النسيان يطوي دعوة قطر لقمة عربية مصغرة في القاهرة لاتمام المصالحة الفلسطينية وسط مطالبات بتبادل السفراء بين غزة والضفة

حجم الخط
0

رام الله ـ ‘القدس العربي’ من وليد عوض: باتت الدعوة القطرية التي اطلقت خلال القمة العربية الاخيرة بالدوحة لعقد قمة عربية مصغرة في القاهرة بحضور حركتي فتح وحماس لاتمام المصالحة ‘طي النسيان’ حيث لم يعد احد في الساحة السياسية الفلسطينية يتكلم حول تلك الدعوة.
وكانت تلك الدعوة القطرية محط انتقاد من قبل حركة فتح بحجة انه ليس هناك داع او حاجة لعقد قمم اضافية، وان المطلوب هو تنفيذ ما تم التوقيع عليه من اتفاقيات، واخرها اعلان الدوحة القاضي بتشكيل حكومة من المستقلين برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
اما حركة حماس فاعتبرت الدعوة القطرية ‘هامة’ لتحقيق المصالحة، وطالبت بالاسراع لعقد تلك القمة، وذلك على لسان اكثر من مسؤول فيها، مشددين على ضرورة عقد تلك القمة لما لها من اهمية في دفع جهود المصالحة للامام، على حد وصفهم.
وفي الوقت الذي عبرت فيه اوساط داخل القيادة الفلسطينية عن ريبتها من تلك الدعوة والحاجة اليها، بات الحديث يدور حاليا في الاروقة السياسية برام الله عن ان الدعوة القطرية ‘دفنت، وماتت بلا رجعة’ ولم يعد احد يتحدث بشأنها.
وحسب ما يدور في الكواليس السياسية الفلسطينية فان ‘دفن’ الدعوة القطرية في مهدها جاء بضربة ‘معلم’ في اشارة الى قرارات الرئيس عباس مؤخرا، والمتمثلة في قبولة استقالة الدكتور سلام فياض، واعلانه السبت الماضي الشروع في اجراء المشاورات لتشكيل حكومة التوافق الوطني.
ووفق ما يدور في الكواليس فان اعلان عباس الشروع في اجراء مشاورات لتشكيل حكومة توافق الوطني وضع الكرة في ملعب حماس في حين الغى فكرة قطر بعقد قمة عربية مصغرة في القاهرة لاتمام المصالحة.
وتستبعد الاوساط السياسية الفلسطينية بالضفة الغربية امكانية نجاح تشكيل حكومة توافق وطني برئاسة عباس وفق اعلان الدوحة لتنفيذ اتفاق المصالحة بحجة ان حماس غير جاهزة لانهاء الانقسام وانها تريد تنفيذ اتفاق المصالحة كرزمة واحدة بما فيه اجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج بالتزامن مع اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية للسلطة الوطنية.
وفي الوقت الذي يصر عباس ومن خلفه فتح على ضرورة ان يكون هناك عمر زمني لبقاء اية حكومة يتم تشكيلها بالتوافق مع حماس وتحديد موعد لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية وتأجيل انتخابات المجلس الوطني لفرز قيادة جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية لحين استقرار الاوضاع في الدول العربية فان احتمالات تشكيل حكومة بموافقة حماس تمهيدا لاتمام المصالحة وانهاء الانقسام أمر بعيد المنال حاليا.
وعلى ذلك الصعيد يدور الحديث في صالونات النميمة السياسية الفلسطينية بان انهاء الانقسام بات بعيد المنال حيث الحكومة المقالة في قطاع غزة تواصل مسيرتها للامام دون الالتفات للمصالحة حيث يواصل اعضاء المجلس التشريعي بقطاع غزة عقد جلسات المجلس واقرار القوانين وادخال وزراء جدد للحكومة هناك مثل ما جرى امس الاثنين، حيث منحت كتلة حماس البرلمانية في المجلس التشريعي الثقة لوزير العمل الجديد محمد الرقب وحظي باجماع على إنضمامه لحكومة اسماعيل هنية بعدما كانت وزارة عمل حماس تدار من قبل نائب هنية ‘زياد الظاظا’ الذي أوكلت إليه صلاحيات تسيير الحكومة بشكل كامل نظراً لإنشغال هنية في منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
وفيما تواصل حماس ادارة غزة دون الالتفات لاعلان عباس السبت الماضي الشروع باجراء مشاورات لتشكيل حكومة التوافق الوطني، ترجح الاوساط القيادة بالضفة الغربية وخاصة في داخل حركة فتح اللجوء الى تشكيل حكومة توافق وطني على مستوى فصائل منظمة التحرير لادارة شؤون الفلسطينيين بعد استقالة حكومة فياض بذريعة انه لا يجوز ان تبقى حكومة فياض حكومة تسيير اعمال لفترة طويلة في حين حماس غير مهيئة وجاهزة لتشكيل حكومة مستقلين برئاسة عباس وفق اعلان الدوحة لتنفيذ اتفاق القاهرة للمصالحة.
وفي الوقت الذي يسود اعتقاد بان الحكومة القادمة برام الله لن تكون حكومة برضى وموافقة حماس التي تسيطر على قطاع غزة اكدت مصادر فلسطينية مطلعة في مجالس خاصة بان اية حكومة فلسطينية لن ترى النور قبل كشف الادارة الاميركية عن مبادرتها التي يعمل وزير خارجيتها جون كيري على بلورتها في غضون الاسابيع المقبلة.
وفيما عباس ينتظر معرفة تفاصيل مبادرة كيري لاستئناف المفاوضات قبل تشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة، وتواصل حماس ادارة قطاع غزة من خلال حكومتها بعيدا عن حكومة رام الله، تشهد الساحة الاجتماعية الفلسطينية سواء على صعيد الاعلاميين او على صعيد نشطاء الفيسبوك تقديم مقترحات لادارة الانقسام الفلسطيني ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة وتخفيف معاناة الفلسطينيين جراء ذلك الانقسام ، وذلك من خلال اقامة علاقات كونفدرالية ما بين جناحي الوطن الفلسطيني.
وفيما دعا العديد من نشطاء الفيس بوك قيادة حماس بغزة وقيادة فتح بالضفة الغربية لاقامة اتحاد كونفدرالي ما بين غزة والضفة ذهب البعض الاخر للدعوة لتبادل السفراء بين شطري الوطن على ان يكون سفير فتح في غزة من رواد المساجد وان يكون سفير حماس برام الله من الاسلاميين المعتدلين.
وفي ظل مواصلة الفشل في انهاء الانقسام رغم العديد من الاتفاقيات واللقاءات والاجتماعات، وتواصل التندر بشأن استمرار الانقسام يدور الحديث في الاروقة السياسية الفلسطينية بان هناك مسعي تركية لدفع عجلة المصالحة للامام من خلال زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردغان المرتقبة لقطاع غزة نهاية الشهر القادم وامكانية ان يحاول اصطحاب الرئيس الفلسطيني للقطاع والاعلان من هناك عن انهاء الانقسام الدخلي واعلان تشكيل حكومة المستقلين برئاسة عباس، الا ان ذلك يبقى محاولات لا يمكن لاحد ان يتكهن بامكانية نجاحها بصورة كبيرة في ظل الصورة الضبابية التي تكتنف مواقف قيادات حركتي فتح وحماس بشأن اصرارهم اعلاميا على انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وممارستهم عمليا تجذير الانقسام وتواصله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية