الرباط: منذ إعلان المغرب وإسرائيل، في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، كثّف البلدان تعاونهما العسكري بوتيرة متسارعة.
ترصد وكالة “الأناضول” في هذا الإطار أبرز ملامح التعاون العسكري بين الرباط وتل أبيب، منذ عودة علاقاتهما، بعد تجميدها من جانب المغرب، عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر/ أيلول 2000.
في 12 سبتمبر 2022، دشنت الرباط مرحلة جديدة نحو تعزيز التعاون العسكري مع تل أبيب، عبر زيارة وصفت بـ “غير المسبوقة” للمفتش العام للقوات المسلحة المغربية (الجيش) بلخير الفاروق إلى إسرائيل، شارك خلالها في مؤتمر دولي حول الابتكار في المجال العسكري.
في اليوم التالي، جرت مراسم استقبال رسمية للمسؤول المغربي في مقر قيادة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بتل أبيب، برئاسة قائد الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي.
وبحسب بيان للقيادة العامة للجيش المغربي، فقد بحث الفاروق وكوخافي سبل تعزيز التعاون بين الجيشين وتوسيعه ليشمل مجالات التكنولوجيا والابتكار.
وعلى مدار نحو عامين، تبادل المسؤولون العسكريون المغاربة والإسرائيليون الزيارات، وجرى توقيع عدد من مذكرات التفاهم، وأبدى المغرب اهتمامه بإقامة مشاريع مشتركة مع إسرائيل في مجال الصناعات الدفاعية.
نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، وقّعت إسرائيل والمغرب مذكرة تفاهم أمنية خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأولى إلى الرباط، بهدف تنظيم التعاون الاستخباراتي والمشتريات الأمنية والتدريب المشترك.
ووفق موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري آنذاك فإن “هذا أول اتفاق من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية”.
وحينها، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن غانتس والوزير المغربي المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي وقّعا “مذكرة تفاهم دفاعية رائدة”.
ولم تُشر وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى “بيع أسلحة” للمغرب، كما لم تُلقِ الضوء على تفاصيل الاتفاق.
لكن وسائل إعلام إسرائيلية، بينها هيئة البث وموقع “إسرائيل 24” (حكوميان) والقناة 12 (خاصة)، تحدثت عن تفاصيل صفقة سلاح تبيع تل أبيب بموجبها صناعات عسكرية متطورة للرباط.
وأفادت بأن الجانب الأهم في الاتفاقية لا يتمثل في “صفقة السلاح”، بل في الاتفاق على “التعاون الأمني والدفاع المشترك” غير المسبوق بين إسرائيل ودولة عربية.
وتحت عنوان “هذه هي الأسلحة التي سيحصل عليها المغرب من إسرائيل”، ذكر موقع “إسرائيل 24″، في 25 نوفمبر 2021، تفاصيل الصفقة.
وقال الموقع (حكومي) إن “عملية بيع الأسلحة الإسرائيلية للمغرب ستشمل طائرات بدون طيار وأنظمة مضادة للصواريخ، وتحديث بعض طائراته المقاتلة بتقنيات إسرائيلية ونقل تكنولوجيا لتطوير وتصنيع أنواع محددة من المُسيّرات محليا وشراء نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي باراك 8 ودراسة إمكانية تطوير مقاتلات F5”.
ووصفت القناة “12” الإسرائيلية ما جرى بأنه “حدث مذهل من الناحية الإستراتيجية”، وكشفت، في 25 نوفمبر 2021، عن توقيع إسرائيل والمغرب صفقة أسلحة بمئات الملايين من الدولارات.
وتابعت: “حضر ممثلو حكومة الرباط إلى الاجتماعات مع غانتس وبحوزتهم لائحة محترمة للأسلحة التي أرادوا شرائها: الطائرات بدون طيار ورادارات وأنظمة اعتراض المُسيّرات وتحييدها وتحديث طائرات F5 التي تستخدمها القوات الجوية المغربية”.
ورسميا، لم تؤكد إسرائيل ولا المغرب نبأ صفقة الأسلحة، كما لم ينفها البلدان.
