لندن- «القدس العربي» – وكالات: أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن سلسلة تعيينات جديدة لمناصب في إدارته، فبعد تداول اسم ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية، المعروف أيضاً بدعمه غير المشروط لإسرائيل في عدوانها على غزة، كشف ترامب، مساء الثلاثاء، عن تعيين شخصية أخرى معروفة بدعمها المتطرف لإسرائيل، وهو حاكم أركانساس السابق، مايك هاكابي، سفيراً لدى دولة الاحتلال.
وجاء ذلك في سلسلة بيانات نشرت على حساب ترامب على منصة إكس، وعلى “تروث سوشيال”، الأربعاء والثلاثاء، كشف فيها عن اختياراته ونبذة عنهم. وأشار ترامب إلى أن هاكابي الذي يعينه سفيراً لدى إسرائيل في ضوء حروب إسرائيل في الشرق الأوسط، سيؤدي “دوراً دبلوماسياً كبيراً” وذكر أنه “موظف مدني جيد جداً وزعيم ديني”. وقال: “مايك يحب إسرائيل كثيراً، والشعب الإسرائيلي يحبه أيضاً، وسيعمل بلا كلل لضمان السلام في الشرق الأوسط”.
ويبدو أن ترامب يقوم باختيار المرشحين للمشاركة في إدارته بناء على تقاربهم الشخصي والأيديولوجي منه وليس بالضرورة بناء على خبرتهم السياسية، ما يثير مخاوف من أن هدفه هو القدرة على الهيمنة بقراراته على الإدارة دون أن يواجه تحديات داخلية.
ويُعرَف هاكابي (ولد 1955) القسيس المسيحي بأنه مؤيد قوي لإسرائيل، كما أنه يدعم الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، كما يدعى هاكابي أنه لا يوجد احتلال في الضفة الغربية. كما أعلن ترامب أنه سيرشح بيت هيغسيث لوزارة الدفاع، وهو جندي سابق ومعلق في قناة فوكس نيوز، وهو أحد أهم المناصب في الإدارة الجديدة. هيغسيث خدم في وحدات مختلفة من الجيش الأمريكي في كل من العراق وأفغانستان في فترات مختلفة، وظل ينظم البرامج والفعاليات المتعلقة بالمحاربين القدامى منذ سنوات عديدة. ويعتبر ترشيح هيغسث “مفاجئاً” وغير متوقع، إذ قال أحد المسؤولين الذين كانوا مقربين من إدارة ترامب، حسب موقع “الجزيرة نت”: “صدمنا بهذا الاختيار ونتوقع أن تكون هناك محاولات لإسقاطه في مجلس الشيوخ”. كما أعرب مسؤول آخر عن صدمته، موضحاً أنه لم يكن على دراية بالقرار المفاجئ إلا قبل ساعات قليلة من الإعلان، حسب الموقع. كما أشارت مصادر مطلعة على المناقشات أنه يعود اختيار ترامب إلى علاقته الطويلة مع هيغسيث، وكان معجباً بمسيرته المهنية وإلمامه بالأمور العسكرية. وفي حين أن الجمهوريين يشكلون الأغلبية في مجلس الشيوخ، إلا أنه يشير موقع “فايننشل تايمز” إلى أن ترامب سيواجه صعوبات في تمرير ما يريده من سياسات وتعيينات في فضل المعارضة المحتملة التي قد يواجهها من بعض الأعضاء، علماً أنه لن يستطيع تحمل خسارة أي أصوات. ومن بين القرارات التي قد يواجه تحديات فيها هو تعيين هيغسيث.
كما عين ترامب، الثلاثاء، رجل الأعمال إيلون ماسك، صاحب موقع إكس، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي، لقيادة وزارة مستحدثة تعنى بـ”الكفاءة الحكومية”، مهمتها الانكباب على تفكيك البيروقراطية الحكومية وتقليص اللوائح الزائدة وخفض النفقات، وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية. وأثار تعيين ماسك وراماسوامي مخاوف حول تضارب محتمل في المصالح بين الشركات التي يديرانها والمنصب الذي يشغلانه. وجاء ذلك في منشور لماسك على منصة إكس، في تنفيذ لتعهد قطعه ترامب قبل أكثر من شهر، بتعيين ماسك في منصب لتعزيز كفاءة الحكومة الفيدرالية. وقال ماسك: “سيتم نشر جميع إجراءات وزارة كفاءة الحكومة على الإنترنت لتحقيق أقصى قدر من الشفافية. في أي وقت يعتقد فيه الجمهور أننا نقوم بخفض شيء مهم أو لا نقوم بخفض شيء مُهدر. فقط أخبرونا”. وخلال الحملة الانتخابية، قال ترامب إن جهود كفاءة الحكومة ستضع خطة للقضاء على “الاحتيال والمدفوعات غير اللائقة”، وإجراء “تدقيق مالي وأداء كامل” للحكومة الفيدرالية.
ترامب أعلن أيضاً أنه سيرشح مدير المخابرات الوطنية السابق جون راتكليف لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية “سي آي إي”. وبحسب بيان أدلى به فريق ترامب، فإن عضو الكونغرس السابق راتكليف، الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية في الفترة 2020-2021، سيعمل مديراً لوكالة المخابرات المركزية في حكومته الجديدة. ويعرف راتكليف بأنه اسم قريب جداً من ترامب، وسيتمكن من تولي منصبه بعد الحصول على موافقة مجلس الشيوخ، وهو معروف بآرائه اليمينية المتطرفة، مثل الأسماء الأخرى التي رشحها ترامب لحكومته حتى الآن.
