قبل أيام انطلق هاشتاغ «أخنوش ارحل» على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وحقق الاتجاه (التراند) أرقاما عالية قاربت على المليون، وانضم إلى «الهاشتاغ» فنانون ورياضيون، وعدد مهم من الشخصيات التي كانت في العادة تختار الحياد.
هذا «الهاشتاغ» الذي ركز على قضية محورية (ارتفاع أسعار المحروقات واتهام حكومة أخنوش بتعارض المصالح) أثار كثيرا من الأسئلة حول واقع السياسة في المغرب، والاتجاهات التي يمكن أن يأخذها، وما إذا كانت الجهات العليا قد شعرت بعجز الحكومة، وإمكانية إحداث تغيير في بنيتها (تغيير جزئي في السياسة) أو المضي نحو تغيير كلي بإحداث انتخابات سابقة لأوانها.
ثمة مسألتان زادتا من تعقيد المشكلة، الأولى هي أن الحكومة لم يتجاوز عمرها السياسي بعد ثمانية أشهر، والثانية، تتعلق بمصداقية «الهاشتاغ» والجهات القائمة عليه.
رئيس الحكومة الأسبق، السيد عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كان قد صرح قبل أربعة أشهر، بأنه غير متفق تماما مع شعار: «أخنوش ارحل» وأن الرسالة السياسية التي ستصل إلى العالم عبر إنهاء العمر السياسي لحكومة لم تتجاوز بعد أربعة أشهر (وقتها كان أربعة أشهر فقط) هو أن المغرب يعيش أزمة هشاشة سياسية، وأن هذا غير مقبول في ظل الظروف الدولية والإقليمية التي تواجهها البلاد.
لحد الآن، السيد عزيز أخنوش، لم يخرج بأي تصريح يرد فيه على الحملة التي تستهدفه في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. فقط أنصاره والمقربون إليه، يحتجون بتحليل أجراه أحد الخبراء الأجانب حول «الهاشتاغ» يزعم فيه أن هناك حسابات غير حقيقية ساهمت في هذه الحملة، وأن «الهاشتاغ» لا يعكس الواقع.
لكن الطريقة التي واجه بها جمهور مهرجان «تينمار» الذي يقام في سوس، المنطقة التي ينحدر منها السيد عزيز أخنوش، تشكك في تحليل مثل هؤلاء الخبراء، وتطرح سؤال علاقة السياسي بالتقني، وما إذا كان الخبير نفسه يؤدي خدمة سياسية لحزب سياسي، استطاع في الحملة الانتخابية الأخيرة أن يعقد صفقات مع وسائل التواصل الاجتماعي الكبرى، من أجل منع أي وسم أو حملة تمسه، وتمرير مقتطفات من حملة حزبه الحزبية في محتويات الفيسبوك واليوتيوب والتويتر.
والواقع، أن هذه الأسئلة الجانبية، لا تعادل السؤال المحوري الذي يؤطر محور النقاش العمومي، وهو موضوع ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب، والسلوك الذي تتعامل به شركات المحروقات في الإعلان عن الرفع والخفض بالأسعار، إذ كلما ارتفعت أسعار النفط دوليا يأتي الإعلان عن رفع الأسعار دون احترام أي آجال زمنية لذلك، بينما لا يتم خفض السعر حتى ولو اطرد انخفاض الأسعار لأيام قد تصل للأسبوعين كما سجل مؤخرا.
السؤال المحوري، الذي يؤطر النقاش العمومي في المغرب اليوم، هو أن جميع دول العالم أعلنت انخفاضا في أسعار المحروقات، واتخذ بعضها إجراءات مختلفة لرفع المعاناة عن المواطنين، بما في ذلك خفض نسبة الضريبة كما حدث في فرنسا، أو تقديم خدمات نقل مجانية على القطار كما حصل في إسبانيا، أو تدخل السلطة بخطاب صارم ضد شركات المحروقات التي تستغل الأزمة لتحقيق أرباح فاحشة على حساب المواطنين كما حصل في كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
بعض الخبراء في المجال الاقتصادي، أجروا العمليات الحسابية التي تستحضر جميع المكونات التي تحدد تركيبة السعر، وانتهوا في خلاصاتهم إلى وجود اغتناء غير مشروع لشركات المحروقات باستغلال أزمة ارتفاع أسعار المحروقات
بعض الخبراء في المجال الاقتصادي، أجروا العمليات الحسابية التي تستحضر جميع المكونات التي تحدد تركيبة السعر، وانتهوا بخلاصاتهم إلى وجود اغتناء غير مشروع لشركات المحروقات باستغلال أزمة ارتفاع أسعار المحروقات.
المعارضة السياسية، تبنت خطابين اثنين، ركزت في الأول، على عجز الحكومة عن اتخاذ أي إجراءات جدية لرفع المعاناة عن الناس، والاستسلام الكلي للوبيات شركات المحروقات، وتعزيز الشكوك حول وجود تضارب مصالح، وانتقدت في الخطاب الثاني عدم وجود أي تواصل من جهة الحكومة، حتى يتم شرح المعطيات بالأرقام، للمواطنين، ولم لا يتم إجراء مناظرات حول سعر المحروقات، حتى يتضح إن كان هناك فعلا تضارب مصالح؟ أم أن تركيبة السعر المعمول بها في المغرب هي ما يفسر ارتفاع الأسعار في هذا المناخ الدولي المشحون بالحرب الروسية على أوكرانيا.
جبهة الدفاع عن مصفاة «لاسمير» ما فتئت توجه انتقادات حادة للحكومة بوجود تضارب مصالح، وأن إنهاء عمل المصفاة، كان يخدم لوبيات المحروقات، التي أضحت تتحكم في السعر ويتواطأ بعضها مع بعض من أجل عدم خفضه، بل باتت تؤكد منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا جدية ومصداقية انتقاداتها، وتعتبر أن وجود المصفاة، كان سيوفر للمغرب فرصة لشراء النفط الخام بأسعار مشجعة، وأن ذلك كان سيدفع إلى انخفاض مهم في الأسعار.
وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، السيدة ليلى بن علي، اضطرت قبل أيام أن تعلن في مجلس النواب أن الحكومة تفكر في خيارات تشغيل المصفاة، وكانت قبلها، قد صرحت بأن المصفاة لم تعد ضرورية، وأن التطورات التي حصلت في عالم الطاقة، تجاوزت الأشكال التقليدية التي كان يعمل بها في السابق.
تغير في الموقف، لم يصاحبه تبرير علمي، لكنه، في الواقع، يفسر درجة حساسية موضوع ارتفاع أسعار المحروقات في حقل السياسة في المغرب هذه الأيام، فالأرجح أن السلطة السياسية، باتت تستشرف سيناريوهات سلم اجتماعي مهدد، بسبب الاطراد في ارتفاع أسعار المحروقات، وأن التحديات التي تفرضها استمرار وتيرة الصراع بين روسيا والغرب، يمكن أن يؤدي بالأسعار إلى ارتفاعات جنونية لا يمكن تحمل كلفتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
المحكمة الدستورية سبق لها أن أعلنت مؤخرا إسقاط ثلاثة برلمانيين، والإعلان عن إجراء انتخابات برلمانية جزئية في كل من مديونة والحسيمة وعين الشق بالدار البيضاء، وقد أعلنت قبل يومين، إسقاط برلمانيين آخرين في كرسيف.
هذا التواتر في الإعلان عن سقوط برلمانيين والدعوة لانتخابات برلمانية جزئية، يرجح وجود رغبة للسلطة في البلاد لجس نبض الشارع حول أداء الحكومة، وما إذا كانت نتائج الانتخابات البرلمانية الجزئية، تمثل اتجاها عقابيا للحكومة، لكنه في الوقت نفسه، يقرأ من قبل السياسيين، بأن الخيار الوحيد لتغيير السياسة في المغرب، يتم من خلال الانتخابات، وليس أي شيء آخر.
الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سبق أن أكد هذا التوجه، منتقدا بشدة فكرة التغيير الاحتجاجي للحكومة، أي إسقاط الحكومة عبر الاحتجاجات، داعيا إلى احترام المؤسسات، معتبرا أن الطريق الوحيدة لتغيير الحكومة، هو أن يمارس الملك صلاحياته، وأن تتم الدعوة إلى انتخابات سابقة لأوانها.
الحكومة أعلنت مؤخرا عن تخفيض جزئي للأسعار (أقل من درهم مغربي) لم يقنع المغاربة، بل زادهم حنقا وغضبا، وثمة دعوات لنقل الاحتجاجات الافتراضية إلى واقع الأرض عبر الدعوة لمسيرات اليوم الجمعة والأحد.
تركيب هذه المعطيات كلها، يفيد بوجود ارتباك حكومي، وعجز عن إقامة المسافة بينها وبين لوبيات المصالح، وترجح سيناريو تهديد السلم الاجتماعي لدى النخب العليا الحاكمة، ووجود خيارات مفتوحة لتدبير هذا الملف، ربما سيكون السياسي (انتخابات سابقة لأوانها) هو خيار الضرورة، الذي سيلجأ إليه، بعد أن تثبت الخيارات الأخرى (الضغط على شركات المحروقات من أجل خفض الأسعار، إقرار دعم جزئي على اللتر من البنزين أو الغازوال، زيادة الدعم للسائق المهني لدعم استقرار النقل العمومي) عجزها أو محدوديتها.
