القاهرة ـ «القدس العربي»: أظهر النظام ارتياحا بعد استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، النائب العام لرئيس مجلس السيادة السوداني محمد حميدتي، الذي حمل إليه رسالة من الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أعرب فيها عن دعمه لمصالح مصر في مياه النيل، وسبب الارتياح أن هذه الزيارة بددت الموقف الغامض للسودان، وانحيازه إلى إثيوبيا، وغرابة موقفه عندما تحفظ على قرار مجلس جامعة الدول العربية تأييد ودعم مصر، وكذلك بيان وزارة الخارجية السودانية، الذي ردت عليه بعنف وزارة الخارجية المصرية. وتأتي هذه الزيارة بعد إعلان الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني الدعوة لقمة افريقية تناقش مشكلة مياه دول حوض النيل، بما لا يلحق الضرر بأي طرف، إضافة إلى ذلك، استمرار وزارة الخارجية في حشد الدعم لمصر. وزارت بعثة منها كلا من الجزائر وتونس وموريتانيا. وأبرزت الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 16 مارس/آذار سلسلة القرارات المتخذة للوقاية من خطر كورونا، وضرورة التزام الناس بها، بعد قرار إغلاق المدارس والجامعات. وشنت أجهزة وزارة الداخلية حملات لغلق مراكز الدروس الخصوصية السناتر، التي يحضر كل حصة فيها مئات الطلاب، ووقف المباريات الرياضية. ورش وسائل المواصلات العامة بالمبيدات، وكذلك توجيه نداءات للناس بعدم التكالب على تخزينهم للسلع الغذائية، وطمأنتهم بتوافرها. اما المقالات والتعليقات فتركزت على عاصفة التنين رغم انتهائها وعلى كورونا.
وإلى ما عندنا…
معدن المصريين الحقيقي
نبدأ بالتنين وأمطاره ورياحه وما سببه من خسائر وهزيمة الشعب له، الذي ظهر معدنه الحقيقي والذي قال عنه أحمد رفعت في جريدة «روز اليوسف»: «يلفت نظرنا الحال الذي بلغه المصريون من الإيجابية والسلوك القويم المتحضر، الذي رأيناه في الالتزام أولا بتعليمات الأجهزة المعنية، ثم رأينا سلوكا على الأرض تجلى في صور عديدة من الاستجابة الطوعية لإغاثة ونجدة من طلبوا الإغاثة والنجدة في كل مكان، بأن قدموا من أموالهم وصحتهم ووقتهم حتى أن خسارة أحدهم بلغت فاتورة إصلاحها عشرات الألوف، فتكفلت وزارة الدفاع والهيئة العربية للتصنيع التابعة له بإصلاحها دعما لهذه المواقف الإيجابية المتحضرة، كما رأينا دور العبادة تفتح أبوابها للجميع، بل أن البعض منهم كانوا يفتشون في محيطهم عن ملهوفين يبحثون عن مغيث، ورأينا في مركز ناصر في بني سويف كيف يوفرون المأوى والشراب والطعام للعابرين، ممن تعذر عليهم عليهم استكمال رحلة قطارهم أمام بلداتهم، وكيف وفروا وسائل مواصلات بديلة لمن طلب ذلك، التزاما بظروف قهرية ما كان يحدث كل هذا الذي جرى لولا أن الناس تصدق الآن أنها في وطن مختلف، إنه المصري الذي ينتظر دائما القدوة فيقدم أروع وأجمل ما عنده، وكان محقا الرئيس السيسي أن يتقدم لشعبه بالشكر فقد كانت الأزمة كاشفة لمعدن المصريين الحقيقي».
الرعب من شبح الإفلاس يفوق الخوف من الإصابة بـ«كوفيد 19»… والدعوة لوضع مشكلة انقطاع المياه على طاولة المسؤولين الصباحية
الدعم الإنساني
وفي «الوطن» أضافت المحامية هناء أبو القمصان المزيد من هذه المشاهد وطالبت بتوثيقها وتدريسها لتكون نماذج مضيئة، ولم تنس أن تقوم بغمز بعض سياسات النظام نحو معارضيه وقالت: «أزمة الإعصار والمطر والرياح كشفت معدن الناس الحقيقي، ورغم أن متابعة الفيسبوك في الأيام العادية بـ«تجيب اكتئاب»، لأن المسيطر عليه معارضة بغيضة فشلت في كل شيء إلا أنها تحول الفيسبوك إلي ساحة ندب دائمة، وتتمنى السوء للبلد، حتى لو كان السوء ينال منهم أول ما ينال، لكن في الأيام القليلة الماضية انقشعت هذه الأصوات الغبية لم تجد لها مكاناً وسط المصريين الحقيقيين، رجالاً ونساء، شباباً وشابات، لنجد عالماً آخر مليئاً بالتضامن مع الناس، والرحمة بمخلوقات الله، وجدنا صورة شابة رائعة تنقذ كلاباً صغيرة وتجففها من البرد، صورة تداولها أثلج صدورنا، بدلاً من تداول صور لفعل مؤذٍ وهو قتل هذه المخلوقات الرائعة بالسم، وغيره. كثيرون نزلوا لإنقاذ القطط والكلاب، أو الدعوة لتقديم الطعام والمأوى لها. بدأت كلامي بالأضعف، وإن كانت الملحمة لم تقف عند الحيوانات، وإنما ملاحم كثيرة نحتاج رصدها وتوثيقها وتعليمها لأبنائنا وبناتنا في المدارس، شباب ممن يقال عليهم «طبقيين لا يشعرون بالناس» كانوا أول من أعلن التضحية بسياراتهم الفارهة رباعية الدفع، لإنقاذ أي سيارة ومن فيها، تعطلت في المياه، وللعلم في بعض الأحيان ثمن السيارة التي يتم إنقاذها أقل من أجرة إصلاح السيارة المنقذة، لكن الأصل هو حماية من في السيارة المعطلة. الأصل هو الدعم الإنساني لمن في أزمة، والسيارة الصغيرة ربما هي كل ما يملكه صاحبها. ما أن انطلقت الدعوة من التجمع حتى لباها الشباب، ليعلنوا عنها في كل مكان؛ المعادي مدينة نصر وغيرهما، قوافل من شباب رائع قدم الدعم بإيمان صادق مهما كانت خسائرهم وهي كثيرة لمن لا يعرف. دعوة أخرى من مطعم في عابدين أطلق أنه مفتوح بوجبة ساخنة ومأوى لمن تقطعت بهم السبل، وبالفعل تحرك شباب كثر رغم المطر الغزير والبرك في الشوارع لإنقاذ من يحتاج للإنقاذ، واستقبلهم المطعم وقدم المأوى والأمان، ويكون صاحب الدعوة هو صاحب الفضل لتنطلق الدعوات من العديد من الأماكن، لتحذو حذوه. وعلى أثر حادث القطارين ووقف حركة القطارات انطلقت الدعوات بتوفير مأوى لليلة واحدة لمن تقطعت بهم السبل في كل المحافظات، رجالاً ونساء وأطفالاً،ووجبة ومكان للنوم في منازل خاصة، جمعيات أهلية، بيوت الله «لا يبات إنسان على أرض مصر جائع أو بردان» مصرياً كان أو غير مصري، لم يبت أحد في العراء والمطر يغرق الشوارع، ولن يبيت أحد بدون وجبة ساخنة في ليل بارد، إنها أزمة أخرجت أجمل ما فينا كل القيم الأصيلة؛ من إغاثة الناس بدون شعارات دينية أو اتجار بكلمات منحوتة، وكأنه ختم لتظهر منه جماعة، مبادرات شباب وشابات لم يتدربوا على عمل إغاثي لأسباب سياسية، ولا يستخدمون آلام الناس وأزماتهم لدعاية انتخابية، شباب وشابات انطلقوا لأنهم أولاد أصول أولاد الأرض التي ربما يغطيها الروث أحياناً، لكن تظل عظيمة ومحيرة للتاريخ، ليقول ما يشاء، وهنا لا بد من الإشارة لأداء مختلف للحكومة أداء أكثر تواضعاً وقرباً من الناس، فجاء رد الفعل من الناس وكأنه رسالة، إذا اقتربت مني ذراعاً سأقترب منك عشراً، تراجعت السخرية والتنمر وظهر التقدير الذي غطى على أصوات النعيق. وثّقوا مبادرات الشباب والشابات سجّلوا مواقف الناس وعلّموها لأولادنا ليتعلموا مفهوماً أصيلاً للوطنية والإنسانية خرج من الناس».
إجراءات حكومية
وإلى «اليوم السابع» ومقال خالد ناجح ومما جاء فيه: «نجحت الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية لمواجهة الطقس السيئ، سواء من حيث التحذير المبكر أو تجهيز الوزارات المعنية لجميع الإجراءات لمواجهة الأمطار الغزيرة. اجتمع مجلس الوزراء واتخذ عدة إجراءات احترازية، من ضمنها إجازة الخميس الماضي، وظهرت الحاجة لبلورة وتنفيذ برامج توعوية وقائية وعلاجية، وهذا تم في أزمة «كورونا المستجد» كان واضحاً في الأداء الحكومي هذه المرة أنها قامت بتطوير نظامها الإداري بداية من التعرف على المشكلات وتحليلها، ووضع الحلول لها بالتنسيق مع الكفاءات المختصة في كل الوزارات بداية من دعوة الدكتور مصطفى مدبولي المواطنين إلى ضرورة الالتزام بالمنازل والابتعاد عن أعمدة الإنارة، في ظل سوء الأحوال الجوية، في مختلف محافظات الجمهورية، مروراً بتواصله على مدار الساعة مع المحافظين والمسؤولين لمتابعة الأوضاع لحظة بلحظة، وهذا ما لم نتعود عليه من شفافية ووأد للشائعات أولا بأول، في الوقت نفسه كان كل المسؤولين في الدولة يعملون بتواصل وفي كل شارع، كان يوجد مسؤول للمتابعة لحظة بلحظة، على الجهة الأخرى كان هناك من ينتظر شعار «مصر تغرق في شبر ميه» الذي كان جاهزاً لغزو مواقع التواصل الاجتماعي وقنواتهم المدفوعة، لهز الثقة بين الشعب والحكومة. الشعب المصري لم يعطهم الفرصة وتوالت ردود الأفعال التلقائية بالإشادة بالأجهزة والمستوى المتقدم الذي وصلنا إليه بالعلم والشفافية، فكل شيء كان يذاع من غرفة عمليات رئاسة الوزراء على الهواء».
بين المطرقة والسندان
«عانت مصر من التحام كارثتين، أي أصبحنا كما يقول عباس الطرابيلي في «المصري اليوم»، بين المطرقة والسندان. الأولى فيروس كورونا الذي اجتاح دول العالم. والثانية هول العاصفة الرعدية التي دمرت الكثير. الأولى تحكمت في حياتنا العادية وفرضت نوعاً من الحصار على سلوكياتنا. والثانية ألزمتنا بيوتنا. ورغم أننا تعودنا على الأهوال والأوبئة، وكم من وباء ضرب مصر والمصريين عبر الزمن، من طاعون، وسل، وكوليرا وجدري.. حتى أن الناس لم يجدوا من يدفن موتاهم. وآخر أشهر الأوبئة كان الكوليرا عام 1947، وفيها وبسببها تم حظر التجول والدخول والخروج من المدن.. واضطرت مصر إلى استدعاء قوات الجيش، وبالذات قوات الهجانة – بجمالها للسيطرة على المناطق المصابة. وأشهرها ما حدث لمصر في بدايات حكم محمد علي، ولولا براعة الدكتور كلوت بك، الذي كان بمثابة وزير صحة، ووضعه نظام الحجر الصحي، لمات أغلب أهل مصر. وحصل كلوت على رتبة البكوية بسبب نجاحه هذا. ولكن ما يهد الحيل، هو تلك العاصفة الرعدية التي ضربتنا من يوم الخميس ولم يتعودها الجيل الحالي.. رغم أننا- نحن سكان السواحل- كنا نعيش تحت المطر لعدة أيام في الموجة الواحدة.. ثم كيف ننسى النوات التي كانت – ومازالت- تضربنا، وهي 18 نوة، أشهرها نوات رياح الصليب، والمكنسة، وقاسم، والفيضة، وعيد الميلاد، وعوة، وبرد العجوزة، وهي أكثرها أمطاراً.. ونوة الحسوم، ويعرف أهل الإسكندرية موعد كل نوة ومدتها وشدتها.. فهل ما عشناه – ومازلنا- نوع من هذه النوات، أم هي مختلفة من حيث الشدة، بسبب التقاء منخفضين؟ أم هي من غضبه سبحانه وتعالى علينا؟ ولكن غريب شعب مصر الذي يواجه دائماً هذه الكوارث بالنكتة، والسخرية، وكل ما هو غير متوقع من المصريين.. وربما هذه السخرية وراء صمود المصريين، وهذا هو سر طول عمر المصريين على مدى التاريخ. وإذا كان صعباً مواجهة الوباء، لأننا لم نتعود على النظام ونظام عزل المدن. ومازلنا هواة البوس، ولا نعرف سبل الوقاية.. ولكن الخطر هو ما نتج عن سيول الأمطار، في مدن وأحياء جديدة، لم نكن نتصور أن تغرق هكذا. وهنا مطلوب محاسبة الذي اختار منطقة شرق القاهرة لإقامة التجمع الخامس والقاهرة الجديدة.. وانطلق ينشئ، بل يلقي مليارات الجنيهات في منطقة مخرات للسيول.. هكذا بدون شبكة أرضية لتصريف المياه. هل نحاسب هؤلاء مرة؟ أم نعاقبهم 1000 مرة على هذه الجريمة، أم كان الهدف بناء فيلات «على مجرى النيل الجديد» هناك في التجمع الخامس؟ وهل علمتم لماذا لم ينشئ الفراعنة مدنهم في هذه المناطق؟».
الوقاية خير من العلاج
«يجب أن نعلم مقدماً أن أي قرار تتخذه الدولة لمواجهة والحد من انتشار العدوى بفيروس كورونا الذي تحول الآن بالفعل إلى وباء عالمي.. هو قرار ملزم للجميع.. في راي مجدي سرحان في «الوفد»، لا تجوز المماطلة أو المراوغة في تنفيذه.. لأي سبب من الأسباب.. قرار يتعلق بأمن وطن بأكمله وسلامة مواطنيه.. ويأتي وجوب الالتزام به من منطلق الحرص على الصحة العامة، وأيضاً تقليل الخسائر التي يمكن أن تتكبدها الدولة، فأي تكلفة يمكن تحملها الآن من أجل الوقاية هي بكل تأكيد أقل وأهون مما قد تتحمله الدولة من نفقات للعلاج في حالة ما إذا تفشت العدوى وخرج الوباء عن السيطرة.. لا قدر الله. نقول ذلك بمناسبة علمنا أنه دارت مؤخرا، مناقشات داخل مجلس الوزراء حول منح «الموظفات الأمهات» في القطاعات الحكومية والعامة والخاصة إجازة مدفوعة الأجر لمدة أسبوعين.. بالتوازي مع قرار تعليق الدراسة في المدارس والجامعات، وجميع المنشآت التعليمية للمدة نفسها.. ليتفرغن لأطفالهن، لكن هذه المناقشات اصطدمت بما أثاره البعض حول صعوبة إلزام منشآت القطاع الخاص بهذا القرار.. في تقديرنا الشخصي.. أنه من الخطأ الركون إلى هذه الفرضية لعدم اتخاذ مثل هذا القرار المهم، فنحن دولة في حالة طوارئ.. مثل جميع دول العالم.. ومن حق الدولة أن تفرض قرارها الذي يحقق المصلحة العامة، بدون الالتفات إلى ما يمكن أن يتحمله البعض من خسائر ناتجة عن هذه القرار.. ومن حقها أيضاً محاسبة من يتعمد مخالفة هذا القرار.. هناك دول كثيرة اتخذت ما هو أعنف من هذا القرار المقترح.. دول أوقفت العمل في المنشآت الحكومية ما عدا الخدمية منها، وليست المنشآت التعليمية فقط. دول ألزمت مواطنيها البقاء في منازلهم و«الانعزال ذاتياً» وعدم الخروج للشوارع إلا للضرورة القصوى.. ومن يخالف ذلك يمكن أن يتعرض لعقوبة السجن.. دول أغلقت مطاراتها وموانئها وطرقها وأوقفت وسائل مواصلاتها العامة، ودول فرضت على مواطنيها التعامل ببطاقات الدفع الإلكتروني، بدلاً من النقود لمنع تداول الأوراق المالية التي أصبحت أخطر وسائل انتقال العدوى.. ولم يعترض أحد خوفاً من الخسائر المالية، أو تحسباً لعدم التزام فئة ما مثلما يحدث الآن في مصر. وبالمناسبة هذا الاقتراح الخاص بمنح الموظفات إجازة ليس اختراعاً.. الأردن فعلت ذلك.. وقرأنا بالأمس أن وزارة المالية الأردنية كلفت كل موظفة لديها أبناء في المدارس أو الحضانة بالعمل من المنزل وعدم الحضور لرعاية أطفالهن واعتبارها إجازة طارئة مدفوعة الأجر بعد انتشار فيروس كورونا. لاحظ أن الوزارة اعتبرت ذلك تكليفاً وليس اختياراً أو رفاهية. لا مجال هنا للتذرع بحجج واهية مثل تعطل دوران «دولاب العمل» نظراً لما تمثله المرأة من نسبة مرتفعة من قوة العمل.. لأننا نعلم جميعاً أن هناك الكثير من مواقع العمل، خاصة الحكومية، تعاني من «التخمة الوظيفية» و«البطالة المقنعة» ولن تتأثر عملياً بتخفيض قوة العمل فيها.. وحتى بافتراض وجود التأثير السلبي النسبي على حركة العمل، فلا بأس لأن الظرف الطارئ يقتضي ذلك. ولا مجال أيضاً للحديث عن أن مثل هذا القرار لن يكون عادلاً.. لأنه لا يساوي بين من لديها أطفال صغار ولها الحق في الإجازة، ومن لديها أبناء كبار أو ليست أماً أصلاً.. وهذا مردود عليه بأن المسألة ليست هدية أو جائزة أو ميزة.. بقدر ما هي واجب أو تكليف تفرضه الضرورة. ببساطة المسألة كما لخصها أحد الأصدقاء الأذكياء هي إجراء وقائي يعتمد على «توسيع المسافات الاجتماعية».. أي تخفيف كثافة تواجد البشر في المكان الواحد.. وهذا هو سبب الإغلاق المؤقت للمدارس.. ولو طبق جزء على فئة من الموظفات، فإنه يحقق هذا الغرض أيضاً.. كما يتيح للأم إمكانية ملازمة أبنائها وعدم اضطرارها لتركهم في النادي أو الشارع أو عند الجيران لتذهب إلى العمل.. خاصة مع إغلاق الحضانات أيضاً التي كان يمكنها استضافة الأطفال. نؤكد مرة أخرى أن هذا الاقتراح مهم للغاية.. ونوجهه في شكل نداء عاجل إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ونرجو من الحكومة ألا تتأخر في ترجمته إلى قرار ملزم للجميع.. وفق ضوابط حاكمة لتطبيقه.. مثل اشتراط أن يكون لدى الموظفة أطفال أقل من سن 12 عاماً.. لأن هذه الفئة العمرية هي الأشد احتياجاً لرعاية الأم..على أن تقدم ما يثبت ذلك من أوراق رسمية كشهادات الميلاد».
خسائر فادحة
«واضح أن حالة الفزع التي يسببها انتشار فيروس كورونا، في العالم، ليس خوفا ورعبا من الموت فقط، كما يعتقد دندراوي الهواري في «اليوم السابع»، وإنما لاح في الأفق الرعب من شبح الإفلاس، فبجانب اكتظاظ المستشفيات بالمشتبه في إصابتهم بالفيروس في مختلف الدول، فإن هناك حالة رعب تسيطر على الأغنياء من أصحاب الأعمال والمصانع والشركات والتجار الكبار، من إغلاق عدد كبير من مصانعهم وتوقف استثماراته في مختلف دول العالم، بجانب توقف حركة السفر والطيران، ما عرض على سبيل المثال أصحاب الشركات التكنولوجية لخسائر فادحة. وكشف تقرير لوكالة بلومبيرغ، أن خسائر عمالقة شركات التكنولوجيا بسبب فيروس كورونا بلغت حسب آخر إحصائية 53 مليار دولار، فقد تعرض على سبيل المثال جيف بيزوس المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون، لخسائر بلغت 8.14 مليار دولار، وتعرض بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت لخسائر بلغت 6.98 مليار دولار، أما مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لفيسبوك، فقد بلغت خسائره 5.89 مليار دولار، وتعرض لاري بيغ، أحد مؤسسي غوغل لخسائر 4.34 مليار دولار، وخسر ستيف بالمر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت 4.81 مليار دولار. هذه الخسائر الضخمة، لرجال أعمال وأصحاب شركات كانت مزعجة، ومرعبة، أكثر من الإصابة بفيروس كورونا، بجانب أيضا خسائر البورصات وانهيار مريع لمعظم الأسهم الرئيسية، فصار الرعب من شبح الإفلاس يفوق الرعب من الإصابة بالفيروس نفسه.. ورغم كل هذه الخسائر، وحالة الفزع والرعب من الإصابة بالفيروس اللعين، قفزت على سطح الأحداث زمرة من أصحاب الضمائر الخربة، في محاولة لحصد الأموال من آلام وخوف الناس، فرفعوا أسعار المطهرات والكمامات، عشرات أضعاف أسعارها الحقيقية، كما بدأ التجار الجشعون في رفع أسعار عدد من السلع الغذائية، لتحقيق مكاسب كبيرة، وهي تجارة سوداء، يجب ضربها بيد من حديد، وتوقيع أغلظ العقوبات عليهم، ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر ويتاجر بآلام الناس. التجارة السوداء وتحقيق مكاسب كبيرة استغلالا لخوف وفزع الناس، أحط وأقذر تجارة، ولن يبارك فيها الله، لا يمكن أن تترك الحكومة «الحبل على الغارب» لكل من يحاول أن يستغل الأزمة ويتاجر بآلام وفزع وخوف الناس، ولا يمكن أن نترك مروجي الشائعات، يرتعون ويدمرون معنويات البسطاء، ففي وقت الحروب والأزمات الخطيرة، لا مكان لرفاهية ارتكاب الأخطاء مهما كانت صغيرة».
رسول الإنسانية
وإلى مطالبة السيد البابلي في «الجمهورية» المشاهير ورجال الأعمال تقليد ما فعله نجم الكرة البرتغالي رونالدو وقال: «يأتينا الدرس من لاعب كرة قدم كبير في الموهبة وكبير في العطاء والإنسانية واللعب هو، كريستيانو رونالدو، الذي قرر تحويل الفنادق الخاصة به في البرتغال إلى مستشفيات وبيوت إيواء لعزل المصابين بفيروس كورونا، وتقديم العلاج المجاني لهم وتكفل أيضا بأن يسدد على نفقته الخاصة رواتب العاملين والأطقم الطبية هناك، وما قام به رونالدو سيجعله بطلا قوميا في بلاده، ورسولا للإنسانية في العالم كله، فهذا وقت التكاتف والفرصة الحقيقية للإقدام على الخير ومساعدة الآخرين، وهذا وقت الكبار الذي يمدون فيه يد المساعدة بدون تحفظ وبدون حدود».
أفيقوا قبل فوات الأوان
صحيح ما قيمة المال إذا لم يستخدمه صاحبه لإغاثة المهددين والمحتاجين، فالإنسان سيغادر الدنيا ولا يحمل معه ماله، فلماذا الخوف من كورونا الذي علمنا رسالة بليغة وهو ما وضحه لنا في «المصري اليوم» الطبيب أيمن الجندي: «لعلنا نتذكر أننا سنغادر العالم من دون أي شيء على الإطلاق تخيلوا: كل ما تعبنا لأجله كل العمل والسفر والتعب والعلاقات والبيزنس ووجع الدماغ، كل هذا سنخرج منه خالي الوفاض، لا نحمل منه شيئًا، وليت الأمر كان كفافًا لا لنا ولا علينا، بل أغلب الظن أننا سنحمل معنا صرّة مليئة بالذنوب والسيئات. تعبنا من أجل هذه الدنيا وتصارعنا من أجلها، ثم سنغادرها لا نأخذ معنا شيئا، اللهم إلا التبعات. رسالة بليغة يرسلها لنا كورونا، أن أفيقوا قبل فوات الأوان عودوا إلى ربكم استغفروه أصلحوا ما تبقى من عمركم القصير. أنا تلقيت هذه الرسالة وأسوأ ما في الأمر أنني لن أقوى على تنفيذ تبعاتها، مازلت ضعيفا مقبلا على الدنيا، رغم أنه تبين لي أنها لا شيء فيا رب هب لنا توبة قبل الممات».
فائض الشر
ولذلك اعتبر محمود الكردوسي في «الوطن» أن ما يحدث ابتلاء من الله لبني البشر بعد تفشي الطمع والحروب بينهم فقال: «لم يترك البشر لشيطانهم معصية إلا وارتكبوها. سألت نفسي كثيراً قبل حلول الكارثة: ما كل فائض الشر هذا؟ ما كل هذه الحروب والمؤامرات والانهيارات؟ لماذا انقلب العالم على نفسه؟ أهي علامات الساعة؟ أم هو اختبار الفرصة الأخيرة؟ سألت نفسي: هل ضاق صدر الطبيعة بتمرد البشر على «عدلها»؟ هل ضاقت بخيانتهم لناموسها وعبث علمهم بأسرارها، فتململت وقررت أن تقتص منهم وتعاقبهم بريح جوفها وغبار غضبها؟ أم أن غرورهم وجبروتهم أنساهم حدود الله فسلط عليهم «خردلةً» من غروره وجبروته العظيمين، لا تُرى بالعين المجردة؟ وكأن الله يقول لهم: أنا الذي سويتكم ونفخت فيكم من غروري وجبروتي، فأروني ماذا أنتم فاعلون؟ بالأمس فراخ وخنازير وبراغيث وفئران، واليوم كورونا، كلما سد البشر جبهة فتح الله عليهم غيرها، يقاومون لكنهم لا يتعظون كأن الأصل في خلقهم: «كل ابن آدم خطّاء» و«التائب» استثناؤهم ما أن يديروا ظهورهم للمحنة حتى ينقلبوا على أنفسهم. الله غالب على أمره وغاضب على أمرهم لذا كل خطوة إلى صواب تعيدهم خطوتين إلى معصية، هناك من يتخيلها مؤامرة، وهناك من يدّعي أنها غفلة علم وهناك من يريدها بيزنس، لكن الله يريدها حرب إفاقة فماذا عنا؟ نحن في الحقيقة أضعف و«أطيب» من أن ندخل حرباً كونية كتلك، حتى إذا كان الخصم فيها ميكروباً تافهاً نحن أجهل من أن نخترع «فيروس» أو لقاحاً لنحاربه من فعل بنا ذلك؟ هذا سؤال في غير أوانه».
أين المسؤولون؟
أما محمد أحمد طنطاوي في «اليوم السابع» فيطالب الحكومة بأن تشرح للناس سبب انقطاع المياه يقول: «انقطاع المياه مشكلة يعاني منها المواطن منذ مساء يوم الأربعاء الماضي، نتيجة تخفيف الضغوط وغلق عدد من المحطات بسبب الأمطار الغزيزة، التي سقطت على مختلف أنحاء البلاد، إلا أنه بعد انتهاء موجة الطقس السيئ، فوجئنا بانقطاعات متوالية، خاصة على القاهرة والجيزة، والسبب «عكارة النيل»، بعدما تم صرف مخرات السيول التي امتلأت على نهر النيل مباشرة، الأمر الذي استحال معه عمل محطات مياه الشرب، وآليات التنقية والمعالجة السليمة التي يتم اتباعها. المشكلة بالطبع خارجة عن إرادة وزارة الري، وكذلك الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، فالأولى لا يمكنها أن تترك مخرات السيول بعدما امتلأت على آخرها، والثانية لا يمكنها أن تبدأ تشغيل المحطات بعدما وصلت درجات العكارة إلى 4500 و 4000 وحدة، بما يستحيل معه عمل تلك المحطات التي تعمل في الغالب على درجة عكارة 200، بما يجعلها تقوم بمخاطرة غير محسوبة إذا قامت بالتشغيل في هذه الظروف، فهذا أمر قد يضرب المحطة بالكامل ويفسد مرشحاتها، إلا أن المشكلة الحقيقية أن الناس لا تدرك كل هذا، ولا تعرف سوى أن المياه مقطوعة بصفة منتظمة وغير منتظمة لنحو 5 أيام تقريبا. كان لابد أن يخرج مسؤول في وزارة الري مع مسؤول من الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي ليشرحا للمواطنين ما يحدث على أرض الواقع من جهد وأعمال، ويحدد توقيتات حاسمة لانتهاء هذه الأزمة، بدون أن تكون المعالجة مجرد بيانات نفي، فيجب أن نقدم معلومات كاملة للمواطن حتى يُقدر الوضع ويعرف حجم المشكلة وخطورتها. يجب أن يتم التعامل مع مشكلات انقطاع المياه باعتبارها ضرورات ملحة، وأزمات من الدرجة الأولى، خاصة مع وجود ملايين الأسر في المنازل الآن، ضمن الإجراءات الوقائية الخاصة بمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي غالبا ما تتطلب مواجهته إجراءات نظافة وتعقيم أعلى من العادة، وهذه الإجراءات لن تكون في ظل انقطاع المياه لكل هذه الفترة، لذلك علينا أن نخرج برسائل تحدد مواعيد دقيقة لعودة المياه للمنازل، والبحث عن حلول سريعة لهذا الأمر، ووضع هذه المشكلة على طاولة اجتماعات المسؤولين الصباحية، فالمواطن لن يقدر الظرف وحجم المشكلة بدون أن يعرف أبعادها».
دخل الموظفين
«القرارات التي اتخذها الرئيس بزيادة دخل الموظفين، من خلال زيادة حد الإعفاء الضريبي على الدخل، بجانب منح العلاوة السنوية المقررة قانوناً، قرارات جيدة، في رأي علاء عريبي في «الوفد»، وسوف تعمل على زيادة دخل العاملين، وإن كان المواطن ينتظر رفع الحد الأدنى للأجور من 2000 جنيه إلى 3 آلاف جنيه، لكي يتمكن من مواجهة الظروف المعيشية المرتفعة، والتي تتمثل في فواتير المرافق، أجرة المواصلات التي أصبحت بنداً كبيراً في مرتبه. صحيح أن البلاد تمر بظروف اقتصادية صعبة، لكن ظروف المواطن المعيشية أصعب وأعقد. بغض النظر عن حجم الزيادة التي تضاف لمرتبات العاملين في الدولة، هذه القرارات طرحت سؤالين على قدر من الأهمية، الأول: خاص بالعاملين في القطاع الخاص، هل القرارات مُلزمة للقطاع الخاص؟ وماذا عن أصحاب العمل الذين لا يلتزمون بتنفيذها؟ وماذا عن الذين لا يلتزمون بصرف العلاوات السنوية منذ فترة؟ الحكومة ملزمة بتوفير آلية قانونية تلزم بها القطاع الخاص على منح العاملين حقوقهم. السؤال الثاني: ماذا عن أصحاب المعاشات؟ العاملون في الدولة سوف يستفيدون من قرارات ضرائب الدخل، ويستفيدون من العلاوات السنوية، ويستفيدون من المنح التي تصرف في المناسبات، وهذه المميزات لا تتوافر لأصحاب المعاشات، ناهيك عن ضعف المعاش من الأساس، كيف يواجه من خدم وطنه 30 و35 و40 سنة المعيشة عند تقاعده بمبلغ يبدأ من 950 جنيهاً؟ كيف سيسدد فواتير المرافق بمعاش يقدر 1300 جنيه؟، كيف سيوفر لأولاده الطعام ومصروفات المدارس والجامعات بمبلغ 1500 أو حتى 2000 جنيه؟ لن نتحدث عن العلاوات الخمس التي صدر بها حكم نهائي وضرب به عرض الحائط، هذه العلاوات ستستفيد منها مجموعة صغيرة من أصحاب المعاشات، نحن نتحدث عن الشريحة التي يقل معاشها عن 3 آلاف جنيه، رب الأسرة مطالب أن يواجه هو وأولاده الحياة بهذا المبلغ، كيف؟ خاصة الشريحة الأقل معاشاً في هذه الفئة، التي يبدأ معاشها من 950 جنيهاً وحتى 2000 جنيه، بين هؤلاء من خدم بلده 36 سنة، وبعد هذا العمر فوجئ بأن الحكومة تصرف له 15 أو 20٪ من مرتبه. الحكومة مطالبة بإعادة النظر، والعمل على زيادة الحد الأدنى للمعاشات مؤقتاً إلى 2000 جنيه، مع زيادة سنوية للشرائح الأقل من 3 آلاف جنيه بنسبة تتراوح بين 40٪ و30٪، يتم تقسيم هذه الفئة إلى شرائح حسب المعاش، على أن تصرف علاوة 40٪ لمن هم أقل من 2000 جنيه، و30٪ لمن أقل من 3 آلاف جنيه، تقل بزيادة المعاش. والحكومة مطالبة أخيراً ببحث إمكانية صرف منح في المناسبات لأصحاب المعاشات، في بداية العام الدراسة، وبداية الصيف والشتاء، وفي شهر رمضان، وفي الأعياد، مثل سائر العاملين في الدولة، الغلاء كما يعثر العامل بالدولة فهو يطحن من هو على المعاش».
نظام عسكري فاشي لا يحسن إدارة مجلس قرية،ويغرق في شبر مية، ويدمر وطنا بتضييع النيل والأرض والغاز والاقتصاد والمواطنين، ليجلس على تلها بعد الخراب، ويخدمه عصابات بلا ضمير ولا شرف ولا أخلاق وخاصة في مجال الصحافة والثقافة والدعاية.