الجزائر ـ «القدس العربي»: خرج آلاف الجزائريين في مظاهرات رافضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ولاية خامسة، رغم الاحتجاجات الرافضة لهذا الترشح، والتوتر الذي صاحب تسليم ملف ترشيحه إلى المجلس الدستوري الذي تحول إلى قلعة شددت حولها الإجراءات الأمنية، وكأن الأمر يتعلق بحالة حرب، إذ بقي الطريق المؤدي إلى مقر المجلس مغلقا إلى ساعة متأخرة من الليل، خوفا من قدوم المتظاهرين الذين خرجوا في شوارع العاصمة ومدن أخرى شرق البلاد كنوع من التعبير عن خيبة الأمل، بعد رؤية مدير حملة الرئيس يقدم ملف ترشحه، في وقت لا يزال فيه الرئيس يعالج في سويسرا.
تأخر قدوم عبد الغني زعلان إلى غاية الثامنة مساء عندما أسدل الليل خيوطه وانصرف طلبة الجامعات المحيطة بالمجلس الدستوري إلى منازلهم، ليأتي في النهاية ويدخل لتسليم ملف ترشح الرئيس بوتفليقة نيابة عنه، ويقرأ رسالته إلى الجزائريين بشأن تعهده بتقليص ولايته الخامسة. والغريب في تصريحاته أنه قال إن الرئيس بوتفليقة لم يتمكن من القدوم بسبب تدهور وضعه الصحي، ولكنه قدم شهادة طبية تثبت أنه في حالة صحية جيدة.
الاحتجاجات مستمرة بعد صدمة إعلان ترشح بوتفليقة… ووزير سابق ونائب يستقيلان من البرلمان
وأثار الإعلان عن ترشيح الرئيس بوتفليقة موجة من الغضب، إذ خرج الكثير من الجزائريين في مظاهرات عفوية عبر الكثير من الولايات، احتجاجا على هذا الترشح الذي فسر على أنه تجاهل لصوت الشعب، رغم قول الرئيس بوتفليقة إنه استمع إلى أصوات المتظاهرين وإنه مستعد للقيام بإصلاحات عميقة.
وخرج مئات من الشبان في العاصمة للاحتجاج وجددوا مطلبهم الرافض لولاية خامسة، كما خرج الآلاف في مدن شرق البلاد، خاصة في عنابة وقالمة وسكيكدة، وهي مظاهرات تكررت أمس الإثنين في عدة ولايات شرق وغرب البلاد، فيما يرتقب أن ينظم أساتذة الجامعات احتجاجات عبر عدة مدن، تحسبا للمظاهرات الضخمة المرتقبة يوم الجمعة المقبل، والتي ستصادف اليوم العالمي للمرأة، والذي تعول فيه النساء على قيادة المظاهرات الرافضة لاستمرار الرئيس في الحكم.
وقال محمد قيساري الناطق باسم حزب جبهة التحرير الوطني إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة استجاب للمطالب التي رفعها الشعب الجزائري الذي خرج في مظاهرات، مشددا على أن الرئيس بوتفليقة أسقط الولاية الخامسة، ويقترح على الجزائريين ولاية انتقالية، وأنه استجاب لمطلب إسقاط النظام، لكنه استبدل كلمة إسقاط بتغيير، وذلك لتفادي تكرار سيناريو ليبيا وسوريا، وأنه استجاب كذلك لمطلب محاربة الفساد، وإسقاط الحكومة، وهو الأمر الذي سيبتّ فيه الرئيس قريبا، وبالتالي، يقول قيساري، لم يعد هناك معنى للتظاهر أو الاحتجاج لأن المظاهرات حققت الغرض منها، وأن الشعب قال كلمته والرئيس استجاب، وأن الفوضى وضرب الاستقرار ليس في مصلحة أحد.
من جهتها دعت أحزاب معارضة وشخصيات سياسية إلى تفعيل المادة 102 من الدستور التي تنص على شغور منصب رئيس الجمهورية، وتأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 18 نيسان/أبريل المقبل، وذلك في ختام الاجتماع التشاوري الذي عقد الإثنين 4 آذار/ مارس، في مقر جبهة العدالة والتنمية الذي يقوده عبد الله جاب الله، كما جددوا التأكيد على «رفض العهدة الخامسة والتحذير مما يمكن أن تتسبب فيه من مخاطر وتحميل سلطات البلاد المسؤولية أمام التاريخ».
