■ بنغازي – «القدس العربي»: بعد معارك شرسة بين الكتائب المنضوية تحت قيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر و»أنصار الشريعة» أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، وإن تباينت الأعداد بحسب كل طرف يخرج المسؤول العام لتنظيم أنصار الشريعة محمد الزهاوي في مؤتمر صحافي عقده مساء الثلاثاء في بنغازي، معقل هذا التنظيم، مستهلاً مؤتمره بقوله: «نحمد الله على الهزيمة التي مني بها الطاغوت حفتر، ونتحداه بأن يظهر داخل مدينة بنغازي، نتحدى خروج حفتر لنا في بنغازي لكي نسحقه ونريه المصير، وعليه نبين أن معركتنا مع هذا الطاغوت حفتر لن تتوقف حتى يناله ما نال القذافي، وإذا كان هو من ابتدأها فنحن من سيقرر بإذن الله نهايتها، وسنبذل في سبيل حماية أهلينا وأعراضنا وديارنا الغالي والنفيس حتى يهلكه الله على أيدينا، أو يرجع خائبا مخذولا لأنه يحارب المدينة التي استعصت على سيده من قبل.
«حرب الصليبيين»
وفي حديثه عن عملية «الكرامة «قال الزهاوي: إنما حرب الكرامة التي يدعو لها هذه هي حرب نصارى الغرب الصليبيّين على أنصار الإسلام… سنقيم الشريعة، وليس الديمقراطية، قانون الغرب الخبيث، ونحذر حفتر بأنه إذا حاربنا فوالله سيجتمع مقاتلو أهل التوحيد في كل العالم العربي ويقاتلوه». ودعا الزهاوي جميع المشايخ والقبائل في ليبيا إلى إقامة الشريعة صراحة والعمل من أجل ترسيخها في الحكم حتى تنعم البلاد بالأمن المنشود ردا على المرجفين وإسكاتا للخائنين على حدّ قوله.
وطالب الزهاوي القبائل بالتبرؤ «من هذه العملية التي يقودها هذا الخائن ومن معه إرضاءً لرب العالمين الذي جعل البراء من المجرمين أوثق عرى الإيمان».
تذكير أمريكا بهزائمها
واختتم المسؤول العام لتنظيم «أنصار الشريعة» مؤتمره الصحافي بقوله: «في الختام نذكّر المجرم حفتر ومن سار في دربه بواقع سوريا، وأن إصرارهم على هذه الحرب القذرة سيفتح الجحيم عليه وعلى المنطقة برمتها، فإن أهل التوحيد في المنطقة، بل وفي العالم بأسره لن يخذلوا أبدا أهل التوحيد في ليبيا».
وتابع الزهاوي: «ثم نذكر أمريكا إن هي حاولت التدخل نذكرها بهزائمها النكراء في العراق وأفغانستان والصومال وأن ليبيا عمر المختار لن ترى أمريكا منها إلا أشد مما رأته هناك». وفي أول ردة فعل على بيان «أنصار الشريعة» قال محمد الحجازي المتحدث الرسمي باسم قوات الجيش الليبي التي تقود عملية الكرامة أن هذا الظهور لأنصار الشريعة، وإعلانهم الصريح عن عدائهم للشعب الليبي، هو رقصة الذبيح لهم، وهو من نتائج عملية الكرامة التي أجبرتهم على الخروج من جحورهم. لقد أوقع الجيش الليبي بهم خسائر كبيرة، من خلال عمليات نوعية.
وكشف الحجازي عن امتلاك مسلحي تنظيم أنصار الشريعة، لكثافة نيرانية كبيرة، وأنهم يملكون عتاداً عسكرياً كبيراً من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وأضاف الحجازي في تصريح لوسائل الإعلام إن الجيش يتعامل بحذر مع أماكن تجمع هؤلاء الإرهابيين على حد وصفه، في مناطق (الهواري والقوارشة وسيدي فرج) ويتخذون من الأهالي دروعاً بشرية، ما يصعب من مهمات الجيش. ويطلقون قذائف الهاون وصواريخ الغراد، على الأحياء السكنية لترويع الأهالي ودفعهم للنقمة على قوات الجيش الليبي.
وبعد ساعات من إلقاء الزهاوي بيانه اهتزت مدينة بنغازي بأصوات انفجارات هائلة بعضها ناجم عن إطلاق صواريخ «الغراد» التي سقط أحدها فجر الأربعاء على أحد المنازل في منطقة (بوهديمة) شديدة الكثافة السكانية.
كما شهدت بنغازي تحركات واسعة لمجموعات مسلحة من أنصار الشريعة، تمركزت في عدة مناطق حيوية بالمدينة، ثم قامت بالانسحاب منها بعد تحركات واسعة من قوات الجيش والصاعقة ومسلحين من بعض الأحياء السكنية.