كاتب وباحث مغربي
ما جاء في المقال: ( يرجح وجود رغبة للسلطة في البلاد لجس نبض الشارع حول أداء الحكومة..) ومفهوم السلطة التعارف عليه إما سلطة تشريعية تسن القوانين وسلطة قضائية تتولى تطبيق القانون وسلطة تنفيذية مهمتها تنفيذ ما تقره السلطتين السابقتين، فمن منهم المعنية بإشارة الكاتب عن رغبة السلطة جس نبض الشارع؟ الظاهر من سياق النص أنها ليست إحدى هذه السلط الثلاث، بل تتجاوزها مجتمعة. فمن هي هذه السلطة؟ نرجو قسطا اوفر من الوضوح والتدقيق في المقالات المقبلة.
أخنوش أخطبوط المصالح ورأس اللوبيات بإختصار، فتح النار على المواطن المغربي من وجهين، من جهة الحكومة ومن جهة السماسرة الذين يتذرعون في كل سلعة بغلائها وزيادة سعرها حتى ولو انى بها من داره، على العموم حكومة فاشلة وسياسة واستغلالية. والواجب نشر وعي المواطن في سياسة الاستهلاك والمقاطعة على الأقل فيما يمكن مقاطعته….
لقد اصبح المغرب الحبيب شوكة في حلوق الحاسدين والحاقدين فلا تمر مناسبة الا سلطوا سهامهم المسمومة على هذا البلد الأمين حسدا من عند أنفسهم لما راوا ان البلاد تسير نحو النجاح والنهضة والازدهار في جميع المجالات والحمد لله رب العالمين
الشعب المغربي هو الذي يحتج على أداء هذه الحكومة الفاشلة لأنه يكتوي بغلاء الأسعار وبانعدام التعليم والتطبيب وبافتقاد الشغل وبانتشار الهدر والريع والفساد في كافة مرافق الدولة، فهذه العوامل وغيرها هي التي تقف وارء تذمر المغاربة، ومن يتهم جهات خارجية بافتعال الاحتجاج، فإنه يقلل من شأن المغاربة ويصورهم وكأنهم مسيرون من طرف غيرهم، كما أنه يدافع في الواقع عن حكومة امبراطور المحروقات أخنوش.
لحد الآن ارتفاع الأسعار لم يؤثر الا على الطبقتين البورجوازية والمتوسطة وبشكل طفيف على الطبقة الفقيرة ( الزيت دقيق القمح) نتمنى من الحكومة استغلال كل ما تجنيه من هذه الزيادات توظيفه في الانطلاق الفعلي لمشاريع اجتماعية من قبيل دعم المسنين فوق 65 دعم تشغيل المتخرجين او احداث منحة مع الخدمة المدنية قبل فوات الاوان حتى تظهر أثر مجهودات الحكومة على الواقع المعيش على جزء من الشعب الاكثر معاناة مند الحكومات السابقة والتي كانت تسعى الى التغيير.
أخنوش أخطبوط المصالح ورأس اللوبيات بإختصار، فتح النار على المواطن المغربي من وجهين، من جهة الحكومة ومن جهة السماسرة الذين يتذرعون في كل سلعة بغلائها وزيادة سعرها حتى ولو انى بها من داره، على العموم حكومة فاشلة وسياسة واستغلالية. والواجب نشر وعي المواطن في سياسة الاستهلاك والمقاطعة على الأقل فيما يمكن مقاطعته….
أ خنوش صالح لنفسه وليس المغرب عليه أن يرحل
ليس هناك ضرورة لاجراء انتخابات سابقة لأوانها. الشعب صوت لأخنوش منذ 8 أشهر وعليه أن يتحمل عواقب تصويته لمدة 6 سنوات. لقد حذرنا العديد من المراقبين من التصويت لأخنوش لأسباب وجيهة ولم نكثرت. لقد جرت انتخابات جزئية بالحسيمة أمس وأسفرت بفوز حزب أخنوش وحلفائه. فأين هي معارضة الفضاء الأزق؟ احصدوا ما زرعتك.
من يقول ارحل أصلا هو غير مسجل باللوائح الانتخابية وهو يرفض كل شيء والديمقراطية تقتضي انه من جاء بصناديق الاقتراع يرحل عن طريق صناديق الاقتراع شعار ارحل رفع غي وجه كل الحكومات من طرف أشخاص يشتغلون عن اجندات تدمير الوطن كما فعل بسوريا وليبيا وغيرها والنتيجة الدمار والخراب تجربة اخنوش لم يمضي عليها سنتين مع ظروف عالمية جد قاسية جاءت معها فدعوا الرجل يشتغل وعليه ان لايلتفت لترهات المخربين لنيت متحزبا ولا انتمي للاحرار او غيرهم لكن الموضوعية تقتضي تحكيم العقل فلهولاء نقول انكم تنفخون السراب وللحكومة نقول تحركوا بمبادرات تظهر أنكم مهتمين بقضايا الشعب بادروا فانكم نيام اخرجوا ما غي جعبتكم ان كنتم فعلا مبتكرين وخلاقين أما إدا كنتم غير دلك فسلموا الأمور لأهلها وانسحبوا بمحض ارادتكم وليست نزولا عند رغبة المشوشين
نعم للرحيل