الرباط: تختلف مظاهر التضامن مع فلسطين داخل المجتمع المغربي، وتتوحد في ارتباطها بالقضية روحا ووجدانا.
وتوزعت هذه المظاهر ما بين الوقفات والمسيرات التضامنية مع غزة، ورسم أفكار وقضايا حول فلسطين من طرف العديد من المؤلفين والباحثين.
وللرياضة نصيب في هذا الدعم، من خلال نجوم المنتخب المغربي لكرة القدم “أسود الأطلس”، الذين يعبرون عن تضامنهم، والجمهور الذي يردد هتافات داعمة، فضلا عن مواصلة التدوين عن القضية رغم حظر الحسابات بمنصات التواصل الاجتماعي.
احتجاج
منذ اندلاع الحرب ضد غزة، انطلقت شرارة الوقفات والمسيرات التضامنية مع غزة.
وتتواصل الاحتجاجات الداعمة للقضية الفلسطينية، والتي شملت الكثير من المدن.
والأحد الماضي، تظاهر عشرات الآلاف من المغاربة، بالعاصمة الرباط، في مسيرة احتجاجية، دعما لفلسطين وقطاع غزة.
وفي نفس اليوم نظمت نشطاء مسيرة مماثلة بمدينة مراكش (شمال).
كما تم تنظيم أزيد 100 وقفة يوم الجمعة الماضي في 52 مدينة، دعما لفلسطين وقطاع غزة، والتي ازدادت حدتها مع استهداف مستشفى المعمداني بغزة.
ونظمت هذه الوقفات عدة هيئات غير حكومية مثل الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، والجبهة المغربية لدعم فلسطين..
وشملت الوقفات التضامنية مع فلسطين العديد من الفئات المهنية والطلابية في البلاد، مثل المحامين والطلاب والمهندسين والنقابات.
فكر
لا يزال العديد من المؤلفين المغاربة يعملون على رسم أفكار وقضايا حول فلسطين، سواء على المستوى التاريخي ودحض الرواية الإسرائيلية، أو على مستوى الفكري والروائي.
كما تم تنظيم عدد من الندوات واللقاءات التي تهدف التوعية بالقضية الفلسطينية، والتحسيس بأهمية دعم هذا الشعب الذي يتعرض لكل أنواع الاضطهاد.
ويواصل الباحثون والمفكرون في تقديم وجهات نظرهم، سواء بالإعلام المحلي أو الأجنبي من أجل إيصال حقيقة ما يجري في فلسطين، خاصة في ظل تواصل الدعاية الغربية لإسرائيل.
هاشتاغ
يواصل المغاربة دعم القضية الفلسطينية من خلال العديد من الوسوم(هاشتاغ)، رغم الحظر الذي تتعرض لهم حساباتهم من طرف منصات التواصل الاجتماعي، مثل الفيسبوك.
ومن الوسوم التي تم تداولها “غزة رمز العزة”، و”اطردوا ممثل الكيان الصهيوني من المغرب”..
كما يساهم المغاربة في عمليات الدعم بلجنة القدس، إما عن طريق التحويلات المالية أو عبر الصناديق التي توفرها اللجنة بعدد من الأسواق الكبرى في البلاد.
وتعتبر وكالة بيت مال القدس الشريف(يوجد مقرها في المغرب)، الذراع الميدانية للجنة القدس، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي.
وتعنى لجنة القدس بدعم القدس من خلال بناء المستشفيات ومراكز الاجتماعية والتعليمية وتنظيم أنشطة أخرى لفائدة المقدسيين من أجل حماية حقوقهم وتعزيز صمود أهلها في مواجهة الاحتلال.
كما شاركت العديد من الأسر المغربية في إفطارات يومي الاثنين والخميس. واجتمعت بعض الأسر على موائد حاملين أعلام فلسطين، مع الدعاء لفائدة الشعب الفلسطيني.
للرياضة نصيب
عبر عدد من نجوم المنتخب المغربي لكرة القدم “أسود الأطلس”، عن تضامنهم مع فلسطين وقطاع غزة.
جاء ذلك من خلال منشورات على حساباتهم بمنصات التواصل الاجتماعي، أبدوا فيها دعمهم لغزة ورفضهم للقصف الإسرائيلي.
وحذر الدولي المغربي حكيم زياش، لاعب فريق غلطة سراي التركي، من “التضليل الإعلامي الغربي حول ما يجري في فلسطين”.
وكتب زياش، عبر حسابه بإنستغرام، مقولة الناشط الحقوقي مالكوم إكس: “إذا لم تكن حذرا، فإن الصحف ستجعلك تكره الأشخاص الذين يتعرضون للاضطهاد، وتحب من يمارسون القمع”.
وأرفق منشوره بصورة للدمار الذي تعرضت له غزة، تعبيرا عن تضامنه مع الفلسطينيين.
بدوره، أعرب لاعب بايرن ميونيخ الألماني نصير مزراوي، دعمه لفلسطين، ونشر صورة للأقصى مرفوقة بالآية القرآنية: “وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ”.
وجراء ذلك، تعرض مزراوي لضغط وهجوم بعد هذا التضامن مثل ما وقع لنصير مزراوي، بل وصل الأمر إلى عقد لقاء معه من طرف إدارة النادي، وعدم مشاركته في التدريبات.
ومن بين اللاعبين الذي أعربوا عن دعمهم الدولي المغربي سفيان بوفال، لاعب الريان القطري، والدولي المغربي زكريا أبو خلال، لاعب نادي تولوز الفرنسي، وعبد الحميد الصابري لاعب الفيحاء السعودي، فنشر صورة له في نهائيات مونديال قطر 2022، في حسابه عبر نفس المنصة وهو مرتديا العلم الفلسطيني، تعبيرا عن تضامنه مع أهل غزة.
وسبق للمنتخب المغربي أن رفع العلم الفلسطيني عندما وصل إلى المربع الذهبي خلال مونديال قطر.
كما تداول المغاربة أغنية “رجاوي فلسطيني” على منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي..
والأغنية، التي أصدرها جمهور نادي “الرجاء” الرياضي المغربي سنة 2019، تساند الشعب الفلسطيني وتطالب بالحرية لفلسطين والقدس. وعرفت تداولا كبيرا بالتزامن مع استمرار العدوان على غزة.
ومن بين كلمات الأغنية “ما نسمح فيك (لن أفرط) يا غزة، مالكري عليا بعيدة (على الرغم من بعدك عني)”.
وتضيف: “يا رفح ورام الله أمتنا راها مريضة (مرّضوها بالمشاكل وفساد الحكومات).
(الأناضول)