الوثيقة المؤسسة لتمزيق الوطن العربي وإنشاء إسرائيل

تعتبر وثيقة “كامبل ” السرية عام 1907 من أخطر الوثائق التي وضعت بالاتفاق بين مجموعة دول استعمارية بغرض تمزيق الوطن العربي وإفقاره وتجهيله وتالياً الانقضاض على خيراته الوافرة ونهبها بشكل ممنهج.
والبداية كانت عبر زرع جسم غريب تفصل المشرق العربي عن غربه ونقصد هنا الدولة المارقة إسرائيل تابعة للغرب الذي يتعهد بدعمها بشكل دائم.

المؤتمر الصهيوني

فبعد ثماني سنوات من انعقاد المؤتمر الصهيوني الاول في نهاية آب /أغسطس من عام 1897 في مدينة بازل السويسرية ودعوة المؤتمرين لإنشاء دولة يهودية ، عقد في لندن عام 1905 مؤتمر “كامبل بنرمان” واستمرت جلساته حتى 1907، بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطانيين بهدف إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول وقت ممكن.
وقدّم فكرة المشروع لحزب الأحرار البريطاني الحاكم في ذلك الوقت، وكانت الدول الاستعمارية المشاركة آنذاك؛ كل من بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا.

وثيقة سرية

وفي نهاية المؤتمر تمّ اعتماد وثيقة سرية سميت «وثيقة كامبل» نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان.
وهو أخطر مؤتمر مؤسس لتمزيق الوطن العربي والسيطرة على مقدراته وخيراته المادية والمواد الخام الوافرة.
وبالتوافق مع الحركة الصهيونية انشأ الغرب بقيادة بريطانيا آنذاك الدولة المارقة إسرائيل في 15 من أيار /مايو 1948 على القسم الأكبر من مساحة فلسطين التاريخية البالغ مساحتها (27009) كيلومترات مربعة ، ولتصبح الثكنة العسكرية المتقدمة في عمق المنطقة العربية للغرب الاستعماري، وتقوم بالدور المناط والمخطط لها مسبقاً في وثيقة “كامبل” البريطانية الصادرة عام 1907.
وعلى الرغم من تغير الداعمين في الغرب للدولة المارقة إسرائيل منذ نشأتها، إلا أنها تعتبر بمثابة الولد المدلل ويتم تسويقها على أنها نموذج الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط ، في وقت تعتبر فيه دولة الإرهاب المنظم والممنهج في العالم وليس في المنطقة فحسب والصور ماثلة للعيان؛ فديدن إسرائيل تقتيل الفلسطينيين وإرهابهم على مدار الساعة ناهيك عن الاعتقال واغتيال الصحافيين والأطفال من المسافة صفر وبحماية أمريكية عبر إسقاط أي مشروع قرار دولي يدين تلك السياسات من خلال الفيتو في مجلس الأمن، جنبا الى جنب مع الضغط على الفلسطينيين لإخضاعهم ، لكن دون جدوى ، لأن الفلسطيني صاحب الوطن والحق سلطان ومستمر بكفاحه لاستعادة حقه السليب بكافة السبل المتاحة والتي كفلتها الشرائع والقوانين الدولية.

مؤتمر كامبل

ومن الأهمية العودة إلى مؤتمر كامبل 1907 ، حيث وزعت فيه خرائط الوطن العربي على الدول الاستعمارية التي حضرت واتفقت على ضرورة إبقاء هذه البقعة من العالم مشتتة وغير متواصلة، خاصة وأنه إذا وجد رواد فكرة لنهضة الوطن العربي وشعوبه فهي سهلة وستكون سريعة خاصة وأن 431 مليون عربي يتكلمون لغة واحدة وإمكانات مكملة على مساحة الوطن العربي الذي تصل إلى نحو (13.5) مليون كيلومتر مربع ، في وقت تساهم فيه الدول العربية بـ(30) في المائة من إجمالي الإمداد النفطي في العالم ، وتستحوذ على (60) في المائة من إجمالي الاحتياطي النفطي المؤكد عالمياً .
كل ذلك يجعل عيون الدول الاستعمارية في الغرب شاخصة باتجاه الدول العربية للإبقاء على تجهيلها وتخلفها بشكل مستمر من خلال زرع الفتن والقلاقل وإيصال نخب عسكرية غير مرتبطة بآمال الشعوب ومسيرة في الوقت نفسه من قبل الغرب بتشاركية نهب الخيرات العربية.
ولذلك يسعى الغرب الاستعماري إلى إسقاط أي حراك شعبي عربي يرفع شعار الحرية والعدالة والكرامة لأن في ذلك رسائل مباشرة للغرب أن مقدرات الوطن العرب وموارده الزاخرة إنما هي ملك للشعوب العربية التي تمتلك قدرات وطاقات كامنة للتطور في كافة مجالات الحياة ويصبح الوطن العربي سيداً حراً مستقلاً، وتسود فيه المواطنة ويلعب دوراً محورياً وليس هامشياً في إطار العلاقات الدولية.

كاتب فلسطيني مقيم في هولندا

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية