عمان: قال مقاتلون في المعارضة السورية المدعومة من تركيا اليوم الخميس، إنهم انتزعوا السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية في أول تراجع كبير لجيش النظام السوري في إطار هجوم تدعمه روسيا وحقق مكاسب سريعة.
وخسرت المعارضة قبل ثلاثة أسابيع المدينة التي تقع بشمال غرب البلاد بعد تقدم جيش النظام في مسعاه لاستعادة آخر منطقة كبيرة تحت سيطرة المعارضة.
وقال ناجي مصطفى المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير، وهي تحالف لفصائل مسلحة تدعمها تركيا، في بيان: “تحرير مدينة سراقب الاستراتيجية بالكامل من عصابات الأسد”.
لكن وكالة أنباء روسية نقلت عن مصدر عسكري روسي نفيه هذا الكلام، قائلا إن قوات النظام السوري صدت بنجاح هجوما للمعارضة على المدينة.
وتحقق قوات النظام بدعم من مقاتلين إيرانيين مكاسب في شمال غرب سوريا منذ ديسمبر كانون الأول.
وذكر المرصد السوري أن قوات النظام سيطرت على حوالي 60 بلدة وقرية في ريف إدلب الجنوبي وفي محافظة حماة المجاورة في الأيام الثلاثة الماضية.
وقالت المعارضة إن قتالا عنيفا ما يزال يدور في منطقة سيطر عليها جيش النظام، في تقدم جديد قال المرصد إنه أتاح للقوات الموالية للحكومة السيطرة على جنوب إدلب بأكمله.
إنذار تركيا
وقالت مصادر من المعارضة إن هجوما مضادا يجري الآن تنفذه قوات النظام لاستعادة السيطرة على سراقب.
وقال مسؤول تركي اليوم إن قوات النظام مدعومة بطائرات روسية أطلقت عملية لاستعادة مدينة سراقب من أيدي قوات المعارضة المدعومة من أنقرة.
وقال المسؤول: “هناك اشتباكات عنيفة في المنطقة”.
ويأتي تقدم المعارضة في سراقب قبيل انتهاء مهلة في آخر فبراير شباط كان قد حددها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لانسحاب قوات النظام السوري من أراض تقول تركيا إنها جزء من منطقة عازلة تم الاتفاق عليها مع روسيا.
وقال أردوغان إن جنديين تركيين قتلا في ضربة جوية في إدلب يوم الأربعاء مما رفع خسائر القوات التركية في المنطقة إلى 18.
ومن المتوقع أن يجري مسؤولون أتراك وروس محادثات لليوم الثاني في أنقرة اليوم الخميس فيما يتعلق بالحرب الدائرة في سوريا منذ تسع سنوات.
ودفعت تركيا بآلاف الجنود وشاحنات العتاد إلى ذلك الجزء الواقع على حدودها من شمال غرب سوريا لدعم مقاتلي المعارضة وإقامة مواقع جديدة تقول المعارضة إنها تهيئ لعملية تركية لإجبار قوات الأسد على التقهقر.
وقال إبراهيم الإدلبي، وهو شخصية من المعارضة على اتصال مع الفصائل المقاتلة، إن السيطرة على سراقب تخفف الضغط على المقاتلين الذين فقدوا في الأيام الأخيرة سلسلة من الأراضي المهمة في ريف إدلب الجنوبي وجبل الزاوية.
وقال الإدلبي: “أكملت فصائل الثوار هذا الصباح سيطرتها على سراقب بعد تقدمها على عدة محاور. هذا يخفف من وطأة تقدم قوات النظام”.
وتقع سراقب عند التقاء طريقين رئيسيين أحدهما يربط العاصمة دمشق وحلب، ثاني أكبر المدن السورية، والثاني طريق سريع غربي البحر المتوسط.
وكانت استعادة الطريق السريع (إم 5) الذي يمتد جنوبا إلى دمشق بمثابة مكسب كبير لقوات النظام، إذ استردت بهذا السيطرة على الطريق الواصل بين أكبر مدينتين بسوريا لأول مرة منذ سنوات.
وفتح الطرق السريعة الرئيسية الواقعة في أيدي المعارضة هدف رئيسي للحملة التي تقودها روسيا من أجل إنعاش الاقتصاد الذي أجهزت عليه الحرب.
وقال العميد الركن أحمد رحال المنشق على الجيش السوري إن المعارضة قطعت الآن الطرق السريعة وأرجعت قوات النظام للمربع الأول.
وأدت الهجمات إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و300 آخرين، إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية، منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018.
(وكالات)
اللهم أنصر أهل الحق أينما كانوا ،ومن لهم عوناً ياربَّ العالمين فإنك على كل شيء قدير يا ذا الجلال والإكرام