المغرب يعبر عن قلقه وانزعاجه من سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في مصر

حجم الخط
1

الرباط ـ ‘القدس العربي’: حضرت تطورات الازمة المصرية والوضع التونسي بقوة على الساحة السياسية المغربية، وعكست الاحزاب والتيارات السياسية مواقفها واراءها الفكرية والايديولوجية على هذه التطورات، وكأنها قضية داخلية.
رسميا عبر المغرب عن قلقه وانزعاجه لسقوط عدد كبير من الضحايا في مصر، كما ادان اغتيال محمد البراهمي الناشط اليساري وعضو المجلس الوطني التأسيسي التونسي.
وأكدت وزارة الخارجية المغربية انها ‘تتابع، بقلق وانزعاج كبيرين، ما آلت إليه الأحداث في جمهورية مصر الشقيقة يوم أمس الجمعة ويوم (اول امس) السبت، والتي أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا في الأرواح ومن الجرحى ‘.
وأضافت الوزارة في بلاغ لها بشأن تطور الأحداث في مصر، أن المملكة المغربية ‘إذ تقدم أصدق تعازيها للشعب المصري قاطبة، تؤكد مرة أخرى على الدعوة لإعلاء المصلحة الوطنية والتمسك بقيم الحوار والديمقراطية وبذل كل الجهد لتفادي مزيد من الضحايا’.
وقال العاهل المغربي الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء الماضي، ان الشعب المصري سيتمكن من تجاوز المرحلة الحاسمة من تاريخه، معربا في الآن ذاته عن حرصه على تطوير العلاقات الثنائية بين المغرب ومصر على جميع المستويات.
وقال العاهل المغربي، في برقية تهنئة بعث بها لعدلي منصور، الرئيس المصري المؤقت بمناسبة العيد الوطني لبلاده إن ‘الشعب المصري الأبي سيتمكن من عبور هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه نحو إرساء أسس عهد جديد، يتجسد في تعزيز دول القانون والمؤسسات، وترسيخ مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، وتحقيق تطلعاته إلى مزيد من التنمية والتقدم، في ظل الوحدة والأمن والاستقرار’..
وكان العاهل المغرب هنأ منصور في برقية بعث بها للرئيس المصري المؤقت بعد توليه مهامه وتمنى له ‘التوفيق والسداد في الاضطلاع بهذه المهمة السامية والجسيمة، من أجل تحقيق تطلعات وطموحات الشعب المصري العريق في غد أفضل’.
كما قالت وزارة الخارجية المغربية في بيان منفصل ان المملكة المغربية تعرب ‘عن إدانتها الشديدة لعملية اغتيال مُحمد البراهمي النائب البرلماني بالمجلس التأسيسي بالجمهورية التونسية’.
وأكد بيان الوزارة أن المملكة المغربية إذ’ تُدين هذا العمل الإجرامي الشنيع، فإنها تجدد رفضها للعنف والاغتيال السياسي أيا كان مصدره، وكل ما من شأنه أن يمس استقرار ووحدة تونس الشقيقة’.
واضاف البلاغ ان المغرب يجدد دعمه للمسار الديمقراطي والوفاق الوطني اللذين تعرفهما تونس، معربا عن تمنياته لها بـ’الاستقرار وتكاتف جهود كل القوى السياسية والاجتماعية التونسية لمواصلة عملية الانتقال الديمقراطي’.
وتتوالى ردود الفعل الحزبية والسياسية المغربية على تطورات الازمة المصرية خاصة بعد مجزرة يوم الجمعة الماضي وادانت جماعة العدل والاحسان، شبه المحظورة اقوى التيارات الاصولية المغربية عبر هيئتين من هيئاتها الحقوقية الحكم المصري الجديد وقالت الهيئة الحقوقية للجماعة انها ‘تتابع بقلق كبير ما يجري في مصر منذ الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب ديمقراطيا الدكتور محمد مرسي، وتدين بشدة العنف الوحشي لأجهزة الجيش والشرطة ضد المتظاهرين السلميين المطالبين باحترام إرادتهم السياسية التي عبروا عنها في انتخابات نزيهة لم تشهد مصر مثيلا لها من قبل’.
وحملت الجماعة ‘المسؤولية كاملة عن المجزرة وكل ما جرى في ذات اليوم من أحداث دموية في مناطق ومدن أخرى بمصر لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وكل ضباط ورجال الجيش والشرطة المشاركين في هذه المجازر أو المشرفين عليها و’كافة الشخصيات المتهافتة على المناصب في سياق الانقلاب عن الشرعية والديمقراطية، والأشخاص المحرضين والداعمين لهذه المجازر بتصريحاتهم وكتاباتهم والمنابر الإعلامية المنخرطة في هذا المسلسل الدموي’.
وقالت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الامة التابعة للجماعة ‘إن التصعيد الخطير ضد رافضي الانقلاب العسكري، يشكل اختبارا حقيقيا للعالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي ومؤسساته تجاه قضية راح ضحيتها المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى في انتهاك واضح لكل الأعراف والمواثيق والمؤسسات الدولية الصورية’.
كما أدانت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان القريبة من حزب الاستقلال ‘المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها قوات الشرطة والجيش في مصر ضد المواطنين المحتجين سلميا’.
ورفضت الامينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد (يسار معارض) تزكية الحكم الجديد في مصر الا انها انتقدت بشدة اداء جماعة الاخوان المسلمين في الحكم خلال السنة الماضية.
وقالت نبيلة منيب ‘نحن كيساريين لا يمكن أن نزكي حكم العسكر لكننا مع نصرة الشعوب’، وما يقع في مصر لا يجب أن يكون سطحيا فإسقاط حكومات منتخبة يحصل في الدول الديمقراطية إذا فشلت في تدبير الدولة. واضافت أن حركات الإسلام السياسي تختزل الديمقراطية في الصناديق.
واعلنت حركات وهيئات يسارية استنكارها لاغتيال الناشط محمد البراهمي عضو المجلس الوطني التأسيسي التونسي الذي اغتيل يوم الخميس الماضي امام منزله بضواحي تونس العاصمة.
واستنكرت العصبة المغربية لحقوق الانسان ‘الجريمة الإرهابية النكراء’ التي ذهب ضحيتها المناضل السياسي والنائب بالمجلس التأسيسي التونسي، محمد البراهمي، الذي اغتيل بالرصاص أمام منزله بالقرب من تونس وطالبت بفتح تحقيق في ما حدث، على نحو يضمن الكشف عن المتورطين، ودعت العصبة مختلف القوى السياسية التونسية إلى التحلي بالحكمة وضبط النفس ونبذ العنف، والتدبير الحكيم للاختلاف، والإسراع بإنجاز التوافق الوطني المنشود، وتأمين المسار الانتقالي الديمقراطي التونسي .
ودعت حركة الشبيبة الاشتراكية في بيان حول اغتيال البراهمي ‘القوى الديمقراطية والتقدمية’ إلى بناء ‘الجبهة الديمقراطية المناهضة للأصولية المخزنية والاصولية الدينية’ بالمغرب.
واستنكرت الحركة جريمة الاغتيال بشدة ووصفتها بـ’الفظيعة’ بعد أن كتمت ‘صوتا آخر من أصوات الحرية وسلبته حقه في الحياة كإنسان، وحقه في التعبير السياسي والفكري عن مواقفه’.
وتقدمت ‘حشدت’ بتعازيها الحارة إلى عائلة ‘الفقيد الشهيد ورفاقه في النضال وإلى كافة العائلة السياسية والحقوقية في الوطن الجريح بممارسات أمراء الدم وتجار الدين’، مناشدة ‘الشعب التونسي إلى الوحدة والتجند للتصدي إلى مثل هذه الجرائم من أجل إنقاذ الوطن من المخاطر والإنزلاقات التي أصبحت تهدده من طرف التحالف الاستعماري والاصولية الدينية ومافيات الفساد والافساد’.
وأدانت ‘حركة تمرّد قهرتونا المغربية’ القريبة من احزاب مغربية معارضة المنشأة حديثا، اغتيال محمد البراهمي وقالت إنّ الاغتيال يأتي في ‘ظرفية استثنائية تعيشها منطقة الشمال الإفريقي والشرق الأوسط إثر انتفاضة الشعوب ضد الاستبداد الجديد الذي تكرسه حكومات وأنظمة ربيع الاحتجاجات بعد استيلائها على ثورات الربيع الديمقراطي والتفافها على المكتسبات الديمقراطية والمطالب الاجتماعية التي ناضلت من أجلها الشعوب وقدمت في سبيلها تضحيات جسام’. ووجهت الحركة دعوة إلى القوى الوطنية والديمقراطية الحية بالمغرب ‘للترفّع عن الاختلافات وتحمّل مسؤوليتها التاريخية إزاء ما يحدث من تراجع عن المكتسبات التي حققها الشعب المغربي بنضاله المستمر وذلك بتشكيل جبهة وطنية ديمقراطية لحمايتها’.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول اباه الصحراوى:

    نستنكر كلنا مايحدث في مصر الشقيقة و نتمني عودة الهدو والسكينة لمصر الحبيبة و لكن كيف للمعرب ان يستنكر مايحدث في مصر و مافعله في الشعب الصحراوى افظع بكثير ممافعله الصهاينة في فلسطين الجريحة لقد فعل المغرب في الشعب الصحراوى مايندى له الجبين من القمع و التعذيب و التنكيل بالنساء الصحراويات ومن سحل في الشوارع لهن و من اغتصاب و بشهادة المنظمات الدولية فاقبل ملاحظة الغير من الافضل ان تبدا بنفسك فاكما يقال لاتبهي عن خلق و تاتي بمثله عار عليك ان فعلت عظيم

إشترك في قائمتنا البريدية