بيروت ـ «القدس العربي»: انضم النائب ابراهيم كنعان الذي يشغل منصب أمين سر تكتل «لبنان القوي» ورئيس لجنة المال والموازنة النيابية إلى النواب الثلاثة الياس بو صعب وآلان عون وسيمون ابي رميا، فأصبح خارج التيار الوطني الحر بعدما تقدم باستقالته من الإطار التنظيمي للتيار بعد أيام على عرضه مبادرة للم الشمل من دون أن يلقى التجاوب من قبل قيادة التيار.
وجاء في كتاب استقالة كنعان الذي انتخب عن المقعد الماروني في المتن الشمالي لعدة دورات ما يلي: «أهلي في التيار، كنت قد عقدت في الرابع عشر من شهر آب/أغسطس الجاري مؤتمراً صحافياً أطلقت فيه نداء لإعادة جمع الشمل في التيار الوطني الحر، انسجاماً مع قناعاتي ومسيرتي ونزولاً عند رغبة القاعدة التيارية والعونية التي شاورتها قبل الاقدام على هذه الخطوة، التي أعطيت مهلة أسبوع للتجاوب معها. وقد أتت قبلها بستة أشهر، مبادرة قمت بها بعيداً من الإعلام، من خلال اجتماعات سبقت وتلت رسالتي إلى رئيس التيار في 10 نيسان/إبريل 2024.
وقد انقضت مهلة الأسبوع وتوشك مهلة أسبوع آخر على الانتهاء من دون أن ألمس أي رغبة في التجاوب مع أي محاولة توحيدية أو إنقاذية، لا بل إن التصويب على المبادرة وعليّ شخصياً بدأ حتى قبل عقد المؤتمر، وبشكل وصل إلى حد المس بالكرامة».
وأضاف كنعان «بناءً على ما تقدّم، وبما أن محاولتي للم الشمل والحفاظ على قوة المجموعة بوحدتها، لم تلقَ آذاناً صاغية، وبعدما كان لي شرف المحاولة منذ أشهر داخل الأطر الحزبية، ومن خلال رئيس التيار، من دون أن أجد التجاوب المنشود، وبما أن فكري ونهجي وعملي كان دائماً مع الجمع وضد التفرقة، وطنياً وسياسياً وحزبياً، وانطلاقاً من مقولة الرئيس عون في كتابه «ما به أؤمن»: «عندما يُقال لي هذا مستحيل، أجيب يبقى لي شرف المحاولة» لذلك، وانسجاماً مع مسيرتي وقناعاتي، لم يبق أمامي سوى خيار الاستقالة من الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر، معاهداً المتنيين عموماً، والتياريين والعونيين والمناصرين والمؤيدين بالبقاء معهم على المبادئ التي نشأنا عليها أولاً لتبقى همومهم همومي، وتطلعاتهم تطلعاتي، ولتتواصل مسيرتنا التي بدأت منذ سنوات ستتواصل من أجل لبنان».
وتعليقاً على استقالة كنعان، سارع التيار الوطني الحر إلى التعليق على حسابه الرسمي على «إكس» بالقول: «بعد أن تم استدعاؤه البارحة إلى مجلس الحكماء، وبعد رفضه الحضور ثلاث مرات متتالية إلى الهيئة السياسية وعلى جدول اعمالها الوضع الداخلي للتيار، وعلى الرغم من تبليغه الدعوة على مجموعة الهيئة السياسية للتيار وعلى خطّه المباشر، وعلى الرغم من تحديد موعد له نهار الجمعة المقبل مع رئيس التيار، اختار كنعان ان يقدّم استقالته من التيار في الاعلام، على أن يصدر التيار البيانات والمعلومات التفصيلية عن الموضوع لاحقاً».
ومن المعلوم أن النائب كنعان لعب دوراً بارزاً مع القيادي في القوات اللبنانية ملحم الرياشي لعقد المصالحة بين الرئيس السابق للتيار العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والتي مهّدت لانتخاب عون رئيساً للجمهورية في وقت لاحق. وقد تفاقم الخلاف داخل التيار بعد عدم التزام عدد من النواب بقرار التصويت للوزير السابق جهاد أزعور في جلسة 24 حزيران/يونيو 2023.
تزامناً، أطلق رئيس التيار النائب جبران باسيل قبل ساعات انتقادات لاذعة لـ«حزب الله» على خلفية فتحه جبهة مساندة غزة، وقال في احتفال في الكورة «عندما يشعر بعض اللبنانيين أن ليس لهم علاقة بهذه الحرب، ورأيهم أنه يمكننا أن نساند القضية الفلسطينية ونقف بجانبها، ولكن حق اللبناني أن يسأل لماذا تخاض هذه الحرب؟ ولماذا نربط مصير لبنان بمصير دول أخرى ولمصلحة من؟».
وبعدما شكّك بثبات «معادلة القوة» أكد «أن التيار حر وما يهمه هو مصلحة بلده ولهذا هو مستهدف».
وقال: «نحن في التيار يريدون أن يكون لهم أناس داخل التيار ونتركهم وإلا نكون ديكتاتوريين» مضيفاً: «التيار متماسك ولم تمسه لا وصاية ولا وجود ولا مؤامرة ولا ثورة ولا 13 تشرين ولا 17 تشرين وبالتالي لن يستطيعوا هزه بالقليل من الحرتقة من الداخل».
وختم باسيل: «في التيار تنوع وحرية ولكن في النهاية هناك قرار وقرارنا هو أن نبقى متمسكين بقضيتنا والتزامنا ليس بشخص وليس فقط بالمؤسسة بل بماذا تحمل هذه المؤسسة من نضال وتاريخ، وكيف تعمل لتحقق للبنانيين مستقبلاً أفضل، وهذه قيمة التيار الوطني الحر ولهذا يريدون ان يخضعوه وهو لن يخضع».