المواجهة الكبرى بين كتالونيا واسبانيا حول البقاء أو الانفصال تقترب مع اقتراب موعد استفتاء تقرير المصير

 مدريدـ «القدس العربي»: بدأت «المواجهة السياسية الكبرى» تقترب بين كاتالونيا الراغبة في الانفصال عن اسبانيا والحكومة المركزية في مدريد المصرة على الوحدة الوطنية بعدما فشل الاجتماع الذي جرى بين رئيس حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا أرثور ماس ورئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي.
وبعد سنة من الجفاء والمواجهة، اجتمع أرثور ماس وماريانو راخوي في مدريد مساء أمس الأول من الأسبوع الجاري لبحث الخلاف القائم بينهما حول تقرير مصير كتالونيا، الاقليم الإسباني الغني وعاصمته برشلونة. وبعد اجتماع دام ساعتين ونصف ساد نوع من الاتفاق في قضايا اقتصادية حول إنشاء بعض البنيات التحتية في كتالونيا ولم يتوصلا الى اتفاق حول العلاقات القانونية التي يجب أن تجمع بين كتالونيا واسبانيا مستقبلا.
وخلال اللقاء، حمل أرثور ماس معه المشروع السياسي القاضي باستفتاء تقرير المصير في كتالونيا للاستقلال عن اسبانيا وتأسيس جمهورية مستقلة تقع ما بين شمال اسبانيا وجنوب فرنسا في الواجهة المتوسطية، وذلك تماشيا مع حق تقرير المصير الذي ينادي به الكاتالان منذ مدة طويلة.  وأكد أرثور ماس في تصريحات للصحافة التشبث بهذا الحق الذي يرفع الى مستوى «الحق المقدس». وكتبت جريدة آ بي سي المحافظة أمس في تعليقها على اللقاء «خريطة طريق الانفصال تستمر» في نقد لاذع لسياسة أرثور ماس بالانفصال عن اسبانيا. وترى هذه الجريدة المعبرة عن الأوساط العسكرية والمحافظة وطنيا أن كل المؤشرات تصب في استمرار سياسة الابتعاد عن اسبانيا وضرب وحدتها.
وفي الجانب الآخر، يؤكد ماريانو راخوي على التزامه بحماية الوحدة الوطنية الإسبانية في وجه اي مشروع يصفه بالإنفصالي، وتبرز بعض الجرائد المستقلة مثل أنفو ليبري وديايريو أو القومية الكتالانية مثل بيريوديكو صعوبة التزامه بما يعلن لأن منع سكان كتالونيا من تقرير المصير بالقوة يعني إرسال قوات عسكرية الى كتالونيا وإعلان حالة طوارئ حقيقية، وهو ما ليست مستعدة له اسبانيا في القرن الواحد والعشرين.
وتبقى النقطة الإيجابية في اللقاء هو التزام الطرفين باستمرار الحوار السياسي بينهما وتفادي قطيعة حقيقية قد تجر الى مواجهة مفتوحة وتزيد من التوتر. ويرى المراقبون أن «المواجهة السياسية الكبرى» تقترب تدريجيا بحكم إصرار كتالونيا على إجراء استفتاء تقرير المصير يوم 9 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وهي تتأثر في هذا المسعى باستفتاء تقرير المصير في اسكوتلندا خلال منتصف أيلول/ سبتمبر المقبل. وتعجز حكومة مدريد حتى الآن في إقناع كتالونيا بالعدول عن قرارها الانفصالي.
وتعيش اسبانيا منذ عقود على إيقاع مطالب القوميين في عدد من الأقاليم التي تسمى تاريخية وعلى رأسها إقليمي كتالونيا وبلد الباسك التي تطالب بالانفصال وتعتبر اسبانيا قوة استعمارية، ولكنها اتخذت بعدا تصاعديا خلال السنة الأخيرة. وعلاوة على  كتالونيا التي ستجري استفتاء تقرير المصير، فقد أعلنت حكومة بلد الباسك أنه ابتداء من السنة المقبلة ستشرع في الانفصال عن اسبانيا.

حسين مجدوبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية