الرباط ـ «القدس العربي»: مع اقتراب العام الدراسي الجديد في المغرب، كثر الحديث عن ضرورة تطعيم الطلاب والتلاميذ، من هم في سن 12 عاماً فما فوق، فيما طالب الآباء بإجراءات الكشف السريع عن هذه الفئة قبل التطعيم، بينما طرحت مصادر احتمال توجه المغرب نحو اعتماد جرعة ثالثة من اللقاح.
ونقلت صحيفة “بيان اليوم” في عدد أمس الإثنين، عن مزيان بلفقيه، رئيس قسم الأمراض السارية في مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض، قوله إن استراتيجية وزارة الصحة المغربية مرنة وتواكب المعطيات والمعلومات والدراسات العلمية المنجزة في هذا الصدد، مشدداً على أهمية تطعيم الأطفال ما بين 12 و17 سنة للتمكن، في أقرب الآجال، من تحصين 80 في المئة من الساكنة قصد تحقيق المناعة الجماعية المرجوة.
في السياق نفسه، أوضح البروفيسور عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية المكلفة بمحاربة الوباء، إن الهدف من تطعيم هذه الفئة في جميع بلدان العالم هي كسر سلسلة تفشي المتحور “دلتا” ولا سيما مع العام الدراسي الجديد. وكتب في صفحته على “فيسبوك”: “أتفهم مخاوف الكثيرين وتردد البعض ومناهضتهم لعملية التطعيم. لذا، يجب القيام بعمل تواصلي لشرح أهمية العملية وأنها آمنة للأطفال كما كانت أمنة للكبار”. وكشف أنه سيعطي اللقاح لابنته ذات الأربعة عشر ربيعاً، كما فعل ابنه ذو الثامنة عشرة، لأنه يؤمن بأن هذه اللقاحات ناجعة وآمنة.
وأفادت صحيفة “الاتحاد الاشتراكي” أن عدداً من آباء وأمهات التلاميذ طالبوا بإجراء اختبارات الكشف السريع لأبنائهم وبناتهم قبل التطعيم، في ظل انطلاق حملة وطنية موجهة إلى الطلاب المتراوحة أعمارهم بين 12 و17 سنة.
وأضافت أن عدداً من آباء وأمهات التلاميذ نقلوا عدداً من الأسئلة إلى الصحيفة نفسها ترتبط بنجاعة اللقاح في صفوف الفئات العمرية الصغيرة وسط تخوفات من مضاعفات محتملة في ظل غياب أجوبة مطمئنة، بالإضافة إلى هواجس من إمكانية تطعيم أطفال مصابين بالفيروس، خاصة أن صغار السن لا تظهر على أغلبهم أي أعراض، وما يمكن أن ينجم عن هذه الخطوة من تبعات صحية، وهو ما جعل العديد من الأسر تطالب باختبارات الكشف السريع قبل التطعيم، رفعاً لأي لبس وتفادياً لكل ما لا تحمد عقباه.
يأتي ذلك وسط احتمال أن يتوجه المغرب نحو اعتماد جرعة ثالثة من اللقاح معززة للمناعة ضد فيروس «كورونا»، في حال ما أكدت الدراسات العلمية جدوى الجرعة الثالثة.
ولاحظت صحيفة “العَلم” أن بعض الشائعات كانت وراء امتناع بعض المواطنين عن أخذ الجرعة الثانية من لقاح «أسترازنيكا». وأوردت تصريحاً للبروفيسور عبد الفتاح شكيب، عضو اللجنة العلمية والتقنية للقاح، قال فيه إن السبب الداعي إلى إصدار وزارة الصحة بلاغاً يهم الأشخاص الذين أخذوا في وقت سابق الجرعة الأولى من لقاح “أسترازنيكا”، هو عدم التزام عدد منهم بأخذ الجرعة الثانية. والسبب في ذلك، وفق الخبير نفسه، هو تصديقهم خرافات وشائعات تروج بين مختلف أوساط المغاربة عن لقاح “أسترازنيكا”، التي طالت حتى اللقاحات الأخرى، مشيراً إلى أنه بالرغم من أمان اللقاح والوضعية الوبائية الخطيرة التي تشهدها المملكة، فقد فضل بعض المواطنين عدم التوجه لأخذ اللقاح، غير آبهين بما سيترتب عن ذلك من كوارث، ستطالهم وتطال الأشخاص المحيطين بهم، خاصة مع الارتفاع الكبير في صفوف حالات الإصابة بفيروس “كورونا”.
وقال البروفيسور عبد الفتاح شكيب، إن السلطات الصحية حثت الأشخاص الذين تأخروا في أخذ الجرعة الثانية على التوجه إلى مراكز التطعيم قبل 28 من الشهر الجاري، مشيراً إلى أنهم إن لم يتلقوا الجرعة الثانية، سيتم استعمالها لتطعيم أشخاص آخرين لم يلقحوا بعد.
على صعيد مستجدات الحالة الوبائية في المغرب، أعلن مساء أول أمس الأحد عن تسجيل 4661 إصابة جديدة بـ(كوفيد-19)، و7641 حالة شفاء، و115 وفاة، خلال 24 ساعة.
وبلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح 17 مليون و288 ألفاً و54 شخصاً، فيما بلغ عدد الملقحين بالجرعة الثانية 12 مليوناً و911 ألفاً و722 شخصاً. ورفعت الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس، العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 810 آلاف و949 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 آذار/ مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 724 ألفاً و545 حالة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 11 ألفاً و792 وفاة، ووصل مجموع الحالات النشطة إلى 74 ألفاً و612 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة خلال 24 ساعة 336، ليصل مجموع هذه الحالات إلى 2467، منها 77 حالة تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. وبلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ(كوفيد-19) 51,8 في المئة.