الرباط ـ «القدس العربي»: بالإضافة إلى ما تراكم من تداعيات جائحة فيروس كورونا على المشهد الفني المغربي، من توقف كامل للعمل خلال فترة الإغلاق الشامل وما عرت عنه الأزمة الصحية من واقع يعيشه الفنان؛ تنتصب أمام المتتبع للحركة الفنية المغربية، مسألة غاية في الأهمية، وهي تغييب الرواد عن مجمل الأعمال الدرامية التي يجري إنتاجها قبل فترة، وليس قبل أو خلال الجائحة. المسألة مسترسلة حتى أنها كانت مصدر شكايات عديدة لفانانين مغاربة رواد عاشوا الظل لفترات متباينة.
تكرار الوجوه نفسها
وأججت الأعمال التي أُنتجتْ بعد تخفيف القيود وبعضها عُرض خلال رمضان المنصرم، والبعض الآخر ما زال يعرض حاليا، الجدل بخصوص تكرار الوجوه نفسها وإعادة الممثلين والممثلات نفسهم في عدد من المسلسلات والسيتكومات، مقابل غياب كامل لعدد كبير من الفنانين، سواء جيل الشباب أو جيل الرواد.
لكن، تبقى مسألة غياب جيل الرواد من الفنانين المغاربة، تطرق باب المشهد الفني بشكل متواصل، فالسؤال المطروح أين وكيف يمكن لهؤلاء الذين بصموا على مسارات متنوعة ومتميزة فنيا، أن يجدوا نصيبهم من العودة إلى الأضواء والأهم الاشتغال؟
من بين الفنانات المغربيات الرائدات، تلتقي «القدس العربي» الممثلة آمال التمار، التي راكمت سنوات من التألق وأعطت الكثير وأبدعت في العديد من الاعمال الدرامية.
سألناها في مستهل الحوار، عن حالها بعد هذا الغياب الطويل عن جمهورها باستثناء بعض المشاركات في أعمال درامية، فقالت إن الغياب يتوقف على حسب رؤية كل فنان.
وفي ما يشبه نفي التهميش أو الإقصاء، أكدت لـ»القدس العربي، أنها تختار أدوارها بدقة، حتى ولو كان ظهورها كضيفة شرف.
التمثيل في المغرب
وتوضح الفنانة «لا تهمني مساحة الدور بقدر ما يهمني وزنه، لأني أعرف مثلا أن التلفزيون بالأخص يقتحم البيوت، وعلينا أن ننتبه لكل كلمة وحركة».
وشددت التمار على احترام جمهورها «الذي تعود على أن يراني في أدوار هادفة، خاصة أنني لا أسعى خلف الشهرة أو البوز أو الظهور من أجل الظهور».
وردا على سؤال «القدس العربي» بخصوص ما إذا كانت قد نالت حقها كواحدة من الفنانات الرائدات في مجال التمثيل في المغرب، قالت بكل بساطة «الفنان لا يريد التوقف أبدا، من دور إلى آخر مع اختيار الادوار الهادفة».
وفي ما يتعلق بعتاب الجمهور للمخرجين والمنتجين بسبب عدم إشراك الرواد، أكدت الفنانة التمار، أنه «لا بد من إشراك الرواد، لأن الفن لا سن له»، واستطردت قائلة «مع الأسف هناك اعتبارات أخرى تدخل في هذه المسألة، أذكر منها التبرير الذي يقول إن فلان مريض أو غيرها من التبريرات».
وأشارت الممثلة المغربية إلى أنه لا وجود في عالم الفن «لفئة عمرية محددة»، بل «نعيش في عالم تجتمع فيه جميع الأعمار، وكم يكون جميلا أن يجد كل مشاهد نفسه في أي عمل يعرض أمامه».
وجوابا على سؤال حول ما يجب تداركه في المشهد الفني المغربي، أكدت على أنه «يجب تدارك الكثير»، مشددة على ضرورة «إشراك جميع الفنانين في الأعمال التي تُنجز».
وأوضحت الفنانة أن «لكل فنان بصمته الخاصة، والجمهور يحب التنوع وليس فقط نفس الوجوه»، وأبرزت أن «كل الفنانين نجوم، فقط مسألة حظ».
وعن جائحة فيروس كورونا وتأثيرها على الفنانين المغاربة، واشتغال البعض دون البقية، قالت إن الجائحة «لم يكن الكثيرون يتوقعونها، لم يتوقعوا كل تلك الإجراءات والتدابير والالتزامات».
وأضافت أنه «بعد ذلك، انفرجت الأمور، لكن مع الأسف اشتغل فنانون أكثر من الآخرين، وهذا دور النقابة لتفصل في هذا الأمر».
وكشفت عن جديدها، مؤكدة أنها الآن في صدد الإشتغال «على قناتي الخاصة التي تتيح لي تواصل مع الجمهور، وأتحدث فيها عن مواضيع تهمنا جميعا، وإن كانت في بدايتها، الحمد لله تسير نحو الأحسن».
وبعد أن شكرت المتابعين، أفادت الفنانة المغربية بأن قناتها تبث مواضيع بعيدة عن ما نراه في اليوتيوب مؤخرا».