راتكليف شغل منصب نائب المدعي العام في المنطقة الشرقية من تكساس بين عامي 2007 و2008، وشغل فيما بعد منصب عمدة مدينة هيث في نفس الولاية حتى عام 2012، ودخل مجلس النواب الأمريكي عام 2015.
كما أعلن ترامب تعيين قطب العقارات ستيف ويتكوف مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، واصفاً إياه بأنه “جعل كل مشروع ومجتمع شارك فيه أقوى وأكثر ازدهاراً”. وأضاف ترامب بأن ويتكوف “زعيم محترم، وسيكون صوتاً قوياً من أجل السلام وسيجعلنا جميعاً فخورين به”. ويذكر أن ترامب هو أيضاً قطب عقارات وفضلاً عن استثماراته الهائلة في الخليج، فإنه قد أعرب مسبقاً عن إعجابه بشاطئ غزة، وعلق بأنه كـ”مطور” يرى أن الواجهة البحرية في غزة قد تنافس “موناكو” في حال استثمرت بشكل فعال.
ويُعرف ويتكوف بأنه أحد الأصدقاء المقربين لعائلة ترامب، وبحسب تقارير وسائل إعلام أمريكية فإن ويتكوف كان مع ترامب خلال “محاولة اغتيال” الأخير بينما كان يلعب الغولف في فلوريدا في 15 أيلول/ سبتمبر الماضي.
ويشار إلى أن الرئيس السابق ترامب سيعود إلى البيت الأبيض بعد فوزه على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وسيتم تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني 2025.
وأعلن ترامب، مساء أمس، أن مساعده القديم دان سكافينو سيشغل منصب نائب دون أن يحدد حقيبة له، وسيشغل المدير السياسي للحملة الانتخابية جيمس بلير منصب نائب للشؤون التشريعية والسياسية والعامة، وتايلور بودويتش نائبا لرئيس هيئة موظفي البيت الأبيض للاتصالات والأفراد. وسيحمل الجميع لقب مساعد للرئيس.
كما أعلن ترامب رسميا أن ستيفن ميلر، المعروف بتوجهاته المتشددة بشأن الهجرة، سيتولى منصب نائب رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض لشؤون السياسة ومستشار الأمن الداخلي. وكان جيمس بلير يشغل منصب المدير السياسي لحملة ترامب، وبمجرد أن أصبح ترامب المرشح المحتمل للحزب الجمهوري، أصبح المدير السياسي للجنة الوطنية الجمهورية. وقد عمل سابقا في حملة ترامب لعام 2020 في فلوريدا وكان أحد كبار مساعدي حاكم فلوريدا رون دي سانتيس.
وكان سكافينو أحد كبار المستشارين في حملة ترامب، وفي فترة ولايته الأولى في البيت الأبيض عمل مديرا لوسائل التواصل الاجتماعي. وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت، الثلاثاء، أنه من المتوقع أن يرشح ترامب، السيناتور ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية، المعروف بانتمائه إلى تيار “الصقور”. ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من ترامب، أن الأخير كان يعتزم ترشيح ريتشارد غرينيل، السفير الأسبق في برلين، لهذا المنصب، لكنه استقر على روبيو بعد مشاورات عدة.
روبيو سيناتور في مجلس الشيوخ منذ 2011، ينتمي لتيار “الصقور” ويعرف بمواقفه المتشددة فيما يخص إيران والصين ودعمه القوي لإسرائيل، ويتوقع الإعلان رسمياً عن روبيو مرشحاً لمنصب وزير الخارجية خلال فترة قريبة، برفقة مسؤولين آخرين يعتزم ترامب تعيينهم في ولايته الجديدة.
كما اختار ترامب، الإثنين، مستشاره المتشدد لشؤون الهجرة ستيفن ميلر لمنصب نائب كبير موظفي البيت الأبيض للسياسات، بحسب ما أعلنته شبكة “سي إن إن” الأمريكية نقلاً عن مصادر مقربة من ترامب، وأكده لاحقاً جي دي فانس الذي عيّنه ترامب نائباً له.
وقال جي دي فانس على حسابه بمنصة إكس: “اختيار رائع آخر من قبل الرئيس (ترامب) تهانينا يا ميلر”.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن ميلر سيعمل نائب كبير موظفي البيت الأبيض للسياسات، وسيشارك في رسم السياسات، لا سيما بما يتعلق بأمن الحدود والمهاجرين غير الشرعيين الذي يعرف بتشدده بهذا الخصوص.
وولد ميلر في كاليفورنيا عام 1985 وهو الابن الثاني لعائلة يهودية، عمل في مجال الاتصالات مع العديد من السياسيين الجمهوريين لعدة سنوات. وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية ذكرت، الثلاثاء، أن ترامب يتطلع إلى تعيين عضو مجلس النواب الجمهوري مايك والتز مستشاراً له للأمن القومي.
وأضافت نقلاً عن مصادر مقربة من ترامب، أنه سيتم الإعلان رسمياً عن تعيين “والتز” للمنصب المذكور، خلال “فترة قريبة”.
والتز، وهو عنصر سابق في القوات الخاصة الأمريكية (القبعات الخضر)، خدم في جيش بلاده بأفغانستان، ويعرف بمواقفه المتشددة تجاه الصين وروسيا. وفي حال توليه المنصب، سيؤدي والتز دوراً رئيسياً في قضايا السياسة الخارجية الأمريكية وأبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، والتنافس الأمريكي ـ الصيني، وأزمات الشرق الأوسط.