المغرب‭ ‬يجري‭ ‬آخر‭ ‬الترتيبات‭ ‬لتعميم‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية على‭ ‬كل‭ ‬الأسر‭ ‬المغربية‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬المقبل

حجم الخط
0

الرباط‭ ‬ـ‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬‭: ‬تُجري‭ ‬الحكومة‭ ‬المغربية‭ ‬آخر‭ ‬الترتيبات‭ ‬الخاصة‭ ‬بتعميم‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية،‭ ‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬مُوحّد‭ ‬للتأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬الأساسي‭ ‬عن‭ ‬المرض‭ ‬لفائدة‭ ‬كل‭ ‬الأسر‭ ‬المغربية‭ ‬كيفما‭ ‬كانت‭ ‬وضعيتُها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬فاتح‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭/ ‬ديسمبر‭ ‬2022‭.‬
وأكد‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬المغربية،‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش،‭ ‬خلال‭ ‬كلمته‭ ‬باجتماع‭ ‬اللجنة‭ ‬التوجيهية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬ورشة‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬الخميس،‭ ‬أن‭ ‬استكمال‭ ‬ورش‭ ‬تعميم‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظرفية‭ ‬الصعبة‭ ‬وفي‭ ‬الآجال‭ ‬المحددة،‭ ‬خُطوة‭ ‬أساسية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للمغاربة،‭ ‬وفق‭ ‬بيان‭ ‬لرئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬توصلت‭ ‬به‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬‭.‬
وأشار‭ ‬أخنوش‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬لعام‭ ‬2023،‭ ‬تضمن‭ ‬الاعتمادات‭ ‬المالية‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتحمل‭ ‬أعباء‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬الإجبارية،‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأشخاص‭ ‬غير‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬واجبات‭ ‬الاشتراك‭.‬
من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬الوزير‭ ‬المنتدب‭ ‬المكلف‭ ‬بالعلاقات‭ ‬مع‭ ‬البرلمان‭ ‬الناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬الحكومة،‭ ‬مصطفى‭ ‬بايتاس،‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬عقب‭ ‬اجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬الحكومة،‭ ‬إن‭ ‬أخنوش‭ ‬شدد‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬اجتماع‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬‮«‬سخرت‭ ‬جميع‭ ‬الإمكانيات‭ ‬ووضعت‭ ‬مختلف‭ ‬المساطر‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتعميم‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬فاتح‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭/ ‬ديسمبر‭ ‬2022‮»‬‭.‬
ويعتبر‭ ‬تعميم‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬الإجبارية‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬مرتكزات‭ ‬ورشة‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬إذ‭ ‬سيتمكن‭ ‬22‭ ‬مليون‭ ‬مستفيد‭ ‬إضافي‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬عن‭ ‬المرض‭ ‬الذي‭ ‬يغطي‭ ‬تكاليف‭ ‬العلاج‭ ‬والأدوية‭ ‬والاستشفاء‭. ‬كما‭ ‬تشمل‭ ‬هذه‭ ‬المرتكزات‭ ‬تعميم‭ ‬التعويضات‭ ‬العائلية‭ ‬خلال‭ ‬سنتي‭ ‬2023‭ ‬و2024،‭ ‬والتي‭ ‬سيستفيد‭ ‬منها‭ ‬حوالي‭ ‬سبعة‭ ‬ملايين‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬التعليم،‭ ‬وكذا‭ ‬توسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬أنظمة‭ ‬التقاعد،‭ ‬وتعميم‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬فقدان‭ ‬الوظائف‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2025‭.‬
ويعتبر‭ ‬المشروع‭ ‬الملكي‭ ‬لتعميم‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬‮«‬ثورة‭ ‬اجتماعية‮»‬،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبير‭ ‬الملاحظين،‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إرساء‭ ‬لبنات‭ ‬تضامن‭ ‬مؤسسي‭ ‬إجباري،‭ ‬بهدف‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬للجميع‭ ‬وصيانة‭ ‬حقوقهم،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تيسير‭ ‬ولوجهم‭ ‬إلى‭ ‬خدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والصحية‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬لائقة،‭ ‬وبشكل‭ ‬يضمن‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭.‬‮ ‬
وضمن‭ ‬كتاب‭ ‬أصدرته‭ ‬الحكومة‭ ‬المغربية‭ ‬يُلخِّص‭ ‬حصيلة‭ ‬عملها‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2022،‭ ‬أكدت‭ ‬الوثيقة‭ ‬انخراط‭ ‬الحكومة‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬الورشة‭ ‬المجتمعية‭ ‬المتعلق‭ ‬بالحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬حيث‭ ‬فتحت‭ ‬باب‭ ‬الانخراط‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬يناهز‭ ‬4‭ ‬ملايين‭ ‬أسرة‭ ‬تُعاني‭ ‬الهشاشة،‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬فاتح‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭/ ‬ديسمبر‭ ‬2022‭. ‬
وتستفيد‭ ‬الأُسر‭ ‬الهشة‭ ‬والفقيرة،‭ ‬بموجب‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬سَلَّة‭ ‬العلاجات،‭ ‬ونفس‭ ‬شروط‭ ‬السداد‭ ‬التي‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬موظفو‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬عامة‭ ‬أو‭ ‬خاصة‭.‬
وأضاف‭ ‬كتاب‭ ‬الحصيلة‭ ‬الذي‭ ‬اطَّلعت‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تتحمل‭ ‬أعباء‭ ‬الاشتراك‭ ‬في‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬الإجبارية‭ ‬بالنسبةِ‭ ‬للأشخاص‭ ‬غير‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬واجباتِ‭ ‬الاشتراك،‭ ‬ضماناً‭ ‬لولوجهم‭ ‬للخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭. ‬كما‭ ‬تتحمَّل‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬كافة‭ ‬تكاليف‭ ‬علاج‭ ‬واستشفاء‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬غير‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬واجبات‭ ‬الاشتراك‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬العمومية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬ما‭ ‬تعلق‭ ‬منها‭ ‬بالأمراض‭ ‬المُزْمِنَة‭ ‬والمكلفة‭.‬
في‭ ‬موازاة‭ ‬ذلك،‭ ‬فتحت‭ ‬الحكومة،‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2022،‭ ‬باب‭ ‬الإدماج‭ ‬أمام‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬مواطن‭ ‬ومواطنة‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬العمال‭ ‬غير‭ ‬الأُجَرَاء‭ ‬وذوي‭ ‬الحقوق‭ ‬المرتبطين‭ ‬بهم،‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬الإجباري‭ ‬عن‭ ‬المرض،‭ ‬مقابل‭ ‬اشتراكات‭ ‬تضامنية،‭ ‬تتناسب‭ ‬وَمستوى‭ ‬مدخولهم‭ ‬وتخول‭ ‬لهم‭ ‬حق‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬سلة‭ ‬العلاجات‭ ‬ونفس‭ ‬شروط‭ ‬السداد‭ ‬المتاحة‭ ‬للموظفين‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭.‬
‭ ‬وتتوزع‭ ‬الفئات‭ ‬المعنية‭ ‬بين‭ ‬الأشخاص‭ ‬الخاضعين‭ ‬لنظام‭ ‬المساهمة‭ ‬المهنية‭ ‬الموحدة،‭ ‬والفلاحين‭ ‬والتجار‭ ‬والصناع‭ ‬التقليديين،‭ ‬والمقاولين‭ ‬الذاتيين‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الفئات‭. ‬ولهذه‭ ‬الغاية،‭ ‬صادقت‭ ‬الحكومة،‭ ‬منذ‭ ‬تنصيبها،‭ ‬على‭ ‬22‭ ‬مرسوماً‭ ‬متعلقاً‭ ‬بنظام‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬الأساسي‭ ‬عن‭ ‬المرض‭ ‬وبإحداث‭ ‬نظام‭ ‬للمعاشات‭ ‬بالنسبة‭ ‬لفئات‭ ‬المهنيين‭ ‬والعمال‭ ‬المستقلين‭ ‬والأشخاص‭ ‬غير‭ ‬الأجراء‭ ‬الذين‭ ‬يزاولون‭ ‬نشاطاً‭ ‬خاصاً‭.‬‮ ‬
وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬الحكومة‭ ‬قد‭ ‬نجحت،‭ ‬وفق‭ ‬كتاب‭ ‬الحصيلة،‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العام‭ ‬الأول‭ ‬لتنصيبها،‭ ‬في‭ ‬إدراج‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬فئتي‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬الطبية‮»‬‭ ‬و»العمال‭ ‬غير‭ ‬الأجراء‮»‬‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬الأساسي‭ ‬عن‭ ‬المرض،‭ ‬لتقفز‭ ‬بذلك‭ ‬نسبة‭ ‬المواطنين‭ ‬الخاضعين‭ ‬لنظام‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬الأساسي‭ ‬عن‭ ‬المرض‭ ‬من‭ ‬42‭ ‬بالمئة‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬بالمئة‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية