تونس – «القدس العربي»: أعلنت حركة «النهضة» عن تشكيل «توافق» مع حركة «مشروع تونس»، في تحالف جديد قد يغير عددا من الموازين السياسية في البلاد.
وأكد عبد الكريم الهاروني رئيس مجلس شورى حركة «النهضة» أنه تم «التوافق» بين الحركة و»مشروع تونس» (مُنشق عن حزب نداء تونس)، بمبادرة من الطرفين، مشيرا إلى أن «الصراع الأيديولوجي بين الطرفين انتهى».
وأضاف «صراع العلمانيين والاسلاميين تجاوزته الأحداث وبقيت المنافسة السياسية حول ملفات وطنية وقضايا ثقافية وفكرية في اطار سلمي وديمقراطي، وتونس تتسع للجميع، والديمقراطية لا تكون بإقصاء الاسلاميين أو بإقصاء العلمانيين».
وكشف الهاروني عن لقاءات سابقة تمت بين الطرفين بمبادرة من رئيس «مشروع تونس»، محسن مرزوق و»أجمعا خلالها على ضرورة فتح صفحة جديدة، وهي خطوة ايجابية ومتقدمة في النخبة التونسية وسوف يكون لها صدى عربيا وعالميا»، مضيفا «الواقع أثبت أن أي برنامج ضد النهضة لن ينحج».
وير المراقبون أن «النهضة» أكدت في هذه الخطوة «تخليها» عن التحالف مع «نداء تونس» واستبداله بتحالف جديد مع طرف سياسي، كان حتى الأمس القريب «خصما إيديولوجيا»، لكنه ربما قرر التحالف مع الحركة الإسلامية «طمعا بالسلطة»، على اعتبار استمرار «النهضة» بدعم حكومة يوسف الشاهد، والذي سيجري قريبا تعديلا حكوميا، قد يكون «مشروع تونس» حاضرا فيه بقوة.
وجاء الإعلان عن التحالف الجديد بعد أيام من تصريحات لمحسن مرزوق، أكد خلالها أن الباب «أغلق» أمام انصهار حزبه في حزب نداء تونس، وخاصة بعد اختيار «النداء» لطرف سياسي آخر، في إشارة إلى «الاتحاد الوطني الحر».
كما أكد أن حزبه لن يدخل في «صراعات سياسية غير ضرورية»، مؤكدا أن مشاكل البلاد لا تكمن في الاطاحة بحكومة الشاهد، وأوضح بقوله ”التحالف مع أي كان لاسقاط الحكومة، هو موقف تحطيمي عدمي لكسر العظام ونحن كحركة مشروع تونس لا نتبناه”.
فيما اعتبرت البرلمانية عن حزب «نداء تونس»، فاطمة المسدّي أن حركة «مشروع تونس» اختارت الوقوف إلى جانب النهضة وضد «نداء تونس».
ودوّنت على صفحتها في موقع «فيسبوك»: «بعد انصهار حركة نداء تونس مع الاتحاد الوطني الحر لاحظنا هجمة اعلامية كبيرة، فيها القليل من المنطق والكثير من المغالطات والتشويهات ( كاشاعة انضمام الهاشمي الحامدي لنداء تونس)، ونحن ننتظر هذا منهم واكثر وكل هذا نتيجة خوف من تحالفات جديدة تقضي نهائيا على تغول حركة النهضة في الساحة السياسية».
وأضافت «وقد استغربت كثيرا من موقف حركة مشروع تونس، التي خيرت ان تقف الى جانب حركة النهضة، على ان تتوحد مع حركة نداء تونس في معركتها ضد التنظيم السري لحركة النهضة. على كل حال الكرسي يعمي الكثيرين، لكن يبقى القليل من المناضلين يؤمنون بتوحيد القوى الديمقراطية من اجل تونس وسأكون منهم. وبناء عليه قررت ان اكشف في المرحلة القادمة على بعض المعطيات التي ستوضح للشعب من يقف مع حركة التنظيم السري سواء بدعم مالي أو سياسي أو أمني».
ولطالما هاجم محسن مرزوق حركة «النهضة» التي «خصما إيديولوجيا»، كما اتهمها مرارا بـ«الخلط» بن السياسي والديني، حتى أنه برر استقالته من «نداء تونس» باستمرار تحالفه مع الحركة الإسلامية»، ولكن يبدو أنه عدل موقفه السياسي أخيرا من «النهضة»، بل إنه قرر «التحالف» معها، وسيكون لذلك تبعات عدة على المشهد السياسي في تونس.
” «صراع العلمانيين والاسلاميين تجاوزته الأحداث وبقيت المنافسة السياسية حول ملفات وطنية وقضايا ثقافية وفكرية في اطار سلمي وديمقراطي، وتونس تتسع للجميع، والديمقراطية لا تكون بإقصاء الاسلاميين أو بإقصاء العلمانيين».
هذا هو سر نجاح التعايش السلمى و تفوق الغرب علينا…….
و أخيرا فهمت النهضة فى تونس قلب المعضلة……..
محسن مرزوق شأنه شأن كل العلمانيين في التقلب والتزلف لمراكز القوى الحاشدة مثل النهضة . فالبارحة كان يعاديهم وبقدرة قادر أصبح حليفا وتنازل عن أسباب العداء والخصومة بلمحة برق ويبدو أن لعابه يسيل نحو منصب رئيس الجمهورية ولن يجد مطية أفضل من حزب النهضة التونسية فربما يصل على اكتافهم الى مبتغاه ثم يقلب لهم ظهر المجن وتعود حليمة الى عادتها القديمة بعدما يرتب اوراقة ويوزع الادوار ثم يتخلى ان لم ينقض على الحليف الجديد . اسمه التوافق المتناقض ولا يدوم تماما كما توافق الهضة مع النداء ثم تفرقا وكما توافق مجموع الاحزاب مع النداء للوقوف في وجه النهضة عند اجراء الرئاسة وفوز السبسي بها ثم انفضوا وتفسخوا وذهبوا أوزاعاً .
إنها لعبة السياسة التي تفتقر الى الاخلاق والمبدأ .
لكن العلمانين لم يفهما لحد الآن قلب المعضلة.
حركة مشروع تونس نفت اى توافق مع طائفة النهضة ….نعم للتعاون السياسي ان اقتضى الأمر لمصلحة تونس لكن التوافق يكون على قاعدة واضحة ….مدنية الدولة اولا و اخيرا و تحييد الدين عن السياسة ….طائفة النهضة تبحث عن غطاء علمانى ليتم تسويقها للنخبة التونسية اولا و للغرب ….انتبهوا جيدا لا توافق و لا تسويق و لا غطاء بدون التصويت عن المساواة فى الميراث و مجلة الحريات الفردية و الكشف عن خفايا التنظيم السرى انتبهوا جيدا …..تحيا تونس تحيا الجمهورية و لا ولاء إلا لها