المنتدي الاجتماعي العالمي المعارض للعولمة سيجتمع في 3 قارات خلال العام
المنتدي الاجتماعي العالمي المعارض للعولمة سيجتمع في 3 قارات خلال العامباريس ـ من ريبيكا فراسكيه: يغادر المنتدي الاجتماعي العالمي، الحدث السنوي الموازي والمعارض لحركة العولمة، مسقط راسه البرازيلي في بورتو اليغري لاستكشاف الحقائق الاجتماعية في ثلاث قارات هي افريقيا حيث سينعقد اول منتدي من نوعه في باماكو عاصمة مالي، ثم اميركا اللاتينية وآسيا.وينتقل التجمع الكبير لمناهضي العولمة الليبرالية لاول مرة في شكله المتعدد المراكز الي العاصمة المالية من 19 الي 23 من كانون الثاني (يناير) ثم الي كراكاس من 24 الي 29 من الشهر نفسه.كذلك سيتوجه المنتدي الاجتماعي العالمي السادس، الذي كان غادر بورتو اليغري في البرازيل الي الهند خلال 2004 في منتدي واحد، الي كراتشي في باكستان في نهاية آذار (مارس) كما يفيد المنظمون، لكن زلزال الثامن من تشرين الاول (اكتوبر) الذي اسفر عن سقوط 73 الف قتيل و3.5 مليون مشرد، جعل تنظيم فعالياته اكثر تعقيدا.وكما جرت العادة يصادف انعقاد المنتدي الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا حيث يجتمع ابرز القادة السياسيين والاقتصاديين الد اعداء حركة موازاة العولمة.وفي كراكاس حيث يتوقع وصول 120 الف شخص،80% منهم من الفنزويليين، سيتسم المنتدي برهانات سياسية واضحة كما اكد لوكالة فرانس برس احد مؤسسي المنتدي الاجتماعي العالمي كانديدو غرزيبوفسكي.واعتبر غرزيبوفسكي انها فرصة ومشكلة في آن واحد لان بعض المنظمات تدعم بعض الحكومات اليسارية المنتخبة في القارة في حين ينتقدها البعض الاخر .وعلاوة علي الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، الذي يستضيف المنتدي، سيشارك ايضا رئيسا البرازيل لويز ايناسيو لولا دا سيلفا وبوليفيا ايفو موراليس وكذلك المفكر الاميركي نوام تشومسكي والكاتب الارجنتيني ارنستو سابتو. وثمة اختلاف في حركة موازاة العولمة التي تضم نقابيين ومدافعين عن البيئة واقتصاديين وفوضويين ينددون بالاقتصاد الليبرالي الجديد وانعكاساته الاجتماعية والبيئية، حول مسألة السلطة، كما افاد الباحث ايدي فوجييه.واكد الباحث ان الاختلاف الاساسي يكمن في انهم لم يتوصلوا الي اتفاق حول البديل متسائلا هل يجب ان يتحولوا الي احزاب او التعامل مع الحركات السياسية؟ وفي حين يتسم الناشطون الاوروبيون لحركة موازاة العولمة بعدم التسيس والدعوة الي الاصلاح تتجذر الحركات الاميركية اللاتينية في الاوساط الشعبية وتفضل المقاربة الثورية السياسية التي يمثلها هوغو شافيز او الهندي ايفو موراليس المنتخب حديثا في بوليفيا.ومن شبه المؤكد ان يكون تحول معظم حكومات القارة الاميركية اللاتينية الي اليسار، وآخرها تشيلي مع انتخاب الاشتراكية ميشال باتشليت الاحد، في صلب النشاطات المدرجة في البرنامج والتي تقدر بنحو 2300 فعالية تدور حول الطريقة الملموسة لبناء نظام عالمي جديد .ومن بين المواضيع السبعة التي ستطرح في كراكاس هناك مسألة السلطة السياسية و النضال من اجل الازدهار الاجتماعي الي جانب قضايا يغلب عليها الطابع الفلسفي مثل الاتجار بالحياة .وفي باماكو حيث الاجتماع التمهيدي للمنتدي الاجتماعي العالمي الوحيد الذي سينعقد خلال 2007 في نيروبي بكينيا سيتم التطرق خصوصا الي الديون والتجارة العالمية و التعدي علي المجتمعات الزراعية .ويفضل العديد من المنظمات غير الحكومية والجمعيات الاوروبية منتدي مالي الذي سيشارك فيه الزعيم الزراعي الفرنسي جوزيه بوفيه لان هذه الجمعيات تولي اهتماما كبيرا بمسائل الهجرات الدولية التي سيتم التطرق لها بشكل خاص كما اكد كريستوف أغيتون المسؤول في منظمة اتاك لوكالة فرانس برس.لمحة تاريخية انبثقت الحركة التي كانت مناهضة للعولمة وتطورت الي موازاة للعولمة من التظاهرات التي جرت علي هامش قمة منظمة التجارة العالمية المنعقدة في سياتل في كانون الاول (ديسمبر) 1999 لترسيخ رغبتها في فرض نفسها كقوة اقتراح لا تقتصر علي الاحتجاج.وتضم المنظمة الزراعية فيا كمبسينا التي تأسست عام 1992 نحو مئة منظمة مزارعين في العالم من بينها حركة الذين بدون ارض البرازيلية وتتطلع الي تمثيل ستين مليون مزارع.وفي فرنسا تعتبر كونفدرالية المزارعين بعد انسحاب الناطق باسمها جوزيه بوفيه الشهير، من اكبر اركان الكفاح ضد سوء التغذية والوجبات السريعة والزراعات الصناعية.وتقيم الحركة علاقات كثيرة مع مظمات الدفاع عن البيئة (غرينبيس وورلد وايلدلايف فاند واصدقاء الارض، واحزاب الخضر الاوروبية…) لا سيما التي تكافح ضد المنتجات المعدلة جينيا ومن اجل تنمية دائمة وضد الطاقة النووية.واستمدت حركة دعاة السلام التي شهدت تراجعا خلال الثمانينات قوة جديدة من الحرب علي العراق الذي كان من المواضيع الكبيرة المطروحة علي المنتديات السابقة والتنديد بالاحتلال الاسرائيلي في فلسطين.وثمة ايضا منظمات دفاع عن حقوق الانسان قريبة من هذا التيار مثل منظمة العفو الدولية او الاتحادية الدولية لحقوق الانسان.ويركز التيار الاقتصادي علي التنديد بالسياسات الاقتصادية الليبرالية والداعين اليها (منظمة التجارة العالمية ومجموعة الثماني) وكبري الهيئات المالية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والتصدي لهيمنة الماركات وتناضل من اجل الغاء ديون العالم الثالث.ونشات حركة اتاك حول فكرة فرض ضريبة علي العمليات المالية في البورصات ولديها جمعيات في 35 بلدا وتضم ثلاثين الف منخرط في فرنسا.ويضم التيار الفوضوي ريكليم ذي ستريتس اي استعيدوا الشوارع في بريطانيا والمراكز الاجتماعية الايطالية… اكثر الناشطين تطرفا والداعين للدفاع عن البدون اي الذين دون وهوية ومساكن ووظائف.ورغم انها اثبتت قدرتها علي التشكيك في التنظيم الليبرالي للاقتصاد وفرض اطروحاتها علي النقاش العام، ما زالت الحركة الموازية للعولمة منقسمة حول طريقة تشكيل بديل يتمتع بمصداقية ويقوم علي المثقفين والناشطين، ولم تنجح بعد في التجذر في الاوساط الشعبية في الدول الغربية.5