رام الله– غزة– “القدس العربي”: لا تزال الهجمات الاستيطانية تتواصل ضد المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي تترافق مع استمرار زيادة وتيرة هدم المنازل، بهدف طرد سكانها قسرا.
وفي التقرير الجديد لمكتب تنسيق المساعدات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية “أوتشا”، أوضح أن السلطات الإسرائيلية هدمت 26 مبنًى يملكه فلسطينيون في المنطقة (ج) والقدس الشرقية، بحجة الافتقار إلى رخص البناء.
وأشار التقرير الجديد إلى أن ذلك أدى إلى تهجير 34 شخصًا، من بينهم 15 طفلًا، وإلحاق الأضرار بنحو 40 آخرين، لافتا إلى أن تلك السلطات استهدفت 22 مبنًى في يوم 17 مارس في أربعة تجمعات بالمنطقة (ج)، بما فيها ثماني خيام صودرت في خربة طانا (نابلس)، مما أسفر عن تهجير 18 شخصًا، و11 منزلًا غير مأهول هُدم في تجمع النويعمة الفوقا البدوي (أريحا)، مما ألحق الأضرار بـ21 شخصًا.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال هدمت أربعة من المباني في القدس الشرقية، بما فيها ثلاثة هدمها أصحابها، مما تسبّب في تهجير 12 شخصًا.
وحين تطرق التقرير لهجمات الاستيطان الأخيرة، ذكر أن مستوطنين إسرائيليين هاجموا فلسطينييْن، وأصابوهم بجروح وألحقوا الأضرار بعدة مئات من الأشجار التي تعود للفلسطينيين.
ويوضح أن فلسطينيين تعرضا للاعتداء الجسدي، أحدهما قرب تجمع سوسية (الخليل) والآخر بينما كان يفلح أرضه بالقرب من الخضر (بيت لحم).
وأفاد سكان قرى جالود وخربة صَرّة وتِلّ في نابلس وراس كركر ودير نظام في رام الله بأن نحو 300 شجرة وشتلة تعرضت للإتلاف، فيما قام مستوطنون بإلحاق الضرر في منزل ومبان زراعية وثلاث مركبات في بيت إكسا (القدس) وكفر الديك (سلفيت). وفي منطقة البقعة (الخليل)، شرع المستوطنون في تجريف أراضٍ يملكها الفلسطينيون ملكية خاصة.
كما رصد التقرير الدولي خلال الأسبوعين الماضيين، قيام المستوطنين بإغلاق عين ماء قرب طوباس، مما حال دون وصول الرعاة الفلسطينيين إليها. فيما نصب المستوطنون خيامًا على أراضٍ تعود لسكان قريتيْ تقوع وكيسان (بيت لحم). وقد أزيلت الخيام من كيسان في نهاية المطاف، في حين أمروا من قبل السلطات الإسرائيلية بإزالتها من تقوع بحلول يوم 4 أبريل.
ورصد استشهاد مواطن فلسطيني يبلغ من العمر 45 عامًا، عندما كان يشارك في الاحتجاجات الأسبوعية بالقرب من قرية بيت دجن (نابلس) حين قُتل بالذخيرة الحية من قبل جنود الاحتلال، ليرتفع عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى ثلاثة منذ مطلع هذا العام، فيما أصيبَ 10 أشخاص بجروح في احتجاجات لا تزال تندلع قرب بيت دجن منذ ستة أشهر، على إقامة بؤرة استيطانية جديدة على الأراضي التي تعود ملكيتها للقرية.
بالإضافة الى العشرة جرحى المذكورين، أصابت القوات الإسرائيلية 53 فلسطينيًا آخر بجروح في مختلف أنحاء الضفة الغربية خلال تلك الفترة، خلال مواجهات في مناطق التماس.
وأوضح التقرير الدولي أنه خلال الأسبوعين الماضيين، نفذت القوات الإسرائيلية 128 عملية بحث واعتقال واعتقلت 115 فلسطينيًا، من بينهم خمسة أطفال، في مختلف أنحاء الضفة الغربية، حيث سجلت محافظة رام الله أعلى عدد من هذه العمليات (27)، وتلتها محافظتا طولكرم (21) والخليل (18). وفي إحدى العمليات في بيت كاحل (الخليل)، اعتُقل 21 فلسطينيًا.
وأشار إلى تأخير دخول الفلسطينيين إلى المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل، حيث يسكنون، لفترات أطول بسبب القيود المشددة التي أعادت القوات الإسرائيلية فرضها على الحاجز المؤدي إلى حي تل ارميدة، حيث تطلب القوات من السكان الفلسطينيين المرور عبر أجهزة الكشف عن المعادن، التي لم تكن شرطًا للمرور لعدة سنوات.
وحين تطرق التقرير إلى قطاع غزة، قال إن القوات الإسرائيلية أطلقت النيران التحذيرية في 17 مناسبة على الأقل قرب السياج الحدودي أو قبالة الساحل بحجة فرض القيود على الوصول. ولم ترد تقارير تفيد بوقوع إصابات، كما جرفت في مناسبتين، أراضي قرب السياج داخل غزة. ولم تَرِد تقارير تشير إلى وقوع إصابات.