المظاهرات المصرية وورطة إعلام «وضعية المزهرية»!

حجم الخط
17

رانت على وسائل إعلام عربية (وبعض منها يمثّل جهات عالمية) حالة من الصمت بخصوص المظاهرات المفاجئة التي انطلقت في يومي الجمعة والسبت الماضيين في أنحاء من مصر، وأدى هذا الصمت إلى سخرية شديدة من قبل رواد وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك ضمن أوساط الإعلاميين والسياسيين العرب، وتساؤلات عن أولويات المصداقية المهنية التي تفرض على وسائل الإعلام الشهيرة هذه نقل الأحداث بطريقة موضوعية، أو غير موضوعية، لا تجاهلها بالمطلق وبالتالي التعرّض لمهانة السقوط والتشهير من قبل الرأي العام.
دخلت وسائل إعلام النظام المصري في مفارقة عجيبة، فهي من ناحية تنكر وجود مظاهرات، وفي الوقت نفسه تظهر مجموعة من الفعاليات التي تدل على حدث جليل يحصل، فيظهر بعض الفنانين المصريين يرددون، كالمنومين مغناطيسيا، جملة واحدة تلعن «الخونة والعملاء» وتعبر عن «الولاء للريس»، فيما تتوالى الفتاوى من الأزهر والأوقاف والسلفيين لتحذير المصريين من خطورة الاحتجاج ومن «أكاذيب» وسائل التواصل الاجتماعي، ويظهر وزير الخارجية سامح شكري منددا «بتحريض وسائل إعلام تركية وقطرية ضد الدولة المصرية»، متجاهلا أن وسائل الإعلام العالمية تتابع وتنشر بدورها ما يحصل في ربوع مصر.
لا تتحرج وسائل الإعلام التي اتخذت «وضعيّة المزهرية» (على حد وصف النشطاء) بخصوص الأحداث الأخيرة في مصر من التعليق في أي موضوع من وجهة النظر التي تناسبها، ففي ليبيا تتحدث عن «انتصارات الجيش الوطني الليبي» (أي جيش الجنرال المتمرد خليفة حفتر)، وفي تونس تتحدث عن نبيل القروي، المرشح الرئاسي الذي «هزم مرشح الإخوان» رغم أنه سجين! وفي الخليج العربي تتحدث بصوت موحد ضد إيران ثم تفترق مذهبين في خصوص اليمن، فتحيي وسائل إعلام الإمارات «انتصارات» الانفصاليين الجنوبيين، فيما تركز وسائل إعلام السعودية على هجمات «التحالف العربي» على الحوثيين وهكذا، لكنّ هذه الوسائل جميعها أصيبت بالصمم والبكم فجأة حين اشتعلت النيران في الشارع المصري.
أحد النماذج الأكثر طرافة في هذا الموضوع كان عنوانا في فضائية «سكاي نيوز» (وهذه قناة يفترض أن تكون مراقبة من طرف الجهة العالمية التي أعطتها حق استخدام اسمها)، والتي وضعت عنوانا فيه تلميح خفي هو «بعد التطور الأخير… الدولار إلى أين في مصر؟»، ولكن القارئ يتفاجأ عند قراءة المادة بعدم وجود أي تفصيل فيها عن ذلك «التطور الأخير» الغامض والموجود في العنوان!
وبما أن التجاهل لا يمكن أن يستمر طويلا فقد اضطرت وسائل إعلام «المزهرية» إلى الانتقال للخطوة الثانية، وهي الإنكار، واعتبار ما يبث على أنها مظاهرات هي مشاهد وهمية، كما فعلت قناة «العربية» التي بثت تقريرا يفند صحة المظاهرات والمشاهد التي بثت عنها في كل أنحاء العالم. «الإعلامي» المصري أحمد موسى فسّر الحكاية بالقول إن المقاطع التي تم نشرها عرضت على «مليوني صفحة وهمية تم إنشاؤها على مواقع السوشيال ميديا في بداية شهر سبتمبر/ايلول للتجهيز لتلك الدعوات»، وكان من الضروري طبعا أن ينسب الأمر إلى «جماعة الإخوان» التي قامت باستغلال «مباراة السوبر ووجود آلاف الجماهير في الشوارع» لإضافة مؤثرات صوتية لهتافات معينة على احتفالات الجماهير!
تظهر هذه الوقائع أن وسائل الإعلام المذكورة صارت محكومة بأجهزة سياسية لا إعلامية، وأن هذه الأجهزة السياسية لا تهمّها الحقيقة أو الخبر أو الإعلام وهو أمر مؤسف ويسيء لمصداقية الصحافة والصحافيين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامي الصوفي:

