الرباط ـ «القدس العربي»: ناشد وزير الصحة والحماية الاجتماعية المغربي، البروفيسور خالد أيت طالب، أمس الثلاثاء، في مقر الأمم المتحدة بجنيف، دول العالم من أجل تضافر المزيد من الجهود والمساعي لإنقاذ المنظومة الصحية بشكل عاجل في فلسطين. وشدد الوزير في كلمته باسم المملكة المغربية، خلال أعمال الدورة الـ77 لجمعية الصحة العالمية، على الحاجة الملحة لإنقاذ النظام الصحي في فلسطين الذي يعاني من أوضاع مزرية ومؤسفة.
ووفق بيان تلقت “القدس العربي” نسخة منه، أعرب الوزير عن امتنانه العميق لقيادة منظمة الصحة العالمية ولجميع كوادرها على ما جرى تحقيقه من إنجازات مهمة خلال السنة الماضية لمعالجة العدد المتزايد من الأزمات الصحية والإنسانية التي يشهدها العالم، معرباً عن تقديره الكبير للدور الريادي والفعال للمنظمة وجهودها الحثيثة من أجل تعزيز البنيات الصحية والتنسيق مع مختلف الشركاء.
وأكد الوزير على أهمية المشاركة في هذه الدورة المنعقدة تحت شعار “الجميع من أجل الصحة والصحة من أجل الجميع” الذي يعكس مدى أهمية التعبئة الجماعية لمواجهة التحديات الصحية الراهنة والمستقبلية. ولفت إلى الأزمات الصحية الأخيرة التي واجهها العالم في سياق دولي صعب ومعقد، مشدداً على ضرورة العمل على وضع حد للمخاطر المترتبة عن هذه الأزمات، والاستثمار بشكل أكبر وفعال لتطوير وتعزيز السيادة الصحية الوطنية والقارية.
على صعيد آخر، شهدت العديد من مدن المغرب، مساء الإثنين، وقفات تضامنية مع غزة، دعت إليها “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” تحت شعار “أوقفوا الإبادة الجماعية”، حيث أعرب المواطنون عن استنكارهم واستهجانهم للمجزرة الهمجية الجديدة في حق مخيم النازحين في رفح أمام صمت دولي وعربي مهين.
ورفعت خلال تلك الوقفات شعارات تجدد التضامن اللامشروط مع القضية الفلسطينية وتستنكر التطبيع المشؤوم وتجدد التذكير بحملة مقاطعة السلع الداعمة للكيان ومقاطعة مهرجان “موازين” الغنائي، حسب ما ورد في الصفحة الرسمية للهيئة المذكورة على منصة “الفيسبوك”. وأضاف المصدر نفسه أن الكثير من المشاركين في الوقفات توشّحوا بالكوفيات ورفعوا الأعلامَ الفلسطينية، وكانوا يرددون شعارات قوية تندد بالمجازر اليومية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق أهالي غزة، وكان آخرها المحرقة البشعة التي استهدفت خيام نازحين فلسطينيين في منطقة تل السلطان شمال غرب رفح، والتي خلفت عشرات الشهداء والجرحى ومعها عشرات الجثث المتفحمة، مقطوعة الرؤوس.
كما استنكر المتظاهرون الدعم الأمريكي والغربي للعصابة الصهيونية التي تقتل وتدمر كل شيء دون حسيب ولا رقيب. واستنكروا أيضاً الصمت العربي والإسلامي، وكذا تخاذل الجيوش العربية والإسلامية التي تقف متفرجة، إزاء ما يحدث في غزة، ودعوا السلطات المغربية إلى وقف كل أشكال التطبيع مع إسرائيل، وإلى إسقاط المتابعات القضائية في حق كل المتابعين بتهمة مناصرة القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع.
ولم يفوّت الحاضرون الفرصة للتعبير عن دعمهم الكبير لصمود أهالي غزة، وحيوا عالياً بسالة المقاومة الفلسطينية في صد ودحر العدوان الصهيوني الغاشم، ودعوهم إلى مزيد من الصبر والصمود حتى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر.
ونظراً للحضور الكثيف في الوقفة التي أُقيمتْ في مدينة سطات (التي تفصلها عن الدار البيضاء مسافة تقدر بحوالي 84 كلم) ارتأى المنظّمون تحويلها إلى مسيرة جابت شوارع المدينة، ترددت خلالها شعارات قوية منددة بالتطبيع السياسي، واعتبروه سبب المآسي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وطالبوا بإسقاطه فوراً.
وفي بيانها الختامي، أبرزت الهيئة المحلية لنصرة قضايا الأمة أن الوقفة التضامنية تندرج في سياق التضامن اللامشروط مع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، ودعوا الدول العربية والإسلامية إلى الوقوف إلى جانبه ودعمه بكل الأشكال، وإلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني وكل أشكال التطبيع معه. كما طالبوا المنتظم الدولي بالعمل على وقف الحرب الهمجية والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة. وحمل البيان أمريكا والغرب والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤولية كل الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة.