عمان- “القدس العربي”: تعلن نقابة المحامين الأردنيين عصر الأربعاء عن خطتها لـ”تشكيل تحالف دولي” يحاكم “مجرمي الحرب” بالتزامن مع إعلان أكبر أحزاب المعارضة الأردنية عن “إقامة عرس شهداء” لـ”تقبل التهاني” بقادة حماس الذين اغتالتهم إسرائيل في بيروت.
بالتوقيت نفسه تقرر رابطة أهالي “قرية عارورة” في الأردن فتح المجال لـ”عرس شهيد” اجتماعي هذه المرة في عمان تفاعلا مع استشهاد ابن القرية الشيخ صالح عاروري فيما تقيم عشائر وعائلات بقية شهداء الضفة الغربية من أبناء حركة حماس مقرات تقبل العزاء في قلب العاصمة عمان.
مجددا يظهر تفاعل الشارع الأردني مع استشهاد العاروري ورفاقه أن الأردن برمته لا يزال في سياق معركة الطوفان وتفاعلاتها.
حزب “جبهة العمل الإسلامي” الجناح السياسي للإخوان المسلمين في الأردن قرر استقبال “الجمهور” ومن مختلف المكونات في ساحة مفتوحة أمام مقر الحزب بعد صلاة المغرب لتقبل التهاني بعرس الشهداء.
خطوة الحزب الأعرض في البلاد سياسية بالمقام الأول وتستهدف لفت النظر إلى أن الشهيد العاروري فقيد الشعب الأردني أيضا وليس الشعب الفلسطيني فقط.
ومقرات العديد من الروابط المناطقية فتحت أبوابها لاستقبال المحتجين على قتل العاروري واغتياله مع رفاقه في إشارة تؤكد القناعة بأن حركة حماس مستقرة في وجدان الشعب الأردني بصيغة لا تقبل القسمة على اثنين كما لاحظ السياسي الإسلامي الدكتور رامي العياصرة.
صيغة “عرس شهيد” راجت في الأردن بالماضي مع أقارب وأبناء عشائر ضحايا الانتفاضة في الأراضي المحتلة لكنها فتحت الأبواب وبقوة هذه المرة لشهداء “طوفان الأقصى والمقاومة الفلسطينية” وهو أمر غير مألوف في المجتمع الأردني ولم تكن السلطات الرسمية تتقبله في الماضي، وهو ما يظهر مستويات متقدمة من نفوذ وحضور حركة حماس وقادتها في عمق وجدان الأردنيين ضمن حقيقة لا يملك المستوى البيروقراطي وحتى السياسي إلا تقبلها والتفاعل معها.
ليلة استشهاد العاروري كانت فارقة أردنيا فقد تجمع عشرات الآلاف من الأردنيين وفي مناطق متعددة بصورة عفوية أمام المساجد تنديدا بالعدوان ورفعت صور الشهيد العاروري بكثافة في المسيرات والاعتصامات وخطف استشهاده المايكروفون تماما في العديد من المسيرات والفعاليات المقررة سلفا.
حصل ذلك في مسيرة مقررة في ضاحية النزهة وسط عمان العاصمة. وكذلك، خلال مسيرة لأعضاء نقابة المحامين وفي عمق جمعيات قرى فلسطينية قريبة من رام الله.
https://www.facebook.com/61553557283038/videos/1025659605159696/
ما يعنيه ذلك سياسيا ومجددا أن “طوفان غزة وحماس” في عمق كل عمليات الترقيم السياسي والشعبوي أردنيا الآن وهو ما التقطه نقيب المحامين يحيى أبو عبود وهو يقود مسيرة على بوابة قصر العدل تضامنا مع غزة ودعما للمقاومة التي أصبحت أردنيا على “كل لسان”.
أبو عبود لم يقف عند ذلك بل سارع للإعلان عن “خطوة متقدمة” قررتها النقابة وتتمثل في تشكيل تحالف دولي لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين وفوق ذلك طالب حكومة بلاده بالانضمام إلى جنوب إفريقيا في الدعوة المقامة حاليا.
عمليا ما أعلنه أبو عبود قد يعبر عن أول خطوة “نقابية وأهلية” لمؤسسة أردنية عريقة في مساجلات محاكمة قاصفي قطاع غزة ومرتكبي جرائم إبادة ضد شعبها.