روما: اشتهرت الممثلة الإيطالية جينا لولوبريجيدا التي توفيت الاثنين عن 95 عاماً، بخفة دمّها وجمالها الفاتن، وتُعتبر إحدى آخر أيقونات العصر الذهبي لهوليوود بعدما تشاركت البطولة مع كبار الممثلين في خمسينات القرن الماضي.
وأسرت لولوبريجيدا قلوب المشاهدين في كل أدوارها سواء في دور غجرية أو ملكة أو أمّ عزباء، وأضفت إلى الشاشة الصغيرة سحراً وحيوية كانا ضروريين في فترة ما بعد الحرب.
وقال هامفري بوغارت الذي أدى دور البطولة إلى جانب الممثلة الإيطالية في فيلم “بيت ذي ديفل” (1953) إنّ لولوبريجيدا جعلت “مارلين مونرو تبدو مثل شيرلي تمبل”.
وشاركت لولوبريجيدا في أفلام عدة بينها “بريد، لوف أند دريمز”(1953) للمخرج الإيطالي لويدجي كومينتشيني، و”أحدب نوتردام” (1956) لجان ديلانوي، فيما تشاركت البطولة مع كبار الممثلين في خمسينات القرن الفائت بينهم إيرول فلين وبورت لانكستر.
ورغم أنها أمضت “وقتاً ممتعاً” في تصوير “بيت ذي ديفل” مع هامفري بوغارت، فإن الأعمال التي شاركت فيها لم تنطوي كلها على مرح.
وأكدت لمجلة “فرايتي” عام 2018 عقب إضافة اسمها إلى ممشى المشاهير في هوليوود أنّ فرانك سيناترا الذي تشاركت معه دور البطولة في فيلم “نيفر سو فيو” لم يكن لديه “حس الفكاهة مطلقاً”.
ممثلة بالصدفة
ولدت لويدجيا “جينا” لولوبريجيدا في 4 تموز/يوليو عام 1927 في قرية سوبياكو الجبلية التي تبعد 50 كيلومتراً شرق روما.
وبدأت درس فن النحت بعد انتقال عائلتها إلى العاصمة، فيما دخلت مجالَي الغناء وعرض الأزياء قبل أن تسترعي انتباه منتجي الأفلام الإيطاليين.
وأشارت ذات مرّة إلى أنها دخلت مجال التمثيل صدفة.
وقالت لـ”فرايتي”، “رفضت التمثيل عندما عرضوا عليّ أول أدواري. أصرّوا مجدداً… ثم قلت لهم إنني أتقاضى مليون ليرة مقابل ذلك ظناً مني أنهم سيتخلّون عن الفكرة. لكنّهم وافقوا!”.
منافسة
جمعتها منافسة طويلة اتخذت منحى سيئاً مع زميلتها الممثلة الإيطالية صوفيا لورين.
فذات مرة، وجّهت لورين إهانة إلى لولوبريجيدا، وردت الأخيرة قائلة إن لورين قد تؤدي دور فلاحة لكنها لا يمكن أن تتولى مطلقاً دور سيدة محترمة، على ما نقلت “هوليوود ريبورتر”.
وأدّت لولوبريجيدا التي أطلق عليها محبوها لقب “لا لولّو”، دور الملكة في “سولومون أند شيبا” (1959)، ودور أم عزباء في “بوناسيرا، ميسز كامبل”، ورُشحت لنيل جائزة غولدن غلوب عن أدائها هذا.
وبما أنها كانت رمزاً جنسياً في المجال السينمائي، طاردها رجل الأعمال الأمريكي هاورد هيوز الذي أدخلها عالم هوليوود، وأمير موناكو رينييه الذي كان حينها متزوجاً الأميرة غرايس.
ونقلت صحف بريطانية عدة قولها عام 2000 “كان لدي عدد كبير من العشاق وما زلت في علاقات عاطفية. أنا مدللة جداً”.
تزوجت لولوبريجيدا عندما كانت في مطلع العشرينات الطبيب السلوفيني ميلكو سكوفيتش، وأنجبت منه ابناً قبل أن ينفصلا عام 1971.
وعام 2006، أعلنت في سنّ التاسعة والسبعين أنها ستتزوج الإسباني خافيير ريغاو رافولس الذي يصغرها بـ34 عاماً، إلا انهما انفصلا بعد عام.
واتهمته لولوبريجيدا عام 2013 بخداعها لتوقيع وثائق تتيح له الزواج منها بالوكالة.
وقالت لمجلة “فانيتي فير” عام 2015 “عندما عثرت على الشخص المناسب هرب مني. أنا قوية جداً وأحظى بشعبية كبيرة”.
وألغت إحدى محاكم الفاتيكان الزواج عام 2019.
مصوّرة صحافية
وفازت لولوبريجيدا خلال مسيرتها بسبع جوائز “دافيد دي دوناتيلو” الإيطالية المماثلة لجوائز الأوسكار. وفي بداية السبعينات، انتقلت من التمثيل إلى النحت والتصوير الصحافي. وسجلت سبقاً صحافياً مع الرئيس الكوبي فيدال كاسترو من خلال إجراء مقابلة معه والتقاط صور له.
وجالت لولوبريجيدا العالم والتقطت صوراً لمشاهير كثر من هنري كيسنجر إلى إنديرا غاندي وماريا كالاس وليزا مينيلي وسلفادور دالي وأودري هيبورن وإيلا فيتزجيرالد.
وحاولت كذلك تحقيق طموحها في المجال السياسي، فترشّحت عام 1999 عن مقعد في البرلمان الأوروبي لكنها فشلت في ذلك.
وعادت إلى الأضواء عام 2021 وسط معركة قانونية مع ابنها في شأن ثروتها.
وقضت المحكمة العليا الإيطالية بأنها تحتاج إلى وصي قانوني لمنع الناس من استغلال ثروتها، بسبب “ضعف” في إدراكها للواقع.
وعام 2022 حاولت مجدداً دخول عالم السياسة، وفشلت في انتزاع مقعد في البرلمان الإيطالي.
وفي مقابلة مع وكالة “AGI” الإيطالية للأنباء عام 2019، أكدت لولوبريجيدا عدم رغبتها في أن يرتبط اسمها بالمجال السينمائي فقط.
وقالت “أريد أن يتذكرني الجميع لمنحوتاتي والصور التي التقطتها”.
(أ ف ب)