رانت على وسائل إعلام عربية (وبعض منها يمثّل جهات عالمية) حالة من الصمت بخصوص المظاهرات المفاجئة التي انطلقت في يومي الجمعة والسبت الماضيين في أنحاء من مصر، وأدى هذا الصمت إلى سخرية شديدة من قبل رواد وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك ضمن أوساط الإعلاميين والسياسيين العرب، وتساؤلات عن أولويات المصداقية المهنية التي تفرض على وسائل الإعلام الشهيرة هذه نقل الأحداث بطريقة موضوعية، أو غير موضوعية، لا تجاهلها بالمطلق وبالتالي التعرّض لمهانة السقوط والتشهير من قبل الرأي العام.
دخلت وسائل إعلام النظام المصري في مفارقة عجيبة، فهي من ناحية تنكر وجود مظاهرات، وفي الوقت نفسه تظهر مجموعة من الفعاليات التي تدل على حدث جليل يحصل، فيظهر بعض الفنانين المصريين يرددون، كالمنومين مغناطيسيا، جملة واحدة تلعن «الخونة والعملاء» وتعبر عن «الولاء للريس»، فيما تتوالى الفتاوى من الأزهر والأوقاف والسلفيين لتحذير المصريين من خطورة الاحتجاج ومن «أكاذيب» وسائل التواصل الاجتماعي، ويظهر وزير الخارجية سامح شكري منددا «بتحريض وسائل إعلام تركية وقطرية ضد الدولة المصرية»، متجاهلا أن وسائل الإعلام العالمية تتابع وتنشر بدورها ما يحصل في ربوع مصر.
لا تتحرج وسائل الإعلام التي اتخذت «وضعيّة المزهرية» (على حد وصف النشطاء) بخصوص الأحداث الأخيرة في مصر من التعليق في أي موضوع من وجهة النظر التي تناسبها، ففي ليبيا تتحدث عن «انتصارات الجيش الوطني الليبي» (أي جيش الجنرال المتمرد خليفة حفتر)، وفي تونس تتحدث عن نبيل القروي، المرشح الرئاسي الذي «هزم مرشح الإخوان» رغم أنه سجين! وفي الخليج العربي تتحدث بصوت موحد ضد إيران ثم تفترق مذهبين في خصوص اليمن، فتحيي وسائل إعلام الإمارات «انتصارات» الانفصاليين الجنوبيين، فيما تركز وسائل إعلام السعودية على هجمات «التحالف العربي» على الحوثيين وهكذا، لكنّ هذه الوسائل جميعها أصيبت بالصمم والبكم فجأة حين اشتعلت النيران في الشارع المصري.
أحد النماذج الأكثر طرافة في هذا الموضوع كان عنوانا في فضائية «سكاي نيوز» (وهذه قناة يفترض أن تكون مراقبة من طرف الجهة العالمية التي أعطتها حق استخدام اسمها)، والتي وضعت عنوانا فيه تلميح خفي هو «بعد التطور الأخير… الدولار إلى أين في مصر؟»، ولكن القارئ يتفاجأ عند قراءة المادة بعدم وجود أي تفصيل فيها عن ذلك «التطور الأخير» الغامض والموجود في العنوان!
وبما أن التجاهل لا يمكن أن يستمر طويلا فقد اضطرت وسائل إعلام «المزهرية» إلى الانتقال للخطوة الثانية، وهي الإنكار، واعتبار ما يبث على أنها مظاهرات هي مشاهد وهمية، كما فعلت قناة «العربية» التي بثت تقريرا يفند صحة المظاهرات والمشاهد التي بثت عنها في كل أنحاء العالم. «الإعلامي» المصري أحمد موسى فسّر الحكاية بالقول إن المقاطع التي تم نشرها عرضت على «مليوني صفحة وهمية تم إنشاؤها على مواقع السوشيال ميديا في بداية شهر سبتمبر/ايلول للتجهيز لتلك الدعوات»، وكان من الضروري طبعا أن ينسب الأمر إلى «جماعة الإخوان» التي قامت باستغلال «مباراة السوبر ووجود آلاف الجماهير في الشوارع» لإضافة مؤثرات صوتية لهتافات معينة على احتفالات الجماهير!
تظهر هذه الوقائع أن وسائل الإعلام المذكورة صارت محكومة بأجهزة سياسية لا إعلامية، وأن هذه الأجهزة السياسية لا تهمّها الحقيقة أو الخبر أو الإعلام وهو أمر مؤسف ويسيء لمصداقية الصحافة والصحافيين.
*للأسف لا توجد صحافة (حرة ) ف
العالم العربي المنكوب.. ؟؟؟
*معظم الاعلاميين الشرفاء في مصر
هاجروا طوعا أو رغما عنهم.
ما تبقى مجرد مطبلين (انتهازيين).
حسبنا الله ونعم الوكيل.
العالم يعيش في القرن الواحد والعشرين وهم يعيشون في القرن الماضي. لقد انتهت سطوة السلطة على الاعلام وسائل التواصل الاجتماعي اليوم هي وسائل إعلام الشعوب المقموعة وليست وسائل السلطة. ومصر اليوم تشهد بدايات الثورة الحقيقية ضد الثورة المضادة والانقلاب العسكري، وعلى السيسي ان يفهم ان عهد العسكر انتهى
انها سياسة النعامة حينما تغمس راسها في الرمال عندما تحس بالخطر حاجز الخوف انكسر ولن يعود المصريون حتى يخلعوا السيسي
لا أعتقد ذلك يا سي خالد.. راحت عليهم .. كلاهم بوبي .. يا حسراه على الأيام اللي فاتت ..اطفرت فيهم .. ليس كهكذا تؤكل الكتف يا خويا ..
ومتى كانت وسائل الإعلام (العربية) غير محكومة بأجهزة سياسية لا إعلامية ؟؟
على كل حال، كل ما يوحي باندلاع الثورة الشعبية في مصر مجددا وغيرها مكتوب وموثق بالدلائل السياسية والنفسية في أماكن متفرقة من مقال غياث المرزوق المطول والمعمق (ذلك الغباء القهري التكراري: طغاة التقدم أم بغاة التهدم؟) بأقسامه الاثني عشر منذ أكثر من شهرين من الزمان !!؟؟
ستظل مصر وجيشها شوكة في حلق الحاقدين. حفظ الله مصر وجيشها وشعبها. خلاص انتهت اللعبة. المصريون أكثر وعيا من الإعلام المضلل الذي تقوده قناة فقدت ظلها.