دمشق – «القدس العربي»: يتسابق الغرب على طلب الرضى الصهيوني من بوابة التبرع بالأراضي السورية والدوس على سيادتها ونظام الحكم فيها، حيث تتوالى الصفعات الموجهة إلى النظام في سوريا والتي وصفها الكثيرون بأنها جردت بشار الأسد وأباه من قبله من شعارات المقاومة والممانعة، وكشفت الخيانة العربية للأرض والانسان، والتاريخ.
وبعد إعلان وزارة الدفاع الروسية، الخميس بأن موسكو سلمت رفات العسكري الإسرائيلي زكريا باوميل، المفقود منذ عام 1982 إلى الكيان الصهيوني. وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية «سلمت روسيا رفات جندي كتيبة الدبابات الإسرائيلية زكريا باوميل، الذي كان مفقودا منذ أكثر من 37 عاما، للجانب الإسرائيلي. وقد تم تسليم رفات العسكري الإسرائيلي اليوم في وزارة الدفاع الروسية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لدفنه من قبل الأقارب في وطنه الأم».
معارضون: إسرائيل تجند الآلاف لكشف مصير رفات والنظام السوري يعتبر السؤال عن معتقل لديه «عمالة للعدو»
وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزارة الدفاع الروسية والجيش الروسي على البحث عن رفات الرقيب زكريا باوميل، الذي يعتبر مفقوداً منذ عام 1982، وإعادته إلى إسرائيل، وقال نتنياهو خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق: «نعلم أن هناك مراسم ستجري اليوم في وزارة الدفاع. ونود أن نشكر وزارة الدفاع والجيش الروسي. لن ننسى هذا الحدث، الذي سيدخل التاريخ».
وكشف الرئيس الروسي عن تفاصيل عملية البحث عن الجندي الإسرائيلي، التي تمت بالتعاون مع النظام السوري، قائلاً: «كما تعلمون فإن عسكريينا، بالتعاون مع الشركاء السوريين حددوا مكان دفنه»، مشيراً إلى أن الأمر لم يكن سهلاً، بالنسبة لمجموعة القوات الخاصة. ويعتبر باوميل مفقوداً منذ نحو 37 عاماً، بعد المعركة مع القوات السورية في قرية السلطان يعقوب اللبنانية.
النظام السوري حبس أنفاسه
أما النظام السوري، الذي حبس أنفاسه لأيام، ثم اضطر إلى الإعلان عن عدم اطلاعه على أمر رفات الجندي الإسرائيلي، في سبيل تجنب الحرج الأكبر، عقب صفعة شريكه الروسي، فقال على لسان وزير الإعلام عماد سارة «يجب أن يعلم الجميع أنه لا علم لسوريا بقضية رفات الجندي الإسرائيلي على الإطلاق ولا بتفاصيل العثور عليها ولا حتى التسليم». وقال الوزير سارة: إن الدولة السورية أساساً لا علم لها بوجود رفات لأي جندي إسرائيلي في أي مكان في سوريا وإلا لكانت تصرفت بما تقتضيه مصالحها الوطنية وهذا ما اعتادت عليه».
وبينما ترقد جثث السوريين، وأبنائهم من المدنيين في زوايا سجون النظام ووراء أبواب معتقلاته، يهرول السجان بعد مضي نحو أسبوع من قضم ارض الجولان السورية وضمها رسمياً إلى إسرائيل، من اجل تقديم هدية جديدة للكيان الصهيوني، وهو ما فجر سيلا من السخرية والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما دعاه الموالون إلى ان يكتفي بالصمت للحفاظ على ماء الوجه متمنين لو انه عمل بنصيحة «إعمل نفسك ميت» كحل أفضل من النفي الذي فنده الروسي.
وكتب المعارض السوري عثمان الأطرش «روسيا بوتين تسلم رفات جندي إسرائيلي فقد عام 1982 خلال اجتياح القوات الإسرائيليه للبنان وعثرت عليه في مكان ما في سوريا وتقول إن تلك العملية الاستخبارية الدقيقة تمت بالتعاون مع «الجيش العربي السوري» فيما النظام ينفي علمه بذلك وصدق القول «إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم». واعتبر الحادثة «هدية ثمينة يقدمها بوتين لنتنياهو قبيل الانتخابات الإسرائيلية» وتابع «الكثير من التحليلات تقول إنها صفقة بين بوتين ونتنياهو ولكن ما هي الأثمان وما الذي حصل عليه كل منهما من خلال هذه الصفقة.. طبعاً نتنياهو كسب نقاطاً مهمة تساعده في إعادة انتخابه رئيساً للوزراء من جديد، أما الذي حصل عليه بوتين فليس أكثر من أن ترضى عليه إسرائيل واللوبي الصهيوني في روسيا، ويبقى نظام الأسد الذي بنفيه العلم بما جرى على أرض سيادته فقد أعفى نفسه وقدم تبريراً لعدم استخدام تسليم الرفات كصفقة مهمة للحصول على تحرير أعداد كبيرة من الأسرى في السجون الإسرائيلية وربما أيضاً بل من المؤكد لكي ينال بعض رضا نتنياهو وكي ينال هو أيضاً من الود جانباً».
فيما عقب أحدهم «هل تعلم أن بشار الأسد أعاد رفاة جندي إسرائيلي إلى إسرائيل كعربون صداقة، بينما يعتبر المطالبة بكشف مصير عشرات آلاف من المعتقلين السوريين واللبنانيين في سجونه عمالة لإسرائيل».
وكتب المعارض السوري فؤاد ابو خطاب «رد نظام الأسد على اعتراف ترامب الرسمي بتبعية الجولان السوري المحتل لإسرائيل بتسليم رفات جندي إسرائيلي موجود في دمشق منذ عام 1982 بدون أي صفقة، هو درس سيؤرخه التاريخ عن المعنى الحقيقي للمقاومة والممانعة التي يجيد ممارستها هذا النظام وبعيداً عن جعجعته الفارغة عبر وسائل إعلامه وخطابه الخشبي».
فيما قال الصحافي إبراهيم الحريري «واخيراً عرفنا مين طلع الجندي المجهول».
الناشط السياسي اللبناني طوني حدشيتي، قال «النظام السوري قدّم لإسرائيل رفات جندي إسرائيلي فقد في لبنان سنة 82 بس ما بيكشفلنا مصير مئات المعتقلين والمفقودين اللبنانيين ولا بسلمنا أظفار واحد منن. ل إسرائيل بيقدملا اراضي وهدايا ونحنا بيبعتلنا متفجرات مع سماحة وعلي عيد. ف ممانعة ومقاومة على مين ؟».
وعلق د. علي النظامي، الأردني الجنسية على الحادثة بالقول «لا تلعنوا إسرائيل، بل العنوا أنفسكم، فأنتم أمة الخيانة، والتي لن تغسل عارها بحور ومحيطات الدنيا، إسرائيل جندت عدداً كبيراً من العملاء في سوريا للعثور على رفات جندي إسرائيلي اختفى منذ 37 عاماً، ودفعت مئات الالوف من الدولارات للعملاء، اليوم تم تسليم رفات الجندي الإسرائيلي إلى نتن ياهو، ومن قبل بوتين، وبعد ان تم العثور على رفاته في سوريا، مخيم اليرموك، وصحف عدة قالت «إن الجيش السوري والروسي هما من قام بتسليم الرفات لموسكو».
كيف خرجت من سوريا؟
وتابع القول «يبدو أن الأمور بدأت تتكشف أكثر، وأكثر، والا من عرف مكان رفات الجندي، وبعد هذه الاعوام الطويلة، وكيف خرج من سوريا إلى موسكو، ولماذا جاء توقيت تسليم الرفات بعد مضي أسبوع على ضم الجولان رسمياً لإسرائيل؟».
وأضاف «اليوم أستطيع القول، لن أتفاجأ بأي شيء يحدث بعد اليوم، فإسرائيل ثبت أنها دولة مسكينة مقابل الخيانة العربية للارض والانسان، والتاريخ العربي، ثم مازال بشار يتحدث عن الممانعة والمقاومة وشرف الأمة العربية، أي وقاحة هذه؟».
الضابط السابق والموالي للنظام السوري صلاح قيراطة كتب على صفحته الشخصية «يتسابق الرئيسان الأمريكي والروسي بتقديم كل أشكال الدعم لنتنياهو في انتخابات الكنيست بعد أيام، فبعد أن وافق (ترامب) على فرض سيادة الكيان على الجولان السوري المحتل، يقدم (بوتين) رفات جندي (إسرائيلي) كان قد اختفى في عدوان 1982، ليس هذا فلم ننس بعد أنه اي (بوتين) أعاد دبابة معادية كانت في حوزة القوات السورية وهي من مخلفات معركة السلطان يعقوب في ذات العام حيث كانت أكبر ملحمة دبابات شهدها العالم بعد الحرب العالمية الثانية.. ترى هل يعقل أن تكون صفقة إعادة رفاة الجندي من قبل قوات بوتين دون علم اي من المعنيين السوريين، وإن كان هذا فهل كلنا وايا تكن مواقعنا بتنا مغيبين وفي محل مفعول به؟ ترى هل هذا فصل من فصول النصر المبين، وهل سيبقى هذا حالنا والى اي حين؟». وأضاف، ليت المصدر الرسمي السوري اكتفى بالصمت، ليته اتبع نصيحة (اعمل نفسك ميت) ألم يكن هذا أفضل من النفي الذي فنده الروسي تفصيلاً.