، لافتا إلى أن ما لا يقل عن 65 مجزرة على يد قوات النظام السوري، والقوات الروسية، و6 على يد قوات سوريا الديمقراطية، و3 على يد قوات التحالف الدولي، و35 على يد جهات أخرى.

وأشار مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان لتقرير صادر عن منظمته، طالب خلاله وكالات الأمم المتحدة المختصَّة ببذل مزيد من الجهود على صعيد المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية في المناطق التي توقَّفت فيها المعارك، وفي مخيمات المشردين داخلياً، ومتابعة الدول التي تعهدت بالتَّبرعات اللازمة.

تقرير الشبكة طالب المبعوث الأممي إلى سوريا بإدانة مرتكبي الجرائم والمجازر والمتسببين الأساسيين في تدمير اتفاقات خفض التَّصعيد وإعادة تسلسل عملية السلام إلى شكلها الطبيعي بعد محاولات روسيا تشويهها وتقديم اللجنة الدستورية على هيئة الحكم الانتقالي، كما شدَّد على وجوب فتح النظام الروسي تحقيقات في الحوادث الواردة فيه، وإطلاع المجتمع السوري على نتائجها، ومحاسبة المتورطين، وطالب النظام الروسي باعتباره طرفاً ضامناً في محادثات أستانا بالتَّوقف عن إفشال اتفاقات خفض التَّصعيد.

وأكَّد التقرير ضرورة توقف النظام السوري عن عمليات القصف العشوائي واستهداف المناطق السكنية والمستشفيات والمدارس والأسواق وإيقاف عمليات التَّعذيب التي تسبَّبت في موت آلاف المواطنين السوريين داخل مراكز الاحتجاز والامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي والقانون العرفي الإنساني.

وأوصى التقرير قوات التَّحالف الدولي أن تعترف بشكل صريح بأنّ بعض عمليات القصف خلَّفت قتلى مدنيين أبرياء وطالبها بفتح تحقيقات جديَّة، وتعويض الضحايا والمتضررين والاعتذار منهم، كما أكَّد أنَّ على الدُّول الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية الضَّغط عليها لوقف تجاوزاتها كافة في جميع المناطق والبلدات التي تُسيطر عليها، وإيقاف جميع أشكال الدعم بالسِّلاح وغيره، ما لم توقف قوات سوريا الديمقراطية جميع انتهاكاتها للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

وأوصى فصائل المعارضة المسلحة بضمان حماية المدنيين في جميع المناطق، وفتح تحقيقات في الهجمات التي تسبَّبت في سقوط ضحايا مدنيين، وضرورة التميِّيز بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية، والامتناع عن أية هجمات عشوائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية