المعارضة التركية تصعد اتهاماتها ضد وزير المالية السابق وأردوغان يعتبرها حملة تستهدف عائلته

حجم الخط
1

أنقرة– “القدس العربي”: صعدت المعارضة التركية اتهاماتها ضد وزير الخزانة والمالية السابق بيرات البيرق بشكل غير مسبوق، ما فتح الباب واسعاً أمام جولة جديدة من الاتهامات بين الحكومة والمعارضة وهو ما اعتبره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “حملة تستهدف شخصه وعائلته بدرجة أساسية”.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قدم البيرق وهو صهر الرئيس أردوغان استقالته بشكل مفاجئ من وزارة الخزانة والمالية واختفى عن الأنظار منذ ذلك اليوم، حيث لم تصدر عنه أي تصريحات أو بيانات ولم يسجل له أي ظهور تلفزيوني منذ ذلك التاريخ على الإطلاق.

ومنذ ذلك التاريخ شنت المعارضة التركية حملات مختلفة تتهم فيها الوزير السابق بإهدار احتياطي البنك المركزي التركي عبر تصريف عشرات مليارات الدولارات من احتياطي العملات الأجنبية لشراء الليرة التركية في محاولة لمنع تراجع سعر صرف الليرة التركية إلى أدنى من المستويات التاريخية التي وصلت إليها في تلك الفترة.
لكن ومنذ يومين، بدأ حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية حملة واسعة بدأت بإعلانات مختلفة بعضها ساخر يدعو المواطنين للبحث عن الوزير السابق الذي تطلق عليه المعارضة وصف “الصهر” وهو الوصف الذي يغضب الحكومة والرئيس التركي بشكل خاص.

ونشرت صفحة الحزب الرسمية على تويتر صورة كاريكاتورية بها وجوه مئات الشخصيات، وكتبت: “أين النقود؟ مختفية، تمام، ولكن أين الصهر؟ (في إشارة للوزير السابق البيرق)”، العب معنا واكتشف صورة الصهر الهارب”، ونشرت الصفحة فيديو كرتونيا وكتبت “128 مليار دولار مفقودة من البنك المركزي، لكن الصهر المسؤول عن ذلك ما زال هارباً”.

ومن جانب آخر، وجه الحزب اتهامات مباشرة للوزير بالمسؤولية عما تقول إنه فقدان 128 مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي، وهو ما دفع مسؤولي الحكومة للخروج عن صمتهم والرد لأول مرة على الحملات التي تتهم الوزير السابق بإهدار احتياطيات النقد الأجنبي في البنك المركزي.

ولأول مرة، أصدر محامي البيرق الأحد بياناً قال فيه إنه مضطر للرد على “حملة التشويه الضخمة التي يقوم بها أكبر أحزاب المعارضة”، مشدداً على أن كافة المعاملات المتعلقة باحتياطات البنك المركزي تمت وفق الدستور والقانون وبهدف تحقيق استقرار أسعار العملة، مؤكداً أن كافة المعاملات موثقة ويمكن التحقق منها ولا يوجد أي مبالغ أهدرت أو “تبخرت” وهو الوصف الذي استخدمته المعارضة التي قالت إن 128 مليار دولار تبخرت من البنك المركزي.

وفي أول حديث عن مكانة إقامة البيرق الذي صدرت الكثير من التكهنات حول سفره أو مكان إقامته، قال المحامي إن البيرق “يقضي وقته في منزله برفقة عائلته وأطفاله كأي أسرة تركية”، معلناً رفع قضية تشهير ضد حزب الشعب الجمهوري لدفع تعويض بقيمة 500 ألف ليرة تركية.

كما أصدر وزير الخزانة والمالية لطفي علوان والذي خلف البيرق في منصبه بياناً أدان فيه “بشدة حملة الافتراءات والأكاذيب التي يقودها حزب الشعب الجمهوري ضد الوزير السابق”، موضحاً أن البيرق قام بمعاملات تتعلق باحتياطات النقد الأجنبي لهدف تحقيق الاستقرار المالي نتيجة التقلبات غير العادية التي شهدتها الأسواق العالمية بشكل استثنائي بسبب انتشار جائحة كورونا حول العالم.

والإثنين، تحدث الرئيس التركي عن هذه التطورات لأول مرة، معتبراً أنها “حملة منظمة تستهدفه بشكل شخصي كما أنها تستهدف عائلته”، وقال: “حزب الشعب الجمهوري وشركاؤه يقوم بحملة كبيرة تستهدفني شخصياً وكافة أفراد عائلتي”، مشدداً على أنه لا يوجد أي أموال اختفت أو تبخرت وإنما جرى التعامل مع التقلبات العالمية بما يحقق مصلحة البلاد، ووصفها بأنها كانت “تحركات ناجحة”.

وشدد أردوغان على أن حزب العدالة والتنمية نجح منذ وصوله إلى السلطة في رفع احتياطات البنك المركزي لعدة أضعاف خلال السنوات الماضية، متهماً حزب الشعب الجمهوري بأنه أغرق البلاد بالديون والتبعية السياسية للبنك الدولي وأن حزب العدالة والتنمية “هو من أنقذ البلاد من هذه السياسة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد شهاب أحمد:

    عند تدافع بعض الفقراء من أهلنا بعاطفة لشراء الليرة التركية منذ حوالي سنتين دعماً لها شعرت بالأسف عليهم
    لكن من إشترى بخمسة عشر مليار دولار لا يشعر بالأسف

إشترك في قائمتنا البريدية