وأصدرت المعارضة بيانا عبرت فيه عن ترحيبها بقرارات رفض بعض شخصيات المعارضة الترشح للرئاسيات المقبلة، ودعت بقية المترشحين للانسحاب مما اعتبروها انتخابات مغلقة ومحسومة سلفا، شبيهة بتلك التي شهدتها البلاد سنة 1999، والتي أوصلت بوتفليقة إلى الحكم، والتي انسحب فيها كل المترشحين باستثناء بوتفليقة، بعد أن تأكد لهم أن تزوير الانتخابات تقرر رسميا، وأنه لا معنى لاستمرارهم في السباق الانتخابي، وهو ما شكل إحراجا للسلطة، وأصاب بوتفليقة بنوبة غضب، الأمر الذي جعله يقرر في وقت لاحق فرض مادة قانونية تمنع المترشحين من الانسحاب بعد قبول ملفات تشريحهم من قبل المجلس الدستوري. كما دعت المعارضة إلى الوقوف في صف الحراك الشعبي، ومد جسور التواصل بين الشعب والأحزاب، والحرص على إبقاء المظاهرات سلمية إلى غاية تحقيق أهدافها.
وأعلن سيد أحمد فروخي وزير الفلاحة الجزائري السابق استقالته من البرلمان وحزب جبهة التحرير(الحاكم)، دعما للحراك ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة.وعلى خطى فروخي، أعلن النائب عن جبهة المستقبل (معارض) خالد تازغارت استقالته من البرلمان للسبب ذاته، وذلك في سابقة من نوعها بهذه الأزمة.وقال فروخي في بيان نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك: «أعلن تقديم استقالتي من المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) وإنهاء عضويتي في حزب جبهة التحرير الوطني».وأضاف: «كنت على رأس قائمة مرشحي الحزب عام 2017، على أمل المساهمة في نهضة الجزائر».وأشار إلى أن الجزائر «تعيش خلال الأيام الأخيرة لحظات استثنائية تتطلب الاستماع ومرافقة هذا الحراك الاجتماعي المهم لمستقبل البلاد بعقلانية».ولفت المتحدث إلى أنّه «يأمل في قيام جزائر جديدة من اليأس، بينما تهب رياح الحرية على البلاد».من جهته، قال تزغرات وهو نائب عن محافظة بجاية (شرقي البلاد)، في منشور على «فيسبوك»: «أعلن استقالتي من المجلس الشعبي الوطني.. مكاني في المجتمع، وفي مستقبل الجزائر».ومساء الأحد، أعلنت نادية مداسي، صحافية في التلفزيون الرسمي الناطق بالفرنسية (canal algerie) استقالتها من تقديم النشرات، وفق صحف محلية.
المعارضة الجزائرية، لم تكن في مستوئ المسؤوليات المنوطة بها، فهي لم تفهم وضعها لا مع الشعب ولا مع السلطة.
فركوب القطار وهو يمشي ليس من شيمات الجزائريين، فئة من المواطنين عبروا عن رايهم سلميا، بما يتوافق والمصالح العليا للجزائر، لاكن الذي حدث ان المعارضة، تريد الاستثمار في ما حدث بما يخدم مصالحها الحزبية الضيقة.
الدولة الجزائرية تعتمد علئ صبر شعبها و صلابة مؤسساتها، لتذهب بالاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الئ نهايتها، وبالجزائر الئ بر الامان، حفظ الله الجزائر وشعبها من الفتن ماظهر منها ومابطن….
ماذا أصاب عقلك…الملايين من الجزائريين يعبرون عن رفضهم سلميا للنظام وزعيمه بوتفليقة..تعتبرهم فئة من المواطنين…ما هذه الهرطقة التي عبرت بها….
للأسف الشديد أمام الشعب الجزائري خيار واحد هو طلب المساعدة الخارجية وبصريح العبارة التدخل الخارجي وخاصة فرنسا التي تملك المفاتيح.
الجزاءر لا تشبه احد، الصحافة مع الشعب والشرطة مع الشعب والشعب هو من سيفوز في الاخر، الجزائري عمرو ما يقبل تدخل خارجي! حسابتنا ليبيين ؟ الجزاءري بدا نضاله منذ 30 سنة وكلنا من اجل ان تفوز الجزاءر وليس شخص معين
lahcen
الشعب الجزائري و الدولة الجزائرية ستقف بالمرصاد لكل من يحاول التدخل في شانها الداخلي و خاصة فرنسا . الجزائر دولة قوية استقلت و طردت الاستعمار بقوة السلاح و ليست كبلدك الذي مازال محمية و حديقة خلفية لفرنسا الى يومنا هذا.
lacen
فرنسا تعرف جيدا ان الجزائر قوية و سيادية في قراراتها و ليست المغرب لذالك التزمت الصمت الى حد الان لانها تعرف ان الرد سيكون سريعا و قويا و مزلزلا على مصالحها في الجزائر.
الشعب الجزائري موحد مع دولته في سياستها الخارجية و اذا حاولت فرنسا التدخل في شؤونه الداخلية سيتوحد برمته ضد فرنسا .
الجزائري رغم تذمره من النظام الحاكم فلن يسمح لأي طرف خارجي بالمساس بوحدة وسيادة بلده (أنا واخي على ولد عمي وانا وولد عمي على الأجنبي).