الرباط – «القدس العربي»: أعرب أمين عام حزب “الحركة الشعبية” المشارك في الحكومة المغربية عن أسفه لكون التحالفات الحزبية قبل الانتخابات تحكمها الأرقام وليس الأيديولوجيا، موضحاً أن حزبه يفضّل الدخول في التحالفات التي تكون قبل الانتخابات، باعتبارها تساعد المواطنين وحتى الأحزاب لمعرفة من سوف يتموقع في الأغلبية ومن سيكون في المعارضة.
ولدى استضافته أمس الثلاثاء من لدن “ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء”، قال امحند العنصر إن المنظومة الانتخابية في المغرب اليوم لا تسمح بأن تكون هناك تحالفات قبْلية، وهو ما يجعل حتى الأحزاب المتقاربة، عندما تقترب الانتخابات تشتغل لوحدها، إلى أن يتم الإعلان عن النتائج، فتبحث عن التحالفات، وهذا خطأ، لأنه بعد الانتخابات يصعب البحث عن حلفاء، يؤكد المتحدث، ويضيف قائلاً إن مثل هذه الأمور هي التي تجعل مكونات الحكومة غير متجانسة، وتضم عدداً كبيراً من الأحزاب.
ولم يخف أمين عام “الحركة الشعبية” تخوفه من الإشكالات التي ستواجهها الأحزاب السياسية، بسبب تنظيم الانتخابات البرلمانية والبلدية في يوم واحد، أيلول/ سبتمبر المقبل. وأوضح أن ذلك سيطرح صعوبات وتعقيدات، إذ سيكون على المواطن التصويت في الوقت نفسه في الانتخابات المحلية والجهوية، وأيضاً في الانتخابات التشريعية، إضافة إلى التصويت على اللائحة الجهوية للنساء.
ولاحظ أن هذه المشكلة ستطرح بالدرجة الأولى في الأرياف، حيث سيكون على الأحزاب توعية الناخبين بشأن كيفية التصويت، وقال إن الأحزاب ستجد “صعوبة في توعية المواطن في العالم القروي حول كيف يصوت”.
وبسط أمين عام “الحركة الشعبية” الترتيبات التقنية المتعلقة بعملية التصويت كما جرى الاتفاق فيها مع وزارة الداخلية، مشيراً إلى أنها تفيد بتخصيص صندوقين في مكتب التصويت نفسه: الأول خاص بالتصويت على الدائرة التشريعية المباشرة، إضافة إلى اللائحة الجهوية النسوية؛ ثم صندوق ثان خاص بالتصويت في الانتخابات المحلية والجهوية بأوراق مختلفة، وقال: “سيكون على المواطن الناخب أن يصوت مرتين في صندوقين في الوقت ذاته”.
وأضاف قائلاً إنه ينتظر نشر مراسيم تحدد شكل ورقة التصويت، بعدما صادقت عليها الحكومة، وقال إن الانتخابات هذه السنة لها خصوصية، فمن جهة ستجري لأول الانتخابات المحلية والتشريعية في يوم واحد، ومن جهة ثانية هناك ظروف الجائحة التي تطرح تحديات بخصوص الحملات الانتخابية. وقال: “نخشى أن تزداد التدابير الاحترازية، بسبب الجائحة، خلال الانتخابات، مما سيحد من الحملات”، لكنه أكد أنه مهما كان، فإن الانتخابات ستجري في وقتها.
على الصعيد الداخلي لحزبه، أبدى امحند العنصر انزعاجه من استقالة عدد من أعضاء المكتب السياسي لحزبه قبيل الانتخابات، مشيراً إلى أن ثلاثة منهم استقالوا من قيادة الحزب في إطار حركة الانتقالات التي تعرفها الأحزاب بارتباط مع تنظيم الانتخابات.
وتطرق إلى استقالة عضو من المكتب السياسي في منطقة الشمال، قائلاً: “إن برلمانياً انتقل إلى حزب آخر، وأخذ معه عضواً في المكتب السياسي”، إضافة إلى أن عضوة في المكتب السياسي استقالت من الحزب، بسبب شعورها بأنها لا يمكن أن تكون في اللائحة الانتخابية. وأحجم عن ذكر أسماء المستقيلين، لكنه انتقد المنظومة الانتخابية واصفاً إياها بـ”غير المستقرة”، واكد أنه “للأسف مع كل انتخابات تقع استقالات من أجل الترحال لأحزاب أخرى”.
في سياق آخر، أعلن امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية المشارك في الحكومة، عن اجتماع قريب لقيادة حزبه بصحافيي جريدة “الحركة” والعاملين في المطبعة من أجل إيجاد حل لتصفية اليومية.
وأقر بأن الإعلام الحزبي في المغرب عموماً ضعيف، مشيراً إلى أنه “خلال الانتخابات سنحتاج إلى الجريدة، ولكن بعدها سنقرر في مصيرها”. قال إن زمن الإعلام الحزبي “انتهى وقته”، مستدلاً بتراجع مبيعات وتداول الصحف الحزبية في المغرب، لافتاً إلى أنه رغم دعم الدولة فإن هذه الإعانة لا تغطي سوى شهر ونصف من الأعباء المالية.