غزة – “القدس العربي”:
أبقت سلطات الاحتلال على عملية إغلاق معبر قطاع غزة المخصص للأفراد، مغلقا في وجه العمال والتجار، في إطار سياسة “العقاب الجماعي” الرامية للضغط اقتصاديا على السكان، بسبب إطلاق صواريخ من القطاع على مستوطناتها القريبة من الحدود، رفضا للهجوم الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى، فيما دعا رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، إلى تشكيل “جيش الأقصى”، وأكد أن الشعب الفلسطيني كشف الجولة الأخيرة مع الاحتلال وخرج منها منتصرا.
ولليوم الثاني على التوالي، حرمت سلطات الاحتلال تجار وعمال غزة من مغادرة القطاع من خلال حاجز بيت حانون “إيرز” والوصول إلى أماكن عملهم ومقاصدهم التجارية في الضفة الغربية وداخل مناطق إسرائيل، ضمن سياسة العقاب التي أقرت مؤخرا، بعد إعلان الاحتلال إطلاق صواريخ من غزة على المستوطنات القريبة من حدود القطاع، والتي جاءت بسبب الأحداث في المسجد الأقصى.
وأبقت سلطات الاحتلال على قرار الإغلاق هذا، الذي من شأنه ان يضاعف مأساة المواطنين العمال والتجار على حد سواء، الذين كانوا يريدون الوصول إلى أماكن عملهم، للحصول على الأموال اللازمة التي تحتاجها أسرهم مع اقتراب حلول عبد الفطر.
تأثيرات إضافية
ويقدر عدد العمال والتجار، الذين يذهبون للعمل في إسرائيل، بنحو 12 ألف من قطاع غزة، ومن شأن هذه الخطوة أن تؤثر على قطاعات تجارية أخرى، وتزيد من حالة الركود التي تعيشها أسواق غزة.
والجدير ذكره أن وزير الجيش الإسرائيلي بني غانتس، قرر الاستمرار في قرار إغلاق حاجز “إيرز”، يومين جديدين أمام دخول العمال الفلسطينيين من قطاع غزة.
وذكر “القناة 12” العبرية، أن غانتس اتخذ القرار في نهاية جلسة تقدير أمنية عقدها في مقر القيادة الجنوبية لجشه، بحضور رئيس الأركان أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار، ومنسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وعدد من القادة والمسؤولين. ومن المقرر أن يعقد غانتس جلسة تقييم أمنية أخرى للنظر في قرار فتح المعبر من عدمه.
جيش الاحتلال يهدد بوقف التسهيلات الاقتصادية المقدمة إلى غزة
وفي تصريحات أدلى بها غانتس بعد ذلك الاجتماع، اشترط السماح لعمال قطاع غزة بالعودة للعمل بعودة الاستقرار الأمني، وقال “يجب على الفصائل ومثيري التحريض أن يعلموا أن من يعاني من وضع اقتصادي ومدني وعسكري غير مستقر سيتضرر كثيرا في أي هزة”.
وأضاف: “لدينا القدرة على مواصلة استخدام شتى الوسائل التي نمتلكها بالوقت المناسب، وسنواصل إبداء السخاء المدني والاقتصادي فقط حال الحفاظ على الاستقرار الأمني”.
وحمل حركة حماس مسؤولية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة صوب مستوطنات الغلاف، مبينا أن التسهيلات المدنية والاقتصادية مرهونة باستمرار الهدوء الأمني.
وجاء قرار الاستمرار في إغلاق الحاجز أمام العمال، رغم وجود توصيات أمنية بإعادة فتحه، خشية من تأثير ذلك على الأوضاع الأمنية على جبهة غزة، في ظل حالة الغضب التي يعيشها السكان، ورفض فصائل المقاومة استخدام ورقة التسهيلات في ابتزاز القطاع.
وكان وسطاء التهدئة وعدوا مع عودة التوتر الميداني لغزة، بعد عمليات القصف الأخيرة لمواقع المقاومة، وإطلاق صواريخ من غزة على مستوطنات الغلاف، وما تلا ذلك من منع العمال والتجار من مغادرة القطاع، وعدوا بالعمل سريعا على إنهاء هذه الأمور، في مسعى منهم لعدم ذهاب الأمور إلى مربع التصعيد.
وعلمت “القدس العربي” أن اتصالات يومية يجريها الوسطاء المصريون، مع قيادة المقاومة في غزة، ومع مسؤولين إسرائيليين، لمتابعة الأمر، والعودة لحالة الهدوء، علاوة على اتصالات أخرى يجريها الوسطاء القطريون ومسؤولين أمميون.
وكانت الأمور الميدانية في غزة تقترب من جولة تصعيد عسكري كبيرة خلال الأيام الماضية، بسبب أحداث المسجد الأقصى، وهو ما دفع بقيادة جيش الاحتلال لإعطاء تعليمات بالاستعداد للتصعيد في قطاع غزة، بما في ذلك شن عملية عسكرية.
وفي السياق، زعم وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد إن إسرائيل ملتزمة بالوضع القائم في المسجد الأقصى ولن يكون هناك أي تغيير، زاعما أيضا أن إسرائيل ليس لديها أي خطط لتقسيم المسجد الأقصى بين الأديان.
ورغم الإجراءات والحواجز التي حالت دون وصول أعداد كبيرة من المصلين للمسجد الأقصى، وعمليات القمع التي تعرض لها المصلون داخل المسجد على أيدي قوات الاحتلال، ادعى أن إسرائيل سمحت لمئات الآلاف من المسلمين بالقدوم إلى الأقصى والصلاة فيه.
من جهته أكد أبو مرزوق في تصريحات نقلها موقع حركة حماس الرسمي أن ما جرى في القدس يعد “انتصار جديد لشعبنا على غرار ما حدث في معركة سيف القدس”.
وكان أبو مرزوق يربط ما بين الأحداث الجارية حاليا في المسجد الاقصى، والتي يتصدى خلالها الفلسطينيون في كل الساحات لهجمات الاحتلال دفاعا عن الأقصى، وبين ما جرى العام الماضي، حين تفجرت المناطق الفلسطينية غضبا ضد ما تعرض له المسجد من هجمات للاحتلال، تخللها دخول مقاومة غزة على الخط بإطلاق رشقات صاروخية، على مناطق تقع وسط دولة الاحتلال، تلتها اندلاع الحرب الأخيرة على غزة.
وكانت المقاومة في غزة، أطلقت خلال الأيام الماضية عدة صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود، في إطار حالة الغضب الفلسطينية الرافضة للهجمات الإسرائيلية ضد القدس والمسجد الأقصى.
وأضاف أبو مرزوق “أن المقاومة نجحت في فرض معادلاتها بعد معركة سيف القدس، وإن غزة بمقاومتها أصبحت عنوانا للأمة كلها”، لافتا إلى أن صورة المقاومة التي خرجت من المسجد الأقصى “بهية ومبشرة”، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يدافع عن مقدساته الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
وأشار إلى أن حركة حماس تراهن على أهالي الضفة الغربية، رغم القيود وإجراءات الاحتلال، مشيرا إلى أن الضفة “قدمت نماذج مشرفة في المقاومة والتضحية”، وقال “القدس محور الصراع مع الكيان الصهيوني، ولن يحسم هذا الصراع إلا بتحريرها من الاحتلال”.
وفي السياق، قال خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج “إن الشعب الفلسطيني كسب هذه الجولة في المسجد الأقصى بعد أيام من المواجهة والجهاد والرباط”، وأضاف “خرجنا بعدها منتصرين بفضل الله، مرفوعة رؤوسنا”.
وأكد في كلمة له خلال اجتماع الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، ونقلها “المركز الفلسطيني للإعلام” التابع لحماس، أن الشعب الفلسطيني “واجه السلوك العدواني الإسرائيلي بشجاعة كبيرة انطلاقا من تمسكه بحقه في القدس والأقصى، وأنه للمسلمين فقط، ولا حق لليهود فيه، لا في الماضي ولا في الحاضر، ولن يكون في المستقبل”، مؤكدا أنه ورغم فارق الإمكانات “فقد غلبت إرادة الفلسطينيين إرادة الاحتلال”.
نيابة عن الأمة
وأشار إلى أن معركة الأيام الأخيرة في ساحات المسجد الأقصى قادها بضع مئات من الشباب والنساء المرابطين والمعتكفين فيه الذين استماتوا في حمايته والدفاع عنه نيابة عن الأمة جمعاء.
وأضاف “هذه الأحداث أكدت أن الحياة الحقيقية هي أن نعيش تحت مظلة الجهاد والمقاومة والرباط، وما أعظم أن يكون ذلك تحت راية القدس وفلسطين”، وتابع “هذا النصر والإنجاز الذي تحقق في رحاب القدس وساحات الأقصى يحتم أن تكون الأيدي دائما على الزناد، ومنخرطة في ميدان الجهاد”، لافتا إلى أن الاعتكاف في شهر رمضان أصبحت له وظيفة جهادية، بجانب وظيفته التعبدية، وقال “أصبح الاعتكاف خط الدفاع الأول عن القدس والأقصى”.
وأشاد مشعل بـ “الإدارة الذكية والحازمة” من المقاومة الفلسطينية في غزة، وقال إنها أجبرت الاحتلال على التراجع عن أطماعه في الأقصى، من خلال التأكيد على جاهزيتها لأي معركة نصرة للقدس والأقصى، ولجميع المقدسات، داعيا إلى تشكيل “جيش الأقصى” من الأمة الإسلامية، بحيث يكون للجميع سهم في هذا الجيش، والانخراط في المعركة مع الشعب الفلسطيني من موقع الشراكة الحقيقية والمسؤولية المشتركة، وقال “صحيح أن الحراك الجماهيري والسياسي والإعلامي والدعم المالي مطلوب وضروري، لكن الأهم هو تكوين جيش الأقصى”.
السوءال الهام لماذا لا تفتتح مصر الحدود مع غزة؟ هل هناك إتفاق مع اسراءيل لتضييق الخناق على الفلسطينين ومن أجل إرضاء الدول الغربية ؟