وفي 25 مارس/ آذار الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي توقيع مذكرة تعاون عسكري مع المغرب خلال أول زيارة عسكرية رسمية إسرائيلية إلى المملكة.
وقال الجيش، في بيان، إن التوقيع جاء خلال زيارة كل من رئيس هيئة الإستراتيجية والدائرة الثالثة بالجيش تال كالمان وقائد لواء العلاقات الخارجية آفي دافرين وقائد لواء التفعيل في هيئة الاستخبارات (لم يكشف هويته) إلى المغرب.
وأفاد بأن هؤلاء القادة التقوا المفتش العام للقوات المسلحة المغربية بلخير الفاروق، واتفق الجانبان على “عقد لجنة عسكرية مشتركة للتوقيع على خطة عمل مشتركة، كما تم بحث فرص المشاركة في تمارين دولية مشتركة”.
وفي 3 يوليوز/ تموز الماضي، أعلن رئيس البعثة الإسرائيلية في المغرب دافيد غوفرين (استدعته تل أبيب بسبب شبهة فساد وتحرش جنسي بداية سبتمبر 2022)، مشاركة بلاده لأول مرة في مناورات “الأسد الإفريقي 2022” في المغرب بين 20 و30 يونيو/حزيران الماضي.
وقال غوفرين، عبر حسابه على تويتر: “لأول مرة بالمغرب شارك ممثل وزارة الدفاع الإسرائيلية وضباط من الجيش الإسرائيلي الخميس 30 يونيو، بصفتهم مراقبين في المناورة العسكرية الدولية “الأسد الإفريقي 2022″ بقيادة القيادة الإفريقية للجيش الأمريكي (أفريكوم) والجيش الملكي المغربي”.
واعتبر “مشاركة إسرائيل في هذه العملية خطوة جديدة وإضافية من شأنها توطيد العلاقات الأمنية بين وزارتي الدفاع وجيشي المغرب وإسرائيل”.
ولم يصدر أي تعقيب رسمي من المغرب بشأن تصريحات غوفرين.
و”الأسد الإفريقي” تمرينات عسكرية مشتركة ينظمها الجيشان المغربي والأمريكي سنويا، وتعدّ أكبر مناورات عسكرية في إفريقيا.
وفي 20 يوليوز/ تموز الماضي، أعلن الجيش المغربي اهتمامه بإقامة مشاريع مشتركة مع إسرائيل في مجال الصناعات الدفاعية.
والتقى آنذاك الوزير المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي مع رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي في الرباط. وكانت هذه أول زيارة رسمية يجريها كوخافي للمغرب واستمرت ثلاثة أيام.
وقالت قيادة القوات المسلحة المغربية، عبر بيان، “في مجال الدفاع، وفي أفق إرساء أسس الصناعة الدفاعية المحلية، أكد لوديي اهتمام إسرائيل بإقامة مشاريع مشتركة في مجال الصناعات الدفاعية بالمغرب”.
وإثر استئناف العلاقات بين البلدين، تم افتتاح مكتب للاتصال الإسرائيلي في المغرب، خلال زيارة قام بها وزير الخارجية يائير لبيد إلى الرباط في أغسطس/ آب الماضي.
والمغرب توقع اتفاقا لاستئناف تطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال عام 2020، بعد تطبيع الإمارات والبحرين والسودان، فيما ترتبط مصر والأردن باتفاقيتي سلام مع إسرائيل منذ 1979 و1994 على الترتيب.
(الأناضول)
المغرب يحارب منذ ما يقرب من خمسين سنة ومن يحاربه ليست إسرائيل بل دولة ضحى المغاربة باموالهم ودماءهم من أجل استقلالها…من حق المغرب ان يدافع على وجوده موحدا من طنجة إلى الكويرة بكل الوسائل حتى وان اقتضى الحال التحالف مع الشيطان
ماكان المغرب سيحتاج إلى إسرائيل أو غيرها لولا الجار المسلم العربي الأمازيغي عليه.
“تحرير الأرض” لا يكون بالإستعانة بمحتل مغتصب