رحلت قبل أيام زوجة ضابط لبناني سابق اتُهم بالتورط باغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، قبل أن تفرج عنه المحكمة الدولية آنذاك، السيدة التي لا تملك في تاريخها سوى متابعتها لقضية زوجها، تحولت لدى الممانعين، وعلى صفحاتهم الفيسبوكية إلى «بطلة» تُسبغ عليها الصفات «الخارقة» وتروى عنها الأساطير.
قبل ذلك، رفع إعلام الممانعة من شأن إعلامي لبناني اشتهر بتقديمه برامج مسابقات، ثم تحوّل بصدف المحاصصة الحزبية، إلى وزير إعلام، ما لبث أن تسبب في أزمة دبلوماسية مع دول خليجية، بعد كشف تصريحات سابقة له تتعلق باليمن. الإعلامي الذي اضطر للاستقالة لاحقا، كهدية لفرنسا، تحول أيضا لدى الممانعين إلى «بطل» و»ناصر للمستضعفين» يُضرب به المثل في «الكرامة» و»الشرف» و»الحفاظ على السيادة».
الإعلامي وزوجة الضابط الراحلة، ليسا سوى نموذجين عن السيولة التي باتت تتحكم بعالم الممانعة، في ما يخص فكرة «البطولة» فالأخيرة، مستمدة، بطبيعة الحال، من القضايا التي تزعم الممانعة الإيمان بها والإخلاص لها، غير أن هذه القضايا، لا تبقى على حالها بفعل ما يطرأ عليها من تنازلات من هذا الطرف أو ذاك.
حدثا تحرير الجنوب وحرب تموز، اللذان بنى «حزب الله» مشروعيته الممانعاتية عليهما، لحشد جمهوره وتصدير نفسه للآخرين، انتهيا باتفاق، ثم بمعارك مضبوطة، لا تتسبب بأذى لكلا الطرفين. انحسار القضايا وذوبانها في تسويات وموازين قوى محسوبة، لم يتواز من قبل الممانعة مع خطاب سياسي جديد يتطابق مع التحول الحاصل، بل جرى التمسك بالخطاب ذاته، الذي يحتفي بـ»الشهادة» و»البطولة» و»الكرامة» ما كشف عن تناقض كبير، في عالم الممانعين، يتمثل بقضايا معطلة، وفي الوقت نفسه تنتج «أبطالا». تورط الممانعة بفرعها اللبناني العسكري، بحروب المنطقة وصراعاتها من سوريا والعراق وصولاً لليمن، ساهم في تبديد ما تبقى من رصيد من القضية، التي من المفترض لدى الممانعة، أنها الأساس، فصار «الأبطال» مثل قاسم سليماني، وسمير القنطار، موضع انقسام حاد، ويصعب تصديرهما إلى ما يتجاوز الجمهور المذهبي. «البطل» الممانعاتي، صار يعادله مجرم لدى الأطراف المتضررة من سوريين وعراقيين ويمنيين. تقلص «البطولة» إلى داخل الجمهور العقائدي، وتناقضها مع تحولات القضية الأساسية، دفع «حزب الله» إلى استثمارها في صراعاته السياسية، فجعل، عبر جمهوره، من زوجة الضابط «بطلة» بغرض التأكيد على «مظلوميته» في مسألة المحكمة الدولية، التي أدانت أحد قياديه في الحزب بمقتل الحريري، وهي «مظلومية» وجب بعثها من جديد، للاستفادة منها على وقع معركة يخوضها الحزب لتعطيل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، خشية توجيه الاتهام له مجدداً. أما الإعلامي، فجرى احتجاز استقالته، كورقة للمساومة، وتحسين الشروط بين الإيرانيين والفرنسيين، وهو ما حصل لاحقا. بعض «أبطال» الممانعة حالياً، مرحليون، ينتهون بانتهاء دورهم، الإعلامي «البطل» الذي كشف عن «تسلّمه» ملايين القصائد التي تشيد بموقفه، لم يعد أحد يذكر اسمه عقب استقالته وخروجه من المشهد، وحتى زوجة الضابط، التي لعبت دوراً خلال أيام المحكمة الدولية، بات ظهورها الإعلامي قليلا، عقب هذه المرحلة، قبل أن تتم استعادتها عند وفاتها، كمادة إعلامية مضادة، لتحقيقات المرفأ.
تقلص «البطولة» إلى داخل الجمهور العقائدي، وتناقضها مع تحولات القضية الأساسية، دفع «حزب الله» إلى استثمارها في صراعاته السياسية
وبالنتيجة «البطولة» لدى الممانعة، لاسيما فرعها اللبناني الحربي، أصبحت مفتوحة لمن ليس له عمل، فالتمسك بخطاب القضايا رغم الدخول في تسويات والمشاركة في موازين قوى تفرغ هذه القضايا من معناها، والتورط بحروب المنطقة، وتصعيد شخصيات، لكسب نقاط في معارك سياسية، كل ذلك سيجعل أدوار «البطولة» في عالم الممانعة موزعة بين أمين عام مهمته الأساسية، التعبئة عبر خطابات دورية، لعلاج التناقض بين القضايا وواقعها، ونقلها إلى ساحات أخرى كاليمن وسواه، وقاتل في سوريا أو العراق، وأيضا إعلامي وزوجة ضابط راحلة، يستخدمان عند الحاجة. ولهذا، أغفل، هذا المقال، عن قصد، أسماء «أبطال» الممانعة، إذ ما أهمية أن يذكرهم مقال، فيما أسماؤهم محفورة، في صفحات التاريخ المجيد.
كاتب سوري
ماذا فعل الممانعين للبنان سوى الخراب والدمار!
وكأنهم ليسوا لبنانيين!! ولا حول ولا قوة الا بالله
لدى إيران ولاية الفقيه نفس طويل باستغلال السياحة للتغلغل بأوطان العرب والعالم وقد تساهلت 4 دول عربية مع سياحة إيرانية فسيطرت إيران تدريجياً على عواصمها وعلى مواقع اتخاذ القرار فيها وحولت نخبها لأدوات وأرهبت الباقي واستنزفت اقتصادها وحولت مواردها لخدمة إيران سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وحولتها لمراكز تجنيد ميليشيلت إرهاب موالية لها ومراكز تصنيع وتوزيع مخدرات وأسلحة وغسيل أموال لها وزرعت بها مرتزقة من كل مكان فبات صعباً إستعادة الوضع بدون حروب طويلة مع حصار دولي خانق لإيران ولهياكل وتنظيمات خلقتها
بعد فشل الانظمة العربية في كل شيء سوى العمالة… وانت تنتقد الممانعه هل لديك حل آخر لحال الوضع العربي ممكن ان تقود انت الشباب العربي نحو الحرية و.. و..
تبين أن الممانعة هي أيضا عمالة تتخفى وراء الشعارات البراقة. الممانعة بارعة في قصف الشعب بالبراميل المتفجرة و إبادته بالأسلحة الكيماوية و تهجيره وتجويعه و تدمير البلاد وتخريبها.
فقط للتذكير والقصة أكثر من مشهورة! وصل بشار الأسد إلى السلطة بالعمالة حيث حضرت البرايت سخصيًا إلى دمشق لتتويج الممانع الصغير!
ايلي عبدو مثله مثل الطبيب الماهر ، يتفحص الاعراض جيدا ثم يطرح تشخيصه ببراعة ملحوظة
عندما كانت اسرائيل تحتل اراضي لبنان أين الجيوش العربية تريدون من الشعوب الاستسلام للكيان الصهيوني والتبعية لولايات الشر الامريكية
شكرًا أخي ايلي عبدو. االمقال قدم خلاصة الكلام عن هذه الممانعة، وحسن نصر الله ادعّى أن الطريق إلى القدس يمر عبر حلب، ومازلت عجلاته تدور عالفاضي في الأوحال ولاهدف له بعد هذه الجرائم ضد الشعب السوري خدمة لبشارون أسدوف.