    مسكين إعلام نظام السيسي الذي يبدو أنه يصعب عليه تصديق أنه يمكن أن يتظاهر المصريون ضد هذا النظام، كما لو أنه يُخال أن السيسي الى الأبد.

  2. يقول عادل الفلسطيني:

    من متى كان هناك راي حر يعبر في هذا العالم الملي بالتحديات لا راي ولا حرية راي هنا مصلحه او سياسه لهدف معين لا في الوطن العربي ولا الاجنبي كلها اخبار مصتنعه من اجل هدف معين ولهذا اذا جاءك خبر معين من طرف ما تاكد من وراءه تفهم ااحقيقه

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    من الأفضل أن تكون المظاهرات يومية حتى تربك النظام! أعتقد بأن هناك إنقلاب عسكري قادم على السيسي كما حصل بالسودان!! ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول جارك القديم من زيمبابوي:

      الأفضل أن تكون في يوم واحد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

  4. يقول سامر الاسود:

    تظهر هذه الوقائع أن وسائل الإعلام المذكورة صارت محكومة بأجهزة سياسية لا إعلامية،

  5. يقول .Dinars.:

    جزء من ممارسات الإنقلابي السيسي الإجرامية لها تأثير على الموطن المصري. أما الجزء الأكثر فتكا بعقل المواطن المصري فهو الإعلام المدجن التابع السيسيي لذا وجب تحصين الشعب المصري ضد سموم الإعلام المصري

  6. يقول علي:

    التاريخ يعيد نفسه. في يناير فعلوا الشيء نفسه: إنكار،وصور تقدم الميادين خالية، وتشهير بالثوار والمعارضين والرفضين لحكم الفساد العسكري الذي تجذر منذ 52 حتى تاريخه. وكانت النهاية،أن الإعلاميين الكذبة تم طردهم يومها من ميدان التحرير،ولكن الدولة العميقة احتضنتهم،وأبقت عليهم في مواقع الكذب والتضليل والتدليس. لا أظن هذه المرة سيكون الأمر مختلفا،فالانتصار قادم بإذن الله على الحكم العسكري الصهيوني، ولكن موقف الأبواق الكاذبة سيكون مختلفا،وهم يتجاهلون نداء المتظاهرين: لا إله إلا الله.. بلحة عدو الله!

  7. يقول سامى عبد القادر:

    من مساخر إعلام هشك بشك لصاحبه مغتصب السلطة السفاح السيسى, إدعاء إحدى قنوات الجمبرى والكفتة المصرية, أن وسائل التواصل الإجتماعى تعرض لقطات قديمة لمظاهرات من ثورة ٢٠١١, على أنها لقطات حديثة من مظاهرات يوم الجمعة الماضى!! … وغاب عن إعلام آينشتين, أن السيسى لم يكن يعرفه أحد عام ٢٠١١, وبالتالى لم يناد بسقوطه أحد!!!
    .
    على العموم, لا عجب إطلاقاً أن يصدر هذا الغباء المُستحكم من إعلامٍ, يتحكم فيه واحد ساقط ابتدائية, ثم يدعى أنه طبيب عبقرى, يستطيع أن يُشخص الأمراض ويعالجها فوراً!!!!! … ورحم الله أبو لمعة الأصلى, فهو بالنسبة للسيسى يعتبر من الصديقين الأبرار!! … آه يا بلد بايظة وضايعة وبتاعة مسقعة

  8. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم رأي القدس اليوم عنوانه(المظاهرات المصرية وورطة إعلام «وضعية المزهرية»!)
    تجاهل وسائل إعلام اركان الثورة المضادة في مصر والسعودية والامارات وغيرها هو وصمة عار عدم( نقل الأحداث بطريقة موضوعية، أو غير موضوعية، لا تجاهلها بالمطلق وبالتالي التعرّض لمهانة السقوط والتشهير من قبل الرأي العام.)
    ورغم تنديد اعلام الثورة المضادة بالاخوان بأنهم وراء اكاذيب وفبركة الأحداث!!! ورغم تجاهل وزير خارجية السيسي -سامح شكري- فان( وسائل الإعلام العالمية تتابع وتنشر بدورها ما يحصل في ربوع مصر) وكذلك عبر العالم .
    المناداة برحيل السيسي هو حدث له ما بعده ؛ (فأول الغيث قطر ثم ينهمر)
    والشعب المصري المغلوب على أمره طال صبره على عصابة السيسي العميلة حتى النخاع ، وكان الكل بانتظار (من يعلق الجرس) وكيف ستشتعل جذوة الثورة الشعبية في المحروسة(من مستصغر الشرر)
    الفنان المقاول محمد علي مطلع على مخازي نظام السيسي وعلى (فساده البلاحدود) في جميع مفاصل دولته العميقة وضباط جيشه الكبار.
    ما يأمله الكل العربي الإسلامي الشعبي هو ثورة شعبية مصرية عارمة تطيح بنظام الانقلاب التخريبي العميلة وبكل رموزه واعشاش فساده وتكون نبراسا تستضيء به باقي الشعوب العربية الإسلامية.وما ذلك على الله بعزيز

  9. يقول محمد السوري:

    الإعلام العالمي اليوم يتبع النظرية اللتي وضع أسسها وزير الدعاية في الحكم النازي الألماني عندما امر عاملي الصحافة والإعلام والتلفزيون على الكذب ثم الكذب ثم الكذب حتى تأتي اللحظة اللتي يعتقد فيها هؤلاء الأعلاميين أنفسهم انهم يقولون الحقيقة ويقال ان الشعب الألماني كان يسمع عن الإنتصارات اللتي يخوضها جيش الرايخ الثالث حتى عندما دخل الجيش الأحمر السوفياتي الى مقر هتلر بعد انتحاره اللذي لم يتم نشره إلا بعد ساعات هذا حال إعلام احتل جيشه كل اوروبا ونصف روسيا وشمال افريقيا فماذا تنتظرون من إعلام دول متخلفة يحكمهما دكتاتوريين متخلفين لايستطيعون ان ينتصروا على حفنة حوثيين مرتزقة

  10. يقول سمير الإسكندرانى / الأراضى المصرية المحتلة ! … لابد لليل ان ينجلى:

    بلاغ للسيد النائب العام المستشار حمادة الصاوى؛
    فقد دأبت الميليشيات الإعلامية والذباب والصراصير الإلكترونية على الإختفاء والإختباء كلما المّت فضيحة او جُرسّة جديدة بالمفضوح اللى مايتسمى، بالرغم من تقاضيهم الملايين من قوت الشعب!
    مما اضطر السيد عبفتاح السفاح الشهير ببلحة الدهّولّ الى مهاجمة المذكورين أعلاه لفشلهم وعجزهم فى الدفاع عنه بسبب فضيحته الجديدة( فالمفضوح فضايحه لا تُعد ولا تُحصى)اللى فضحهاله محمد على الكبير، حيث اتهمه هو والسيدة المصون Triumph بتبديد وإهدار المليارات من اموال وقوت الشعب فى بناء القصور الرئاسية مما دفع المفضوح اللى مايتسمى للدفاع بنفسه عن نفسه فكان ممن ينطبق عليهم المثل(جاء يكحلها فعماها)حيث قال للشعب الجائع الذى يأكل من الزبالة (ايوه انا عامل قصور رئاسية وحاعمل! هى ليا؟! انتو فاكرين انكم حتخوفونى لاااااا ده انا اعمل واعمل واعمل!)
    فكانت الجملة الأخيرة بمثابة القشة اللى قسمت ظهر الحمار وكانت بمثابة الشرارة التى اطلقت المارد( اللى هو الشعب) من القمقم اللى حبسه فيه اللى مايتسمى فثار عليه ثورة عارمة فاضطر المفضوح الى الهرب الى نيويورك فى انتظار مصيره المنيل بستين نيلة!

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية