الناصرة- “القدس العربي”:
وجه نواب المشتركة رسالة خطية، لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يطالبون فيها بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في الشطر الشرقي من القدس المحتلة بعدما أغلقت على يد الإدارة الأمريكية السابقة، التي اتخذت خطوات خطيرة بحق الفلسطينيين، إرضاء لمجموعات اليمين المتطرف الإسرائيلي وأهدافه.
وأشار نواب المشتركة إلى أن إغلاق القنصلية سابقا ترافق بالترويج لمحاولة الضم غير القانوني التي شرعت به حكومة الاحتلال ودعم فكرة “إسرائيل الكبرى” التي تؤمن بالسيطرة على حياة الفلسطينيين ومصير الشعب الفلسطيني، إضافة إلى ما سببته من خفض لمكانة الشعب الفلسطيني حيث تم تخصيص مكتب لشؤونه في السفارة الأمريكية في إسرائيل.
وتنوه المشتركة أن هذه الخطوات قابلها الرفض ليس فقط عند القيادات الفلسطينية، بل بإجماع الشعب الفلسطيني وأيضا مجموعة كبيرة من الجانب الإسرائيلي التي تؤمن حقا بالسلام العادل والدائم بين الجانبين. جاءت رسالة نواب المشتركة، في أعقاب مطالبة رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت بعدم فتح القنصلية في القدس المحتلة.
كما أشارت الرسالة، إلى الأهمية الكامنة في اتخاذ هذه الخطوة، مشددين على ما قد يقابل هذه الخطوة من رفض عند بعض المسؤولين الإسرائيليين. وأكد النواب فيما يتعلق بالجانبين على ضرورة المساواة مما يعني إقامة بعثات دبلوماسية منفصلة لكلا الجانبين والاعتراف بالقدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطين، وإنهاء الاحتلال.
وأشاروا إلى أن عدم اتخاذ هذه الخطوة رغم رمزيتها بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس سيؤدي لتقويض الثقة تجاه الإدارة الأمريكية بل وسيكون بمثابة رسالة مفادها أن مطلب السلام في الشرق الأوسط، سيظل خاضعا للسياسة الإسرائيلية الداخلية بدلا من المبادئ العالمية لتقرير المصير والتعايش السلمي وسيادة القانون. وأنهى النواب رسالتهم مؤكدين على ضرورة الاستجابة لمطلبهم الذي وصفوه بالمطلب الرمزي والضروري في ذات الوقت، وذلك لما فيه من تبعات تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.
في سياق متصل أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد أمس استئناف العلاقات الدبلوماسية مع السويد، بعد حديث له مع نظيرته السويدية آن ليند، هو الأول منذ سبع سنوات. وكتب لابيد في تغريدة له على حسابه على تويتر: “ترمز إلى إعادة إطلاق العلاقات على مستوانا”. جاءت هذه الخطوة عقب مكالمة هاتفية أجراها يائير لابيد مع نظيرته السويدية آن ليند الأربعاء المنصرم، بحسب ما أوردته القناة العبرية الرسمية وأشار لابيد إلى أنه يقدر تصريحات نظيره السويدي “بشأن التزام السويد القوي والراسخ بأمن إسرائيل واعترافها خلال حديثنا بإسرائيل كـ”وطن للشعب اليهودي”.
ومن جهتها قالت آن ليند على حسابها على تويتر، إن “المكالمة كانت فرصة بالنسبة لي لأتمنى لإسرائيل عاما سعيدا والتأكيد على أهمية علاقتنا الثنائية” مشيرة إلى أن “الصداقة والتعاون يمكن وينبغي أن يسيرا جنبا إلى جنب مع احترام قناعات وخلافات بعضنا البعض”.
وقالت الدبلوماسية السويدية إنها أدانت “الإرهاب” وعبرت عن التزام قوي وصلب بـ”أمن إسرائيل” مؤكدة مع ذلك أن “السويد والاتحاد الأوروبي ملتزمون بحل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين. كما ناقش لابيد وليند “مشاركة إسرائيل في منتدى مالمو الدولي حول إحياء ذكرى المحرقة ومكافحة معاداة السامية”، والذي من المقرر عقده في 13 أكتوبر/تشرين الأول الوشيك.
وكانت وزيرة الخارجية السويدية السابقة، مارغوت والستروم، قد أثارت غضب إسرائيل في عدة مناسبات، بدءا من اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية بعد فترة وجيزة من توليها منصبها في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2014.
يشار في هذا المضمار أن السلطة الفلسطينية تستعد لطرح مبادرة دبلوماسية جديدة اليوم الثلاثاء تطالب فيها الأمم المتحدة الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في ظل تفاقم انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي. وقال مصدر فلسطيني لـ”القدس العربي” أمس إن الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبعين علاوة على الدول العربية ستساند المبادرة الفلسطينية.
وقال المصدر إن السلطة الفلسطينية تأخذ بالحسبان أن يسقط الفيتو الأمريكي المبادرة الفلسطينية في الأمم المتحدة لكنها تواصل خلف الكواليس حوارا متواصلا مع البيت الأبيض متوقعا أن تصعد الإدارة الأمريكية ضغوطها على إسرائيل التي ترفض فكرة الحوار والمفاوضات وليس فقط تسوية الدولتين. وردا على سؤال قال المصدر المقرب من الرئيس عباس إن المساعي الفلسطينية الدبلوماسية تهدف للضغط على إسرائيل ودفعها لوقف الاستيطان والتهويد والتحريض على الفلسطينيين وعلى السلطة الفلسطينية منوها لوعيها بأنه لا يوجد الآن أفق سياسي وإن حكومة بينيت غير معنية وغير قادرة على التقدم نحو أي تسوية للصراع.