الرباط: لا يتقاسم سكان الدار البيضاء (أكبر مدن المغرب)، هواء المدينة فقط، بل يتقاسمون عشق كرة القدم أيضا، طرف أحمر ودادي، وآخر أخضر رجاوي، وعندما يلتقيان في “ديربي الدار البيضاء”، تعيش المدينة يوما استثنائيا، مختلفا تماما عن غيره.
فعشق الكرة لدى البيضاويين، ليس كباقي أنواع العشق، ففي حبهم لفريق “حياة” جديدة، وملعب محمد الخامس الكبير ملاذهم، للتشجيع والحب والتعبير أيضا، بل هي أسلوب حياة الآلاف، إن لم نقل الملايين من عشاق الفريقين.
هذا العشق الكبير، راجع بالأساس إلى تاريخ الناديين العريقين، والألقاب العديدة التي حققاها، سواء المحلية منها أو القارية.
فالوداد البيضاوي، تأسس سنة 1937، وكان بمتابعة فريق “المقاومة” في المغرب ضد الاستعمار، أثرى خزانته بالعديد من الألقاب المحلية، فهو أكثر نادٍ مغربي متوج بالدوري المحلي بما مجموعه 19 لقبا، وتسعة ألقاب في كأس العرش.
كما أنه بطل دوري أبطال إفريقيا في مناسبتين، وبطل كأس الكونفدرالية الإفريقية في مرة واحدة، وبطل العرب في مناسبة وحيدة أيضا، بالإضافة إلى مجموعة من الألعاب المحلية الأخرى.
أما الرجاء البيضاوي، الذي تأسس سنة 1949، فقد حقق 11 لقبا في البطولة المحلية، وثمانية في كأس العرش، وثلاثة في عصبة الأبطال الإفريقية، ولقبان اثنان في كأس الكونفدرالية الإفريقية.
إلى جانب لقبين اثنين في كأس السوبر الإفريقي، ولقب في كأس العرب، ولقب واحد في الكأس الأفرو أسيوية، بالإضافة إلى ألقاب أخرى أيضا.
والتقى الفريقان في 141 مباراة في جميع المنافسات، فاز الرجاء في 40 مباراة، وانتصر الوداد في 36، بينما انتهت 65 مباراة بالتعادل.
كما سجل الفريق الأخضر 131 هدفا في شباك الفريق الأحمر، بينما هذا الأخير سجل 119 هدفا في شباك خصمه الرجاء.
المدرج.. فضاء للتعبير السياسي
مدرجات ملعب “دونور” (ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء)، لم تعد فقط مخصصة للتشجيع والدعم والمساندة، بل هي فضاء للإبداع الفني، وتفجير الطاقات الإبداعية الراقية التي يمتاز بها أعضاء “الألتراس” وفئة واسعة من الشباب المغربي، وهي منصة أيضا للتعبير السياسي، ومباراة “الديربي” هي أبرز هذه المناسبات التي يتم فيها عرض هذه الإبداعات، خاصة وأنها تحظى بمتابعة واسعة تتخطى حدود المغرب.
وارتفعت شعبية جماهير الرجاء بشكل كبير، في البلدان العربية، بسبب أغنية “في بلادي ظلموني”، التي حققت انتشارا واسعا على الصعيد العربي، ورددها العرب بكل ألسنتهم ولهجاتهم، بحكم أنها ترسم بشكل دقيق واقع حال الشخص العربي، وظروف عيشه والمشاكل التي يعاني منها.
كما أصدرت جماهير الرجاء أغنية “رجاوي فلسطيني”، التي تسلط الضوء بشكل واضح على القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين بسبب الاحتلال، وكذا “الصمت المتواطئ للعرب وتخاذلهم”.
في الجهة الأخرى، وعلى الرغم من عدم تحقيق نفس النجاح، على المستوى العربي، إلا أن جماهير الوداد بدورها، أصدرت العديد من الأغاني الشهيرة، التي تعبر عن الواقع الاجتماعي الصعب والسياسي أيضا، بينها “دموع الأمهات”، و”مارانيش راضي” أي (أنا غير راض)، والتي رددها الشباب المغربي لفترة طويلة.
الأدب العالمي يقتحم الملعب
في مباراة ذهاب ثمن نهائي بطولة كأس محمد السادس للأندية العربية لكرة القدم، رفعت جماهير الرجاء “تيفو” يشير إلى المسرحية الشهيرة “المغنية الصلعاء” التي تعتبر واحدة من التحف الأدبية والفنية، والتي اشتهرت بشكل كبير في القرن الماضي.
وتشهد دخول مجموعة من الفنانين للمسرح من أجل أداء مسرحية دون نص ودون موضوع وحوار، ليشرع كل شخص من أعضاء الفرقة بالحديث بشكل عبثي، هذه “العبثية”، حسب جماهير الرجاء، هي التي “تميز تاريخ الوداد المزيف”، حسب قولهم.
أما في مباراة العودة، فقد رفعت جماهير الفريق الأخضر عناونا جديدا من العناوين الأدبية والإبداعية الشهيرة، وهو تيفو “الغرفة 101” والذي يشير إلى واحد من أبرز إبداعات الروائي الشهير، البريطاني جورج أورويل، في روايته الشهيرة “1984” وهي الغرفة التي كان يعذب فيها أشخاص بالأشياء التي تخيفهم.
جماهير الفريق الأخضر، رفعت هذا “التيفو”، لتبعث رسالة واضحة للخصم مفادها بأن الرجاء هو “مرعب الوداد ويتم تعذيبه في كل مرة يتواجهان فيها”.
وقد أرفقت الجماهير هذا التيفو بعبارة كتبت باللغة الإنكليزية مفادها: “كل معتقداتكم تبدو خاطئة، إلا الخوف فهو صحيح”.
وأوضحت جماهير الرجاء مضامين ما رفعته من إبداعات في بيان رسمي، جاء فيه: “الغرفة 101، من رواية جورج أورويل، وهي تعبير عن السادية والوحشية في التعامل مع الشخص المُراد تعذيبه، عن طريق إجباره على مشاهدة كوابيس ماضيه الأليم، فما أن التقط بؤبؤ عين الكائن أمامنا أشعة الماضي الأخضر حتى بدأت دماؤه تتقاطر على مفتاح الغرفة قُبيل صعقه المفاجئ، ليقتحم (أليكس-Alex) من فيلم orange mecanique المدرج معلنا عن ضبابٍ أخضر اللون الذي كان وسيلة ليفقأ عين المتلقي بالجهة المقابلة، أليكس رمز للشخص المتمرّد على الأوضاع يحيا ويفرض أفكاره ونفسه بالعنف دون رحمة… حتى أموال تذاكر المقابلة ما هي سوى هبة منا لتشجيعها على عطاء أكثر إغراء وسط فستان التنين المثير على جسدها..”.
ويشير تيفو “التنين” الذي حمله جمهور الوداد البيضاوي، إلى سلسلة “لعبة العروش” المقتبسة من عمل للكاتب الأمريكي “جورج ريمون مارتن” بعنوان: “أغنية من ثلج ونار”.
(الأناضول)
Proud to be from Casablanca Forza Raja
نسيتم ان الوداد فاز كذلك بكاس السوبر الافريقي
تصحيح ملاحظة.
فريق الرجاء البيضاوي هو من كان له ارتباط برجال المقاومة وحركة التحرير من المستعمر الفرنسي وليس الوداد. قيادات الاتحاد الوطني للقوات الشعبية (سمي لاحقا ) قبل الانفصال عن الحزب الأم ( حزب الاستقلال آنذاك ) كانوا من مسيرين وغيرهم في لفريق الرجاء البيضاوي, وحتى في حقبة سنوات الجمر والرصاص كانت الرجاء ( تابعة ) للاتحاد الوطني للقوات الشعبية ( الاتحاد الاشتراكي اليوم ) لكن الحزب اليوم غير اللون.
أما الوداد فكان معروفا لميله لحزب اليمين ( حزب الاستقلال ) وإلى اليوم يعتبر فريق الرجاء ( فريقا يساريا ) بينما الوداد ( يمينيا )
هذا معروف عند البيضاويين وغيرهم من زمان.