المغرب: تواصل مظاهرات ناشطي ‘البوليزاريو’ بمدن الصحراء واشتباكات مع قوات الامن

حجم الخط
2

الرباط ـ ‘القدس العربي’ ـ من محمود معروف: تتواصل مظاهرات ناشطي جبهة البوليزاريو في مدن صحراوية بعد قرار مجلس الامن الدولي رقم 2099 والاشتباك مع قوات الامن لاظهار ان حقوق الانسان بالمنطقة المتنازع عليها غير محترمة ودعوة المجتمع الدولي للتدخل، بعد تراجع الادارة الامريكية عن مشروع القرار الذي كان ينص على ذلك.
وقالت تقارير صحافية ان المظاهرات المؤيدة لجبهة البوليزاريو التي اندلعت يوم الخميس الماضي، يوم صدور القرار، ما زالت مستمرة وتصاعدت الثلاثاء لتشمل مدينة السمارة بعد ان كانت مقتصرة على مدينتي العيون وبوجدور.
وحاول عشرات الصحراويين التظاهر بشارع السمارة (الشارع الرئيسي بمدينة العيون) لكن التدخل الامني السريع والمكثف والعنيف، حسب موقع صحراء 7، حال دون استمرار المظاهرة بعد سقوط ثلاثة جرحى.
وخرج المتظاهرون بمدينة السمارة بحي العمارات رافعين اعلام جبهة البوليزاريو ومرددين شعارات مطالبة بالانفصال عن المغرب واقامة دولة مستقلة، قبل ان تتدخل قوات الشرطة بزي مدني وترتدي خوذات حديدية وأخرى بزي رسمي لتفريقهم.
ووصف مصدر حقوقي هذا التدخل بالعنيف وسط اصرار كبير من المواطنين على الاستمرار في التظاهر السلمي، وبمدينة الداخلة ردد المتظاهرون شعارات مطالبة باحترام حق التظاهر السلمي وحق تقرير المصير وتدخلت قوات الشرطة و القوات المساعدة لتفريق المتظاهرين.
وقال موقع ‘هبة برس’ ان مدينة بوجدور عاشت ليلة الثلاثاء جوا من التوتر بحي أم لمحار، حيث شهد ذات الحي مواجهات وتراشق بالحجارة بين قوات الأمن وعشرات من الموالين لجبهة البوليزاريو الذين إعتصموا أمام منزل الناشطة سلطانة خيا وعلى أسطح المنازل ورددوا شعارات تدعو للانفصال وتبادلوا تراشق الحجارة مع قوات الأمن التي ظلت متمركزة على بعد حوالى 100متر عن مكان التجمهر.
واوضحت نفس المصادر ان الأحداث بدأت بعيد الساعة السادسة مساء حيث خرجت الناشطة سلطانة خيا من منزلها وجلست وسط الطريق واضعة علم البوليزاريو أمامها وتردد شعارات موالية لجبهة البوليزاريو قبل أن يلتحق بها اخرون وتلاميذ خرجوا من الثانوية المحادية لمنزلها، لتشكل حلقة من عشرات الأشخاص رددوا الشعارات، بعد ذلك تدخلت قوات الأمن من أجل فك الإعتصام الشيء الذي أسفر عن تفريق المعتصمين وعن إصابة سلطانة خيا على مستوى يدها بعدما رفضت الانصياع لأوامر الشرطة، لتدخل الأحداث في سلسلة من المطاردات التي قام بها رجال الأمن لم تسفر عن اعتقال أي شخص.
وقال مسؤول امني كبير بمدينة العيون ان قوات الامن تكتفي بتفريق المتظاهرين وتجنب اية اصابات في صفوفهم واخلاء الشارع العام لتأمين السير وهو ما يتسبب في وقوع اصابات في صفوف رجال الامن.
وخلفت الأحداث التي شهدتها مدينة العيون خلال الأيام الثلاثة الأخيرة 70 جريحا في صفوف القوات الامنية المغربية حسب حصيلة مؤقتة أعلن عنها الثلاثاء عبد الباسط محتات والي أمن العيون.
وقال إن مجموعة من الأشخاص يعملون لحساب جهات أجنبية تظاهروا مستخدمين أعلام كيان وهمي ومرددين شعارات معادية للمغرب، مؤكدا أن قوات حفظ الامن أبانت عن ضبط نفس كبير لكن حدثت تجاوزات من قبيل إغلاق الشارع العام والاعتداء على وحدات قوات الامن واستعمال قنابل حارقة وإحداث خسائر في الممتلكات العامة والخاصة ما تطلب يضيف محتات تدخلا لقوات الامن في إطار الاحترام الكامل للاجراءات الجاري بها العمل .
وأوضح أن تدخل القوات العمومية كان تحت مراقبة وبترخيص من النيابة العامة وكانت له طبيعة تحذيرية مضيفا أن قوات الامن تصرفت في إطار المشروعية والشفافية التامتين.
وقالت وزارة الداخلية المغربية ان تقريرا للجمعية المغربية لحقوق الانسان حول تظاهرات العيون يتضمن مغالطات ومعطيات غير دقيقة واتهامات خطيرة ومجانية لقوات الأمن العمومية بهذه المدينة.
وسجلت في بيان ارسل لـ’القدس العربي’ أن مسؤولي الجمعية المذكورة لم يكلفوا أنفسهم عناء الاتصال بالمصالح الأمنية المعنية أو الاطلاع على البلاغات التي أصدرتها السلطات العمومية في الموضوع قصد التأكد من صحة الأخبار التي ترد عليهم، بل على العكس من ذلك اكتفوا بنقل مزاعم وادعاءات دون تمحيص أو تدقيق مما ينزع عن هذا التقرير طابع المصداقية والموضوعية الذي يفترض أن يكون قاعدة العمل الحقوقي المسؤول.
ويستنتج منه أن هدف معدّيه هو تبخيس عمل قوات حفظ النظام العام ووصفها بأقدح النعوت واتهامها بارتكاب أشنع الأعمال، وبالتالي تحميلها كامل المسؤولية في كل ما وقع بمدينة العيون
واوضح البيان أن الأقلية القليلة، والمعروفة باسم ‘انفصاليي الداخل’، أصيبت بصدمة بعد صدور قرار مجلس الأمن بعدم توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مجال حقوق الإنسان، وبإيعاز من بعض الجهات الأجنبية المتطرفة التي حلت بالمنطقة مؤخرا شرعت في استفزاز قوات حفظ الأمن بتصعيد أعمال العنف لإثارة الانتباه، مع حبك سيناريوهات أصبحت مألوفة ومكشوفة من قِـبَـل التظاهر بالإغماء واختلاق وقائع الاعتداء والاختطاف لتوظيفها في حملاتها الدعائية.
واعربت وزارة الداخلية عن استغرابها لاغفال تقرير الجمعية الحقوقية الحديث عن الإصابات المسجلة بين أفراد قوات حفظ النظام و استهدافهم خاصة من خلال محاولة دهسهم بواسطة سيارات رباعية الدفع كان يسوقها أصحابها بسرعة مفرطة
واكدت أن تدخل قوات حفظ الأمن لتفريق المظاهرات التي يكون من شأنها عرقلة حركة السير والجولان وإرباك الحركة التجارية بكل أشكالها يتم دائما في احترام تام للمقتضيات القانونية والإجراءات الجاري بها العمل في تفريق التظاهرات، كما أنه يرمي إلى حماية المواطنين والحفاظ على ممتلكاتهم.
سياسيا حذر مسؤول مغربي سابق من الارتكان الى سحب الولايات المتحدة الامريكية والاطمئنان لان امكانية تحريك الادارة الامريكية لمسألة حقوق الانسان يبقى واردا.
وقال محمد اليازغي، نائب رئيس الحكومة المغربي السابق العام للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي رقم يعد بمثابة سيف ‘ديموقليس’ مُسلَّط على رقبة المغرب، لكونه يضم فقرة توصي المغرب على احترام حقوق الإنسان في الصحراء.
وحول ما إذا كان المغرب قد اجتاز مازق فرض مراقبة دولية لحقوق الانسان عليه و’انتصاره’ الدبلوماسي لدى تدبيره لمستجدات ملف الصحراء، نقل موقع ‘هسبرس’ عن اليازغي بأن النزاع لم ينته بعد، ولا يتعين أن يرتاح المغرب ويجلس هانئ البال فقط لأن المقترح الأمريكي القاضي بتوسيع مهام ‘المينورسو’ لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء قد تم التراجع عنه.
وشدد الوزير السابق على أن مسؤولية الحكومة الحالية ثابتة في أن تواكب ملف الصحراء ومستجداته بكل جدية وحزم، اذ ‘يتعين على هذه الحكومة أن تستجيب لتوصيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وليس فقط إطلاق تصريحات تمدح المجلس من أجل الاستهلاك الخارجي’.
واكد أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان (رسمي) يلعب دورا أساسيا في مسألة تقييم الوضع الحقوقي بالصحراء، خاصة في العيون والداخلة، لكن ‘الحكومة لم تستجب للأسف لتوصيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان’.
وحول ما ابرزه الاعلام المغربي من ان دبلوماسية الملك محمد السادس تفوقت بشكل جلي على دبلوماسية الحكومة ودبلوماسية البرلمان والمجتمع المدني في حسم المشكلة المثارة أخيرا حول توسيع مهام المينورسو، أجاب اليازغي بأن ‘المهم هو أن المغرب استطاع أن يكسب نقطة لصالحه بعدم المصادقة على ذلك المقترح الأمريكي’، قبل أن يسترسل بأن ‘رئيس الحكومة كان بإمكانه أن يتحرك لحل هذه المعضلة بشكل مبكر وناجع، لكنه للأسف لم يفعل، ورغم ذلك فالأهم ليس هو هذا الأمر بقدر ما حققه المغرب في هذا الاتجاه’.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول sahrawi amazighi:

    واهم من يضن أن المغرب سيتخلى عن صحرائه ولو تطلب الأمر بلقنة شمال إفريقيا كله ،لنكن موضوعيين وواقعيين أليس كل دول شمال إفريقيا لها صحراء ؟أيعقل أن يكون هناك شعب فقط في الصحراء المغربية من دون غيرها ؟أنا أمازيغي يمكنني كذالك أن أطالب برحيل العرب من شمال إفريقيا كله بما فيه الصحراويون ؟ وسأجد حتما من يوافقني ويدعمني ماليا وعسكريا وسياسيا لكن هل هذا هو عين العقل ؟ كلنا لنا تحفضاتنا على النظام المغربي الذي هو في كل الأحوال أرحم من عسكر الجزائر ومن أغلب الأنظمة في منطقتنا ،البولزاريو أنشئت لمنع قيام مغرب كبير يتمتع أهله بالإستقرار والرخاء وهي تتاجر بالصحراويين المغاربة خاصة المحتجزين بتندوف .أملي كبير في عقلاء الصحراويين لكي يسحبوا البساط من تحث أقدام البولزاريو لأن الوضع الراهن ليس في مصلحة أحد .المسألة ليس كما يسوق لها البعض وأغلب المماليك التي حكمت المغرب أتت من جنوبه ولم تكن قط في يوم من الأيام دولة في جنوب المغرب اللهم في عقول عسكر الجزائر وصنيعته البولزاريو .

  2. يقول عبد العالي المرابط:

    تظاهر عشرات هنا وعشرات هناك ، هل هذا يدل على أن الصحراويين يريدون الإنفصال ، أم فقط شردمة مدعومة من بعظ المنظمات التي لا زالت تسعى لتمزيق الممزق وتقسيم المقسم ؟
    فكيف يعقل أن تقام دولة على مساحة بحجم دولة مثل أنجلترا ل150 ألف شخص ،غالبيتهم من الرحل .
    من المحزن أن نرى بعض القوميين العرب يسقطون في فخ الشعارات الجزائرية ويساندون حركة إنفصالية في بلد عربي. ويقومون بنشر مثل هذه السموم تحت شعار حرية التعبير . فكما يقول المثل الشيطان يختبئ في التفاصيل.

إشترك في قائمتنا البريدية