في المَوكب..
تَغتسِلُ الطُرُقاتُ من المأساة،
وتَغتسِلُ المأساةُ من العار التَاريخيِ،
ويَغتسِلُ التَاريخُ من المَلهاة.
في الموكب..
نَدخلُ محرابَ مَحبَتنا،
ونُصلي بوضُوء النِيل وضَوء النَار
لخالق هذا البلد الطَيِب.
في الموكب..
يحتفلُ الرَملُ بروح العصر،
يُغنِي العَرَقُ المُتلألئُ أجملَ أحلامِ الثَورة،
تشتبكُ الأشجار.
في الموكب..
تصدَحُ أرواحُ السودان بسِحْر الغابة والصحراء،
تَجنحُ أسماءُ الطِين إلى الضِفَة،
تتعَرَى أشواقٌ بشباب التَعبِ الحيِ،
وتبتسم الحُرِيَةُ للخازُوق.
في الموكب..
تتعرَى أحلامٌ،
وتَطيْرُ شبابيك من جسد البيت، ويَنبُعُ نهرٌ، ويُضاءُ سماء.
في الموكب..
رجُلٌ/ مَلحَمةٌ
أُنثى/ لُحْمةُ هذا الجسد النُوريِ العالَم.
في الموكب..
تصرُخ كوكبةٌ بضياء الحقِ: الحقُ،
ويَشتعلُ الشُهداء.
في الموكب..
يُقبِلُ رجلٌ بين هُتافينِ حبيبتَهُ، ويصرُخُ بالحُرِيَة والإِنسان.
في الموكب..
بِنتٌ ترفعُ تاريخَ الأرض على الكتفينِ، وتُشير إلى وردة عاشِقها.
في الموكب..
لا يَنتبهُ العُشَاقُ إلى غَسل ملابسهم أو تهذيبِ البَسَمات.
في الموكب..
تَنخرطُ الأشجارُ مع الموج البشريِ
ولا يَحتاطُ الحَقل.
في الموكب..
تَنبتُ أزهارٌ بين الأقدام،
ويُولَدُ طيرٌ، ويَطيْرُ رصيف.
في الموكب..
نَسمَعُ صوتَ الآتي؛ وهو يُقبِلُ رأسَ امرأةٍ تَعرِفُ مِقدارَ المستقبَل.
في الموكب..
تَحتَجُ الأيَامُ على المعنى،
تجتاحُ الوقتَ ليَجلسَ في خُضْرة عاشِق.
في الموكب..
عيدٌ وتبادُلُ قلبينِ مُحبَينِ بقلب الشَارع،
وسلامُ عصافيرِ الشَعب.
في الموكب..
لا يَتكلَمُ أَحَدٌ
بل تصرُخُ من داخله كلُ لغاتِ الحُبِ.
في الموكب..
حضرةُ هذا السُودان
٭ شاعر سوداني