المغرب: استمرار الغضب الرسمي والاعلامي علي احتفالات البوليزاريو والدعم الجزائري لها
المغرب: استمرار الغضب الرسمي والاعلامي علي احتفالات البوليزاريو والدعم الجزائري لهاالرباط ـ القدس العربي من محمود معروف:تؤكد ردود الفعل المغربية ان احتفالات نظمتها جبهة البوليزاريو في منطقة تيفاريتي تعتبر انتهاكا لقرارات مجلس الامن ذات الصلة وتهدف الاستفزاز وعرقلة عملية السلام الصحراوي المتعثر اصلا.وحشدت جبهة البوليزاريو احتفالا بالذكري الثلاثين لاعلان جمهوريتها العشرات من ممثلي الدول والاحزاب والحركات المؤيدة لها ومئات من جنودها والاف من اللاجئين الصحراويين في منطقة تيفاريتي الواقعة خارج الجدار الامني وتبعد 70 كلم عن مدينة سمارة التي يعتبرها المغرب منطقة عازلة فيما تعتبرها جبهة البوليزاريو مناطق محررة فيما لا يحمل قرار وقف اطلاق النار الصادر عن مجلس الامن الدولي في ايلول/سبتمبر 1991 موقفا واضحا حول وضعية هذه المناطق.وقالت مصادر دبلوماسية بالرباط لـ القدس العربي ان عدم وضوح القرار يتضمن منع اي نشاط عسكري لاطراف النزاع في المنطقة التي تركت خارج الجدار الامني الذي استكمله المغرب 1987 تجنبا لاحتكاك مباشر بين القوات المغربية والقوات الجزائرية في الشرق او الموريتانية في الجنوب في وقت كانت المنطقة تعيش اجواء توتر. وسجلت مذكرات بعثتها وزارة الخارجية المغربية الي كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة احتجاجا رسميا مغربيا علي اختيار جبهة البوليزاريو لمنطقة تيفاريتي لاقامة احتفالاتها ونقلت وكالة الانباء المغربية تصريحات للجنرال الدنماركي كورت موسغارد قائد قوات الامم المتحدة المنتشرة بالصحراء الغربية لمراقبة وقف اطلاق النار (مينورسو) قال فيها ان وجود عسكريا لجبهة البوليزاريو لقوات عسكرية في المنطقة العازلة بالصحراء غير مسموح به الا ان وكالة الانباء الجزائرية اشارت امس الخميس الي شرعية احتفالات جبهة البوليزاريو وان المينورسو اكدت حرية حركة الصحراويين في المناطق الصحراوية خارج الجدار. وقال الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الحزب الرئيسي بالحكومة المغربية ما تقوم به جبهة البوليزاريو من مناورات في المنطقة العازلة هو تحد سافر لقرارات الامم المتحدة.ودعا المكتب السياسي للحزب في بلاغ ارسل لـ القدس العربي سلطات بلاده للتوجه الي الامم المتحدة لكي تتحمل المنظمة الدولية مسؤولياتها كاملة وتعيد الامور الي وضعها السابق بتحييد المنطقة العازلة في اطار حق المغرب المشروع الرافض لوجود ادارة اجنبية فوق ترابه الوطني.وواصلت الصحف المغربية امس الخميس حملتها علي ما وصفته بـ مناورات اعداء الوحدة الترابية للمغرب والتي قالت ان هذه المناورات لا تشكل فقط تهديدا مباشرا لامن واستقرار منطقة المغرب العربي بل انها وعن قصد وسبق اصرار وترصد تعرقل كل الحلول الممكنة والمبادرات السلمية لحل النزاع.ويطلق وصف اعداء الوحدة الترابية في المغرب علي كل من جبهة البوليزاريو والجزائر التي تدعم مطالب البوليزاريو في اقامة دولة مستقلة في الصحراء التي كانت مستعمرة اسبانية حتي 1976 والتي يعتبرها المغرب جزءا من اراضيه.وحرصت الجزائر في ظل توتر علاقاتها مع المغرب علي مشاركة جبهة البوليزاريو احتفالاتها علي مستوي رفيع بالاضافة الي برقية دعم حميمية وقوية بعثها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمحمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليزاريو مثلت الجزائر في احتفالات تيفاريتي بكل من وزير شؤون المجاهدين ووزير شؤون المغرب العربي.وقالت الصحف المغربية ان دخول الوزراء وضباط الجيش الجزائريين علنا الي بلدة تفاريتي لا يعتبر فقط استفزازا مباشرا للمغرب وتحرشا به ولكنه يعتبر في الوقت نفسه تحديا للامين العام للامم المتحدة وممثله الشخصي ولبعثة المينورسو التي تشرف علي وقف اطلاق النار في المنطقة.وقالت صحيفة الصحراء المغربية شبه الرسمية ان هذا التحدي يعكس اصرار الجزائر علي عرقلة كل الحلول الممكنة والمبادرات السلمية بعدما فشلت في تمرير مخطط تقسيم الصحراء المغربية .