الرباط ـ ‘القدس العربي’: اعرب حزب مغربي من الاغلبية عن اسفه لما آل اليه الفريق الحكومي الذي يعاني من اهتزازات، فيما هدد مسؤول كبير في الحزب الرئيسي بالحكومة بانتخابات سابقة لاوانها اذا ما استمر التشويش على الحكومة التي يقودها حـزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الاسلامية.
وقال حزب التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي المغربي) المشارك بالحكومة بـ4 حقائب وزارية إن الفريق الأغلبي الذي التزم بالعمل كتلة واحدة في ظل جدلية الوحدة والاختلاف، ‘يعيش مع الأسف نوعاُ من الاهتزاز لأن كل مكوناته لم تتقيد بالقدر الكافي بما هو منوط بها من مسؤولية إفراز صورة طاقم حكومي منسجم يبعث الثقة لدى الرأي العام الوطني والملاحظين الأجانب بمن فيهم المستثمرون’.
وعبر بيان للجنة المركزية للحزب ارسل لـ’القدس العربي’ عن الغضب من ‘محاولات البعض تقديم الفريق الحكومي الحالي على أنه حكومة محافظة يتعين على اليسار مقاومتها انطلاقاً من مواقع إيديولوجية صرفة، رغم مشاركة حزب التقدم والاشتراكية فيها’، واصفا هذا التصنيف
بـ’المقاربة السطحية’، واكد أن ‘الحكومة ليست قائمة على تموقع إيديولوجي يميني وإنما على برنامج إصلاحي متقدم اتفقت عليه مكونات الأغلبية، ويرى حزب التقدم والاشتراكية نفسه فيه’.
واوضح البيان الذي صدر بعد دورة عادية للجنة المركزية عقدت بالرباط يوم اول امس السبت ‘أن هناك من يحاول أن يصور الصراع السياسي الدائر حاليا، وكأنه قائم بين معسكر الحداثيين من جهة والمحافظين من جهة أخرى، مع إصرار ‘مُغرض’ على إقحام الحكومة في خانة المحافظين ومن ثم الزج قسرا بحزب التقدم والاشتراكية، في غياهب تصنيفات تعسفية لا تستند إلى منطق سليم ومستقيم ولا يصمد أمام واقع ووقائع المشهد السياسي الفعلي بالبلاد’.
وقال نبيل بن عبدالله الامين العام للحزب ويتولى حقيبة السكن والتعمير وتنمية المجال في كلمته امام اللجنة المركزية لحزبه ‘البعض من الاحزاب يحاول أن يدرجها في خانة اليسار مع أنها غير قادرة على توحيد كلمتها، ومن ضمنها تلك التي آثرت في عهد قريب التحالف مع مجموعة الثماني G8 بلباس الحداثة بحثا عن محو ماضيها البعيد والقريب وأملا في البحث عن عذرية سياسية جديدة’.
واعتبر بن عبد الله في تقريره أن الصراع السياسي القائم حاليا، إن كان لا بد من فرز تصنيف له، إنما هو صراع بين من ‘يحملون حقيقة همّ الإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد، وبين من يريدون بشكل أو بآخر أن يحافظوا على مواقع وامتيازات بأساليب تحكيمية بالية’. وقال ‘هناك من استفاق، مؤخرا، وصار يتحدث عن الكتلة الديمقراطية بينما كان إلى عهد قريب من ألد أعدائها في اشارة الى تحالف تأسس 1992 وكان يضم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال وحزب التقدم والاشتراكية.
واكدت اللجنة المركزية في بيانها ان حزب التقدم والاشتراكية يعارض أي تدبير يروم التحرير الشامل للأسعار وحذف صندوق المقاصة، معتبرا أن الإصلاح الذي ينادي به لا يعني البتة الحذف، وفي انتظار هذا الإصلاح الشامل، الذي ينبغي أن يتم بارتباط وثيق مع الإصلاح الجبائي، واقترحت ‘وضع آليات لاسترجاع بعض الإعانات التي تستفيد منها، بدون مبرر، بعض الشركات والفئات الميسورة، كما ينبغي تشجيع النقل العمومي للأشخاص ومواصلة إصلاح قطاع نقل البضائع’.
وهدد مسؤول كبير بحزب العدالة والتنمية، الحزب الرئيسي بالحكومة المغربية بالذهاب الى انتخابات مبكرة او استقالة زعيم الحزب عبد الاله بن كيران من رئاسة الحكومة.
وقال سليمان العمراني، النائب الثاني للأمين العام لحزب العدالة والتنمية ان الخيارات التي تبقى أمام بن كيران، في حالة الفشل، هي الاستقالة والدعوة لانتخابات مبكّرة يختار فيها الشعب من سيقوده.. مؤكدا ‘وجود جهات خفية تريد أن ترجع المغرب إلى ما قبل سنة 2011، منها جهات رسمية تريد بطء الإصلاح’.
وقال ان ‘هناك تشويشا على عمل الحكومة من طرف بعض شركائنا، حتى في الأغلبية’. مضيفا ‘بعض هذه التشويشات ظاهر وبعضها خفي، إلاّ أنها لن تعيقنا، كحزب، عن الاستمرار ضمن العمل القادر على جعلنا نحقّق الأهداف المتوخاة، بتشارك مع الجميع، وفق ميثاق الأغلبية.. كما ندعو المواطنين للاستمرار في دعم التجربة’.
وقال عبد الإله بن كيران إن حزبه جاء للحكومة من أجل ‘الوقوف في وجه الاستبداد الذي لم يتوقف بعد وإحداث الإصلاح’ وليس الهدف الوصول إلى مواقع المسؤولية’.
واكد أن حكومته ‘عربونا’ في العمل والإنتاج والإصلاح الحقيقي والجاد، مثل ‘الشجرة التي تغرسها أول مرة وتتعهد بسقيها والعناية بها، في البداية لا يمكن أن تعطيك تفاحة من وزن كيلوغرام دفعة واحدة بل ‘كتذوق’ وان أن الإنتاج الحقيقي للحكومة بدأ ولن يتوقف وستقدم الكثير من الإصلاحات رغم التشويشات.
يقول السيد بنكيران أننا تفادينا ثوثرة على النظام. فهل يقبل الان نظاما بلا عدل و لا تنمية? ان جمع الناس لم يعد بعااش مولاي اسماعيل بل بعاش الشعب