منذ انتخابات 2007، طرح لدى الدولة في المغرب سؤال التوازن السياسي. فاعل سياسي ينتمي للإسلاميين تتوسع شعبيته، وتقدم المؤشرات الرقمية تجاوزه للقوى الوطنية الإصلاحية التي خاضت مع الدولة تفاوضاً سياسياً لإفراز تجربة التناوب السياسي، فقد حصل في انتخابات 2002 على مراتب جداً متقدمة (42 مقعداً)، ولم تؤثر تداعيات أحداث 16 مايو 2003 الإرهابية في فعاليته السياسية رغم سياسة التضييق التي خضع لها، لتتوالى استطلاعات الرأي المطردة، مؤكدة احتمال تصدره لانتخابات 2007.
سؤال الدولة المحوري تمركز وقتها على وجود فاعل سياسي قادر على إحداث التوازن السياسي، فكانت تجربة «حركة لكل الديمقراطيين» التي أفرزت فيما بعد حزب الدولة «الأصالة والمعاصرة».
لننتبه أولاً إلى ملاحظة أساسية، فالذي تولى مهمة تنفيذ هذه الصيغة هو شخص مقرب من الملك، وممسك بملف الانتخابات في وزارة الداخلية. البعض استرسل في تحليل هذه الملاحظة، واعتبر أن صفة القوة والقرب أساسية لإحداث تحول مفصلي في مشهد سياسي يتميز بثقل حضور الدولة، وأن شخصية فؤاد عالي الهمة هي التي تستطيع أن تحدث هذه الحلحلة، وتفرض إيقاعها على الجميع، لا سيما الأعيان الذين قد تتضارب مصالحهم مع مصالح الدولة. لكن أحداً لم يلتفت إلى ملاحظة أخرى، كون الدولة، وهي الحريصة على طول مسارها السياسي على الحياد، ولو ظاهرياً، قد ضحت بهذا المبدأ حين أخرجت وزيراً منتدباً بصفة القوة والقرب للقيام بهذه المهمة. التضحية بهذا المبدأ يعني في الجوهر أن اختلال التوازن السياسي قد تضخم بشكل كبير في مزاج الدولة، إلى درجة فقد الثقة في السياسيين الموجودين في الساحة للقيام بدور ما، وأن الدولة تحتاج للدخول بثقلها للعب إلى جانب الفاعلين السياسيين، أي، رجل داخل حقل الفعل السياسي، ورجل أخرى في مواقع الحياد المؤسساتي.
البعض يعتقد أن هذه التجربة عملياً مع حراك 20 فبراير2011، واضطرار الدولة لإخراج فؤاد عالي الهمة من الحقل السياسي، وإدخاله إلى مؤسسة الاستشارة الملكية، لكن واقع الأمر يؤكد بأن هذه العملية لم تنته إلا مع انتخابات السابع من أكتوبر 2016، حينما تم الإعلان عن تصدر العدالة والتنمية نتائج الانتخابات، دون أن تؤثر على شعبيته سلباً تجربته الحكومية السابقة. تعمق سؤال التوازن السياسي، في ظل غياب فشل إستراتيجية الدولة في الاستثمار السياسي من داخل الحقل السياسي، ثم عدم وجود منافسين مفترضين، جعل الخيار يضيق بشكل كبير، ويتجه إلى منحى آخر، والاستثمار في الإضعاف الداخلي للعدالة والتنمية بدل محاولة إضعافه داخل الحقل السياسي بإيجاد منافسين له.
سؤال التوازن السياسي سينتهي عملياً لجهة إنهاء مسار تشكيل الحكومة عبر صناديق الاقتراع، فالحكومة لا تهم، ما دام تعديلها أمراً ممكناً دائما، وباعتبارات لا ترتبط بالمطلق بالاقتراع الانتخابي
بيد أن هذا الخيار، الذي نجحت بعض تكتيكاته، أفضى إلى إنتاج معضلة أخرى ترتبط بإضعاف الحقل السياسي، وعدم قدرته على القيام بوظيفة الوساطة، إذ أفضى إعفاء بنكيران، والانزياح الديمقراطي، بتدخل الدولة في توجيه مساره عكساً على إرادة الناخبين في حكومة العثماني، إلى عودة السياسة إلى مربع ما قبل الحراك، وتعطيل الإشعاع الذي شكله دستور 2011، ونسف أطروحة الاستثناء التي تميز بها المغرب في الوقت الذي كان يعيش جيرانه مخلفات الربيع العربي وارتباكات وتعثرات تدبير مرحلة الانتقال الديمقراطي. لم يهدأ سؤال التوازن السياسي، لكن، أضيف إليه سؤال آخر يرتبط بمواجهة الطلب الاجتماعي المتفجر، وعجز منظومة الوساطة عن تجنيب الدولة وأجهزتها مسؤولية الاحتكاك المباشر بالجمهور.
انفعلت الدولة أولاً، فلعنت الأحزاب، ثم انتهى بها الأمر للتصالح معها، واستنهاض همتها لمواجهة معضلة تستهدف استقرار الدولة والمجتمع معاً، وهي فشل نموذج تنموي لم يستطع أن تصل عائدات نموه للشرائح المقصية والمهمشة والفقيرة. هي معضلة معقدة، بحكم أن مدخل السؤال الأول ينتهي عند مدخل السؤال الثاني، ومدخل الثاني يفضي إلى الأول، إذ كيف يمكن تحقيق توازن سياسي دون إضعاف حكومة وانزياح ديمقراطي يفضي إلى ضعف المؤسسات وفقدان الثقة فيها وضعف منظومة الوساطة، وتفجر حراك اجتماعي بزعامات شبابية، تلعن الأحزاب وتلعن دكاكينها السياسية، وكيف يمكن تحقيق عدالة شاملة وتوزيع عائدات النمو على الفئات المهمشة دون مسار ديمقراطي قوي وحكومة تعكس إرادة الناخبين؟ معضلة السؤالين المترابطين في المداخل والمخارج، تأخر الجواب عنها إلى خطاب العرش الأخير، الذي طرح فكرة تشكيل لجنة خاصة لبلورة المشروع التنموي الجديد الذي ستعم بركاته الجميع، وضرورة تعديل الحكومة بإدخال كفاءات جديدة تعكس نخباً جديدة قادرة على مواكبة المرحلة الجديدة التي سينخرط فيها المغرب.
تركيبة الجواب تقول إن الحضور الأقوى كان للسؤال الثاني، وهو ما يعكس درجة استشعار الدولة لخطورة الحراك الاجتماعي، ومحددات اشتعاله في المراحل القادمة، إن لم يتم تدارك الأمر، لكن الواقع يؤكد بأن السؤال الأول كان حاضراً بنفس القوة وربما بدرجة أكبر، إذ ما الغاية من الحكومة إن كانت بلورة نموذج تنموي، بخلفياته المالية والنقدية والاقتصادية والاجتماعية، ستتم من خارجها ومن خارج برنامجها أيضاً؟ وما الفائدة من برامج الأحزاب؟ بل من الأحزاب كلها إن كانت المشاريع ستصنع داخل لجنة لا تتمتع بأي تمثيلية شعبية سوى ما كان من تقدير الدولة لتغطيتها للحساسيات الفكرية والأكاديمية المجتمعية؟ ليس المهم هنا هو السؤال الدستوري، وما إذا كان السلوك السياسي للدولة يتجه نحو تعطيل المقتضيات الدستورية أو إضعاف المؤسسات، واستثمار النخب للديناميات التي تحكم العلاقة بين المؤسسات لتحقيق هذه الأهداف غير الدستورية، وإنما السؤال مرتبط بالبعد السياسي، أي المآل الذي ستنتهي إليه هذه الديناميات ومزاج الجمهور اتجاه حكومة أفرزتها انتخابات السابع من أكتوبر التي أعطى فيها الناخبون صوتهم لحزب العدالة والتنمية، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف أمام حزب فقد كل صلاحياته في قيادة الحكومة لجهة تنفيذ مخرجات لجان تعينها الدولة وتكون حاكمة على أدائها.
سؤال التوازن السياسي سينتهي عملياً لجهة إنهاء مسار تشكيل الحكومة عبر صناديق الاقتراع، فالحكومة لا تهم، ما دام تعديلها أمراً ممكناً دائما، وباعتبارات لا ترتبط بالمطلق بالاقتراع الانتخابي، وبرنامجها لا يهم، ما دامت هناك لجان معينة تبلور المشاريع، وتلزمها بتنفيذها، بل حتى رموزها السياسيون لم يعد لهم قيمة، ما دام الطلب على تكنوقراط يمتلكون عقلية التنفيذ أكثر من عقلية التساؤل حول دستورية أو قانونية السلوك السياسي للدولة.
كاتب وباحث مغربي
في الصميم. من الأحسن أن نحل الاحزاب و تدار الأمور أفقيا .. بلا سياسة بلا بطيخ … يكفي المغرب لكانت تقنقراط خارج نطاق المحاسبة و المسؤولية.
.
المشكل هو على من سيحتج الشعب إذا .. و هذا هو القنبلة التي نريد أن نتفاداها .. لكن ليس بكراكيز تزين المشهد
تصحيح:
… الامور عموديا.
يكفي المغرب لجان مختصة و تقنقراط …
.
تتمة:
كل الأمور المهمة هي في يد مكاتب و لجان مستقلة عن الأحزاب و كل الأمور الجميلة الناجحة أيضا. و تعيينهيكلة و رأساء المكاتب
و اللجان ليس من اختصاص الحكومة …
.
بدءا من الماء و الكهرباء .. الصيد .. السياحة .. الطاقات المتجددة .. الخ .. حتى رسم المرحلة المقبلة للتعليم تمت خارج الحكومة
و البرلمان .. زيادة على هذا مسألة الوحدة الوطنية كانت و لا زالت خارج نطاق الاحزاب …
.
لكن كل الملفات الثقيلة و الوعرة و التي اخفقت فيها هذه اللجان و الكفاآت هي فوق طاولة الحكومة … و بنكيران كان له الشرف أن
وضعت كلها دفعة واحدة امامه بالزامية وجود الحل عاجلا جدا … و قد وجد الحل … نعم … و هذا يحسب للرجل العملاق …
بعد أن لم يستطيع أحدا الاقتراب منها …
.
و كان المغرب يسير بتفويض للتقنقراط بدعوى الكفاءة … و ان أحب أحد ذو كفاءة كبيرة التحزب … ربما جروه جرا إلى الأحرار…
.
لا يوجد منطق أن يكون تواجد الكفاآت مركزا بهذا الشكل عند حزب الأحرار لوحده … هذا لا “يخش في نافوخ احد”.
في إحدى المناسبات في أواخر الثمانينات. ..أخي ابن الوليد. .سألت صديقا إسبانيا عن مستجدات الوضع السياسي والحزبي في بلاده. ..فأجابتني بجملة لن أنساها ما حييت وهي. ..إن أنجح الناس في السياسة هو أقلهم حياء وخجلا. ..!!!! والناظر إلى المشهد السياسي عندنا سيجد فقرا مدقعا في أصحاب الضمائر. ..وفي الكفاءات التي ترجح المصلحة العامة على المصالح الشخصية ..مع استثناء الرجل الفاضل عبد الرحمان اليوسفي. ….وبعيدا عن مهاترات المصالح والمناصب والمكاسب. ..فإن الطبقات السياسية والحزبية لم تساهم ولو بقسط بسيط في كل الايجابيات التي حصلت على مستوى تطور البنيات التحتية والصناعية. …وكانت معوقا أساسيا في نجاعة الإصلاحات. ..وانعكاس التطور الاقتصادي على الجانب الاجتماعي. ..لأن مايهمهم هو مصلحة الزوجة والأبناء والعشيرة. ..وبعدهم الطوفان. …!!!!.
إشكالية المحطات الإنتخابية في المغرب هو أن الدولة العميقة تتحكم نسبيا في صياغة نتائجها مسبقا بوسائل عدة أوله:ا الأحزاب السياسية الموالية للدوائر النافذة تلك التي يطلق عليها العاملون في الحقل السياسي ب”الأحزاب الإدارية” التي غالبا ما تحوز على ما بين ثلث ونصف عدد المقاعد في مجلس نواب الشعب البرلمان.
ثاني الوسائل هو استقطاب أعيان يترشحون في القرى والبوادي حيث تختار الساكنة أحد رجال القبيلة بغض النظر عن انتمائه السياسي أو قناعاته وتوجهاته, هذه الساكنة في العالم القروي تمثل 45% من ساكنة البلد وهي بالتالي لها وزن جد مؤثر في ميزان الإنتخابات. إذا أضفنا إلى هاذان العاملان عوامل أخرى مثل توزيع الدوائر الإنتخابية وتدخل أعوان وزارة الداخلية في بعض الحالات أو شراء الأصوات تكون النتيجة بديهية باستحالة إفراز الإنتخابات لقوى سياسية وأقطاب أغلبها يتمتع باستقلالية تامة عن نفوذ الدوائر النافذة ولا يخضع لضغوط أو توجيهات فوقية.
منذ بداية الإستقلال في الستينات خاضت الأحزاب الوطنية خاصة الحزب الإشتراكي للقوات الشعبية وحزب الإستقلال المحافظ معا تنافسا حادا مع المؤسسة الملكية على نيل المشروعية الشعبية, صراع دفع هذه الأخيرة إلى تفريخ أحزاب سياسية مؤيدة لها لضبط االمشهد السياسي وإضعاف القوى الوطنية. الإستراتيجية إستمرت مع صعود الملك الشاب إلى سدة الحكم حيث قاد السيد علي الهمة المقرب من القصر تجربة تأسيس حزب سياسي موالي للمؤسسة الملكية ويحظى بثقل سياسي يعتمد عليه وكاد المخطط أن ينجح لولا لطف الأقدار و الظهور المفاجئ للربيع العربي وما أحدثه من رجات جعلت القصر يجمد المشروع. خلاصة الموضوع أنه لا شيء تغير مع مرور العقود وتوالي الأجيال في منطق دوائر القرار بخصوص تدبير الشأن السياسي بالبلد وتقاسم السلطة ماعدا بعض الجزئيات الشكلية.
أخطأ قادة حزب العدالة والتنمية بداية في الرهان على الإصلاح من تحت جلباب الدولة العميقة، ثم أخطأوا حين قبلوا أن ترسم لهم الخطوط الحمراء وتفرض عليهم تنازلات وأخيراً أخطأوا حين تمسكوا بالبقاء في الحكومة بعد إبعاد زعيمهم السيد عبد الإله بن كيران. لو أن أعضاء العدالة والتنمية استقالوا بعدها لقبل الناخبون عذرهم وتمسكوا بالتعاطف معهم، أما وقد نجحت أذرع الدولة العميقة في تشتيت صفوفهم وإلباسهم أمام الرأي العام المحلي لباس الحزب السياسي الفاقد لأي مشروع تنموي يقبل التنفيذ فإن مستقبل هذا التيار الإسلامي مصيره التحول إلى أكسسوار يزين المشهد السياسي فحسب!
اللوم لا ينبغي أن يوجه فقط للملك ومحيطه في فرض أجندته تفتقد المشروعية الشعبية ولا تحترم المعايير الديموقراطية في إتخاذ القرارات، بل كل اللوم يقع على النخب السياسية التي تنحني كل مرة أمام مثل هذه التجاوزات بل وتهرول لتنفيذها أحيانا في مشهد سوريالي عجيب!!
ألا يمتلك أحد من هؤلاء النخب النزر اليسير من الشجاعة وبعض الشذرات من الجرأة لإعلان مجرد عدم تفهمه لهذه القرارات ولو ببصوت خافت يسمعه القريب دون البعيد؟
الشعب هو الذي اليوم بين معضلتين: التزام الصمت أمام ترهل الوضع السياسي والتراجع في المجال الحقوقي وعدم تحقيق تنمية أو إقلاع اقتصادي بعد عشرين سنة من ترديد بائعي الأوهام للوعود المعسولة في كل عيد ومناسبة، أو الخروج في مظاهرات شعبية عارمة وسلمية قد تسبب هروب المستثمرين وخنق القطاع السياحي ليترتب عن ذلك سكتة قلبية لاقتصاد البلد.
أما الدولة فليست بتاتا بين معضلتين بل هي تطبق استراتيجية محكمة مرسومة منذ مدة ترمي إلى استرجاع كل المساحات من السلطة التي تنازلت عنها كرها وخوفا من تبعات هزات الربيع العربي لسنة ٢٠١١, مع الإستمرار في مصادرة جملة من الحقوق التي سمحت بها سابقا، التقارير الدولية المستقلة تشهد بذلك ولا حاجة للبسط والتذكير بالأرقام والتفاصيل.
انا اتكلم بخلفية تجربة طويلة في إدارة المشاريع الكبيرة جدا .. و سياسة إدارة هذه المشاريع تشبه وزارة مصغرة .. بحيث يدخل
فيها السياسي و الاقتصادي و رهان النجاح .. و أهم سبب بل هو الفرادية الأولى لنجاح اي مشروع هو الشفافية ثم الشفافية في
المسؤوليات .. إلى درجة “العياقة” يعني إلى درجة ابسط الأمور مثل من أمر لسائق أن يستقبل وفدا في المطار … بدون هذا .. كل شيئ
سيمشي في ضبابية كثيفة .. و اليمنى لن تعرف ما تفعله اليسرى .. و الكل على خطأ .. و الكل على صواب .. و المشروع في ستين داهية.
.
بعد تحليل بسيط الخارطة المسؤولية في المغرب نجد أن اول مشكل عندنا يبدأ من الهرم بحيث ترابية المسؤولية هي كالتالي:
.
1: الملك: بضهائر و من خلال مستشارين باسمه
2: المجلس الوزاري: برئاسة الملك و هناك نجد رئيس الحكومة عضو عادي مثله مثل وزير الرياضة.
3: المجلس الحكومي: و أعضاءه كلهم تابعين للمجلس الوزاري الأعلى ترابية بحيث لا يبقى لرئيس الحكومة من سلطة إلى اليسير.
.
يتبع رجاءا 1
تتمة
.
هذا الوضع لا بد ان ينتج أزمات مثل مشاريع الحسيمة .. حيث لم يعلم بها رئيس الحكومة إلا من خلال التلفزيون …
.
و هكذا لا اظن ان شيئا سيتغير .. لانه ضد المنطق الدي لخصه انشتاين حين قال “ادا اعدت نفس التجربة في نفس المناخ، فلا تنتظر
نتائج مغايرة”. و كل الخطب و الوعود لن تنفع … يجب تغيير هيكلة المسؤولية بشفافية تامة.
.
لذلك انا احب لبادي ملكية شبه برلمانية يحتفظ فيها الملك بمسؤوليات لا يستطيع أحد تعويضه فيها … و الباقي في حلبة الاحزاب.
.
انتهى شكرا 2
مجرد توضيح مهم كي لا افهم غلط.
.
لذي تجربة في إدارة المشاريع الكبيرة كعضو من فرقة مدراء متخصصين و ليس كمدير عام او احد نوابه. لست مخضرما إلى هذه
الدرجة. و من خلال هذه التجربة ربما لمست عن قرب كبير احد اسلاب تقدم المانيا في جميع المحالات و اهما الشفافية … و كيف …
استسمح الناشر الجميل على الإطالة في تعليقاتي .. ان الأمر جلل .. رجاءا صبرا جميلا ..
.
لتوضيح اين يكمن الخلل بصراحة و هو في الإرادة اولا .. ثم حسن الادارة التي لا تتم إلا بالإرادة..
.
ساعطي مثالين بتحليل بسيط. مسألة مكتب الماء و الكهرباء و مسألة المقاصة.
.
1: مسألة مكتب الماء و الكهرباء. من غير المسؤول أن يشتغل هذا المكتب و كأنه في جزيرة لوحده.. بدون مراقبة و لا آليات استشعار …
إلى اذا وقف حمار الشيخ في العقبة .. تذكر المكتب أن هناك شيئ يسمى حكومة .. و هو شماعة الاخفاقات .. يأتيه بالمعضلة ..
و يطلب بأدب حل المشكلة .. و بصراحة هو أمر بحل المشكلة و الا سيسمح بالحكومة الأرض …
.
هذا ما وقع قبل سنوات مع الفاسي الفهري مدير المكتب حيث اوصل مجاله إلى قرب الإفلاس… فأتى عند بن كيران …
و كأن هذا الأخير “يده مبروكة” بمعجزة أقنع مستثمرين من كوريا الجنوبية.. و بهذا حلت المشكلة لحد الآن .. و لا مسؤولية
لأي حكومة على الوضع المزري للمكتب.. لكن لكل حكومة المسؤولية لتحمل أخطاء الكفاآت … التقنقراط …
.
و كالعادة مر الأمر و كأنه لا حدث .. لكي لا تزيد شعبية بنكيران .. و لو ان هناك كهرباء في المنازل …
.
يتبع رجاءا 1
تتمة
.
2: مسألة المقاصة. هذه فعلا يجب تحليلها و التمعن في ما جرى .. كي نجد داءا آخر ينخر المغرب …
.
من المعلوم ان الدعم هو اساسا للمحتاجين. لكن لا يصلهم الا اليسير و اغلبه تستفيد منه الطبقة الغنية التي تستعمل اكثر من
خمسة قنينات غاز في الشهر على سبيل المثال.
.
المشكل هو ان ميزانية المقاصة أصبحت عبءا لا يطاق … و يأثر في أمور أخرى… و لا أحد استطاع الاقتراب من هذا الملف.
لا حكومات و لا حتى مستشاري الملك.
.
بن كيران مع مساعديه أوجد حلا متكاملا … و هو رفع الدعم و توجيهه مباشرة الى المحتاجين ..
.
رُفع الدعم … لكن … لكن … الطامة الكبرى هي انه لم يوجه إلى المحتاجين… فمن منع تطبيق الحل متكاملا … ؟
من وقف في “ويل للمصلين … ” من فكر في الوقوف هنا اصلا … ؟
.
و هذا داء آخر ربما قد نسميه ” حسابات سياسوية” …