المنتدى الاقتصادي العالمي يعيد قضية خطف الجنود الاسرائيليين لتحرير الاسرى الفلسطينيين الى التراشق ما بين فتح وحماس
28 - مايو - 2013
حجم الخط
0
رام الله ـ ‘القدس العربي’ من وليد عوض: تسبب انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي الاحد الماضي على شاطئ البحر الميت من الجهة الاردنية بأزمة بين حركتي فتح وحماس على خلفية اعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته ان الاجهزة الامنية الفلسطينية تواصل تنسيقها الامني مع اسرائيل، وانها تمكنت من اعادة 96 جنديا اسرائيليا لاسرائيل ‘معززين مكرمين’، بعد ان دخلوا للاراضي الفلسطينية الخاضعة لسيطرة السلطة الوطنية خلال العام الماضي. حرص الناطقون باسم فتح على تقديم المبررات لما جاء في كلمة عباس وأنها تدخل في اطارة الخبرة السياسية التي يتمتع بها، واتقانه فن مخاطبة اسرائيل والمجتمع الدولي، اصرت حماس الثلاثاء على الابتعاد عن اللغة الدبلوماسية واعلنت انها ستواصل محاولاتها لأسر جنود اسرائيليين على غرار الجندي غلعاد شليط الذي اطلق سراحه ضمن صفقة تبادل اسرى اطلق بموجبها سراح اكثر من الف اسير فلسطيني معظمهم من اصحاب المحكوميات العالية وخاصة من اصحاب المؤبدات. وفيما تواصل اسرائيل اعتقال حوالي 5 الاف اسير فلسطيني في ظروف اعتقالية سيئة جدا قال ابو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس الثلاثاء ‘إن عمليات أسر جنود الاحتلال الإسرائيلي لمبادلتهم هي من صميم ثقافة الشعب الفلسطيني’، معتبرا إياها ‘مفخرة له ولمقاومته’. وأكد أبو عبيدة في تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي ‘تويتر’، صباح الثلاثاء، أن من يرفض أسر جنود الاحتلال يتنكر لآلام ومعاناة آلاف الأسرى ‘التواقين للحرية’. وجاءت تصريحات أبو عبيدة كرد على أقوال عباس بالمنتدى الاقتصادي العالمي التي جدد فيها رفضه سياسة خطف الجنود الاسرائيليين، وقال: ‘نحن ننسق أمنيا مع الجانب الإسرائيلي ولا نخجل ولن نخجل، لأننا نريد أن نتعايش، ومعروف أنه منذ 6 سنوات لم تقع أحداث ولو بسيطة بين الضفة الغربية وإسرائيل’. وتابع عباس: ‘نحن لا يمكن أن نقوم بخطف جنود، ولا يمكن أن نقوم بهكذا أمور، هذا ليس أسلوبنا، ولا نريد أن تكون علاقاتنا مع جيراننا (الإسرائيليين) بهذه الطريقة’، مضيفا ‘خلال عام 2012 وضعنا يدنا على 96 جنديا إسرائيليا بسلاحهم، وبعد عشر دقائق كانوا في بيوتهم معززين مكرمين، وأي إسرائيلي يدخل الأراضي الفلسطينية أهلا وسهلا به، ويعود إلى بيته سالما غانما، نحن ننسق أمنيا مع الجانب الإسرائيلي ولا نخجل لأننا نريد أن نتعايش’. واثارت اقوال عباس ردود فعل غاضبة وخاصة من قبل حركة الجهاد الاسلامي التي وصفتها بـ ‘الانهزامية’ في حين اعتبرها اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة بغزة نائب رئيس المكتب السياسي لحماس انها ‘غريبة عن ثقافة شعبنا ومقاومته’. الا ان حركة فتح تصدت لتصريحات قادة حماس حيث وصف المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف تصريحات هنية بانها مزاودات، مضيفا في حديث لإذاعة موطني التابعة لفتح الثلاثاء: أن هنية يحصل في كل يوم على شهادة حسن سير وسلوك من شركائه الإسرائيليين في اتفاق الهدنة المخزي والمذل (اتفاق وقف الأعمال العدائية)، ويأتي اليوم ليزاود على الرئيس للتغطية على ما تقوم به حماس من اعتقال للمقاومين وتنسيق أمني وسياسي مع إسرائيل على أعلى المستويات سواء في قطاع غزة أو دول إقليمية تجاوزت فيها حماس كل الخطوط الحمر وتنازلت عن الثوابت مقابل أن تكون هي البديل’. وكانت فتح ‘انتقدت تصريحات هنية، وقالت انها ‘دليل على جهل بابجديات السياسة، وقوانين إدارة الصراع مع المحتل الإسرائيلي’. وقال المتحدث باسم ‘فتح’ اسامة القواسمي في تصريح صحافي صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة: إن من يعزز الانقسام، ويعمل على تشويه صورة الشعب الفلسطيني يوميا، ويتعهد لإسرائيل بحماية حدودها مئة بالمئة، ويعقد الاجتماعات السرية مع موفديها في بلدان أوروبيه وإقليمية للتآمر على الشرعية ويعرض على موفدين أوروبيين ما ترفضه القيادة الفلسطينية من حلول تصفوية، ويعتقل المناضلين وأصحاب الرأي، وكل من يفكر بمقاومة الاحتلال ويقمع الحريات ويحارب الثقافة الفلسطينية المتجذرة ويعمل على ‘طلبنة’ المجتمع الفلسطيني، وينتهك حقوق الإنسان، ويغتني على حساب معاناة شعبنا الفلسطيني ونضاله، لا يحق له أن يتطاول على قادة عظام بحجم الرئيس محمود عباس الذي صمد وما زال أمام كل التهديدات المباشرة الإسرائيلية، وتحمل الضغوطات الأمريكية والدولية. وفي ظل ردود الفعل من قبل فتح على انتقادات حماس لما جاء في كلمة عباس امام المنتدى الاقتصادي الذي عقد الاحد بالاردن أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الثلاثاء بانها ستواصل المحالات لأسر جنود اسرائيليين لتحرير الاسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، معتبرة سياسة خطف الجنود الاسرائيليين في صلب عقيدة المقاومة لتحرير الاسرى. وسبق أن أسرت حماس الجندي الإسرائيلي غلعاد شليط منتصف عام 2006 وأفرجت عنه في تشرين الاول (أكتوبر) 2011 في صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل بوساطة مصرية تضمنت الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني على دفعتين. وتعتقل إسرائيل حاليا أكثر من 4700 أسير فلسطيني بينهم العشرات ممن أمضوا أكثر من 20 عاما قيد الاعتقال.