واشارت الي ان جبهة البوليزاريو تقيم حفلاتها التهريجية في عملية استفزازية وتحد سافر ما كان ممكنا مواجهته الا بنفس التحدي والمواجهة لولا ان المغرب الرسمي تماسك واختار برودة الاعصاب .واضافت ان الجبهة التي تحتفل منذ ثلاثين سنة بالاوهام وتوزع بيانات وخطب الافك والتضليل وما كان ذلك ليثير المغاربة ولا كان من الممكن ان يعطي لجمهورية الوهم اية مصداقية غير ان التحرك نحو اراضي مغربية آمنة خاضعة لمراقبة قوات الامم المتحدة يدخل بالصراع الي منطقة الخطر ويدفعنا الي الحذر والاستعداد.واكدت ان الجزائر التي فشلت في اركاع المغرب او النيل من صموده ووحدته واجماعه الوطني، لايستبعد الي ان تلجأ الي ما هو اسوا .وتحت عنوان ما جري في تيفاريتي.. هل هو عنوان تحول ام استمرار للوهم كتبت صحيفة بيان اليوم ( لسان حزب التقدم والاشتراكية المشارك بالحكومة) ان النظام الجزائري يؤكد من جديد اختياره المعروف والقائم علي معاكسة المغرب في وحدته الترابية حيث حرك المرتزقة لتنفيذ الخطة بعتاد جزائري وامكانيات جزائرية وبارادة جزائرية واهداف جزائرية مشددة علي انه عندما يتسيد الوهم تكون للخرافة امتدادات تصل حد اقتحام ارض مغربية واقامة احتفال بها وايضا اطلاق تهديدات جوفاء من داخل دائرة الحلم .واعربت الصحيفة عن اسفها لكون ثلاثين سنة لم تكن كافية لجوقة الوهم والارتزاق ان تقتنع بكونها ضيعت علي ساكنة الصحراء عددا من الفرص لبناء مغرب متقدم وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكسب رهان الوحدة المغاربية .واشارت الي ان ما يجري في تيفاريتي يدفع الي التساؤل عما اذا كانت جبهة البوليزاريو المزعومة بصدد الانخراط في استراتيجية جديدة تجاه المغرب والهروب الي الامام في وقت اتسم فيه موقف المغرب بالحكمة والتعقل لما فيه مصلحة المنطقة ومستقبلها .وقالت صحيفة لوبنيون اللسان الفرنسي لحزب الاستقلال ان علي الامم المتحدة ان تتحرك بكل آلياتها من اجل وقف التهديد الذي اصبحت تشكله البوليزاريو علي المنطقة بكاملها ووضع حد للاستفزازات المتواصلة لاعداء الوحدة الترابية للمغرب التي تختلق البهرجة البئيسة في المنطقة العازلة بين المغرب والحدود الجزائرية والتي من شأنها ان تؤدي الي نسف دور المنتظم الدولي وعرقلة التوصل الي تسوية النزاع المفتعل بالسبل السلمية والطرق السياسية التي لم يتردد المغرب في المساهمة فيها وتقديم اقتراحات ملموسة في اطارها. واضافت ان رجوع الجماعة الانفصالية الي منطق التحدي وعرقلة المسار السلمي الذي يتبناه المنتظم الدولي والتلويح بالتصعيد يتم دائما اعتمادا علي امكانية الجزائر وتشجيعها لهذا الاتجاه الخطر ليس فقط علي البلدين والشعبين المغربي والجزائري ولكن علي المنطقة كلها ومصالح شعوبها ومستقبلها .واعتبرت صحيفة رسالة الامة الناطقة باسم الاتحاد الدستوري اليميني المعارض ان الموقف الجزائري والبوليزاريو جاء ليكرس واقعا معروفا في السياسة الجزائرية تجاه المغرب ويؤكد حقيقة واضحة هي ان حكام الجزائر ماضون في مشروعهم المناوئ للمغرب فيها يخص قضية وحدته الترابية بغض النظر عن كل ما تم بذله من قبل المجتمع الدولي والمنتظم الاممي من اجل اقناع حكام الجزائر باهمية الحل السياسي والحوار مع المغرب في سبيل تجنيب المنطقة المغاربية تفاعلات غير مرغوب فيها في المستقبل واتاحة الفرصة لشعوبها من اجل الوحدة والتنمية والسلام .كما رأت الصحيفة ان ممارسات من اسمتهم اعداء الوحدة الترابية للمملكة جاءت لتسقط قناع الخداع والمناورة عن وجوه حكام الجزائر و تثبت مرة اخري ان الجزائر وحكامها المهووسين بمعاداة وحدة المغرب الترابية متمسكة بطرحها المغلوط للمشكل المفتعل وماضية في تكريسه من خلال مزيد من المناورات والمخططات الرامية الي تعقيد المشكلة والتخلص من سكان المخيمات ونقلهم الي تيفاريتي المغربية لفرض امر واقع جديد يكرس مبدأ التقسيم .وفي نفس الاطار قال بلاغ للحزب الوطني الديمقراطي (يمين معارض) ان وفدا برئاسة امينه العام عبد الله القادري يقوم بزيارات لكل من ايطاليا وفرنسا وبلجيكا وهولندا واسبانيا للقاء الجاليات المغربية المقيمة بتلك الدول وبفعاليات سياسية وجمعيات غير حكومية قصد التأكيد علي حق المغرب في صحرائه وشرح الحقيقة التاريخية والحضارية لقضية المغرب الاولي.