لقد آن الأوان لنا أن نضع النقاط على الحروف، ونسمي المسميات بأسمائها الحقيقية تزليفا أو نفاقا أو خداعا، لقد آن الأوان أن نبعد سكاكين الانقسام عن وطننا ونبعد المنافقين والأفاقين والمنتفعين عن رقاب جماهيرنا، لقد آن الأوان أن ننهض بوطننا ونقولها بأعلى صوتنا، أن فلسطين لم تمت فما زالت صامدة شامخة، على الرغم من كل طعنات الغدر من الفاسدين والمنافقين واللصوص. إن الجماهير أصبحت منهكة ونفسيتها متعبة، فقد أنهكها الانقسام ونهشها الفقر وخنقها الحصار واستهدفها العدوان وقتلها الاستبداد، ونفسيتها أتعبتها قسوة الحياة بجفاف فكر المسؤول الأوحد الذي سلط عليها فأذاقها كل صنوف العذاب والهوان والاستخفاف بالحياة البشرية.
إن هذه الجماهير بحالة من الترقب تنتابها كل لحظة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الكل الفلسطيني، بعد أن أزكمت أنوفها رائحة الدم، وتحملت مشاق 7 سنوات من عمر الانقسام الذي احدث شرخا في مشروعها الوطني بعد إصابته بضربة موجعة، إضافة إلى العدوان الإسرائيلي المستمر عليها، الذي استهدف شجرها وحجرها وأبناءها، تحلم بمستقبل مشرق ومزهر لأبنائها تحت لواء حكومة نزيهة تمثل الكل الفلسطيني.
إن اختيار رئيس حكومة ووزراء مهنيين ليس بالأمر المستحيل لخدمة الجماهير، وإن المشاكل المستعصية في الوطن تقتضي إنهاء كل أنواع المحاصصات والمشاركات المبنية على الاصطفافات والمساومات غير المسؤولة، وعلى هذا الأساس فإن اختيار أشخاص كفوئين وأمناء وحريصين ومستقلين بات ضرورياً للحكم والمسؤولية في فلسطين في المرحلة القادمة،
فاختيار رئيس حكومة يجب أن يتم بمعزل عن التدخلات الحزبية، وعلى الأحزاب أن لا تتدخل في عملية التعيين، لأن ذلك يعتبر من الظواهر السلبية التي يمكن أن تؤثر بوضوح على سير العملية الوطنية، ومن الضروري أن يخضع طريق الاختيار إلى المواصفات الإدارية والمهنية، وأن تتشكل لأجل ذلك لجان من الخبراء والمستشارين الإداريين والمهنيين تساعد على اختيار هياكل متقدمة لإدارة الوزارات، وكلما كان الاختيار جيداً وصائباً كان أفضل.
إن إختيار رئيس حكومة ووزراء مهنيين ونزيهين وصادقين بعيداً عن حركات الالتفاف كفيل بإنجاح كل مفاصل الدولة وإدارة شؤونها، وكفيل بالقضاء على كافة التوجهات الخاطئة، فوطننا قادر على رفد العملية السياسية برجال أكفاء يتمكنون من إدارة الدولة من دون حاجة إلى خيارات حزبية، وقادرين على تحقيق النجاح وفق مبدأ العدالة واحترام حقوق الإنسان.
وفي تقديرنا ان الخطوة الأولى نحو العلاج الحاسم والجذري يكمن بتجسيد قيام حكومة وطنية دستورية تمثل كل ما هو وطني شريف قادر على خدمة وطنه وأمته وقضيته الوطنية المركزية، حكومة تتمتع بثقة واحترام الجماهير والإرادة والقدرة على الالتزام، بمصلحة الوطن والمواطن، وأن يتجسد ذلك كله في برنامج واستراتيجية واضحة لمثل هذه الحكومة يمكن إجمالها في الخطوط الأساسية التالية:
انتهاج سياسة اقتصادية تتماشى مع مقتضيات هذه المرحلة الصعبة .مد جسور التواصل بصورة أكبر بين الحكومة والجماهير.. إنشاء مجالس للشكوى في كل محافظة من محافظات الوطن مهمتها دراسة حالات الفساد الإداري والشكاوى، التي يتقدم بها المواطنون ضد مؤسسات الدولة المختلفة. ترسيخ دولة المؤسسات وبناء دولة القانون واتباع الأصول الإدارية والمؤسساتية وفق مبدأ المواطنة ورفض التفرد والقرارات الارتجالية. بناء المجتمع والدولة واحترام حقوق المرأة في كافة المجالات المختلفة. توفير بيئة صالحة ومناسبة لتنمية طاقات وقدرات الشباب والطليعة.
رعاية وإعمار المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية، رعاية الجامعات العلمية ودعم استقلالها، وإعادة النظر في المناهج التعليمية في كل المراحل بما يجعلها مواكبة للتطورات العلمية، وبما يعزز الوحدة الوطنية. ضمان استقلالية شبكات الإعلام الفلسطينية والهيئات والمؤسسات الإعلامية العامة ووكالات ومنابر الأنباء الفلسطينية ومنع التدخل الحكومي في شؤونهما والالتزام بالقوانين المنظمة لعملها.
وضع خطة تنمية شاملة للبناء والأعمار مع الأخذ بعين الاعتبار وإعطاء الأولوية للمناطق المحرومة والمتضررة والمهمشة. الإسراع في تأهيل قطاع الطاقة المياه الصالحة للشرب. تشجيع الاستثمار واستقطاب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية بما يساهم في التنمية والأعمار، وبما يحفظ الوحدة الوطنية. الاهتمام الفائق بالقطاعين الزراعي والصناعي وتقديم الدعم لإنمائها. تطوير نظام للتكافل والضمان الاجتماعي لمعالجة الفقر والبطالة والتخلف. تطوير مؤسسات التعليم والبحث العلمي ورعاية الكفاءات العلمية وتوفير الأجواء بما يحول دون هجرتها.
دعم ومساندة طلاب الجامعات والمعاهد العليا، وإيجاد فرص عمل للخريجين والخريجات. بناء أجهزة الدولة عامة على أساس الكفاءة والنزاهة والإخلاص والمهنية. بذل كل العناية والاهتمام برجال الأمن والشرطة، وتوفير كل الإمكانيات المادية والمعنوية في سبيل رفع كفاءتها الفنية والمهنية. نحن نثق أن صمود فلسطين وقيادتها وجماهيرها سينتصر، ولكن الحراك والتغير والتعاون من الجميع سيختصر الكثير من التضحيات وسيساهم في اختصار الوقت وتعزيز النتائج. نتمنى للجماهير وللقيادة وللدولة الفلسطينية غدا أفضل وحياة سعيدة ونظاما مستقرا يسوده العدل ويعم فيه السلام.
رامي الغف
إعلامي ومفوض سياسي
[email protected]
لقد قلنا هذا الكلام سابقا ان المشكلة هي في وجوب التخلص من السلطة نفسها لانها هي سبب الفساد وعدم استطاعتها تاءليف حكومة من الاكفاء واتمام المصالحة الوطنية لان امرها ليس بيدها وهي التي اضاعت القضية بتسليم امرها الى امريكا واسراءيل التي لا تسمح لها بالمصالحة رغم وجود اشخاص في داخل منظمة التحرير مخلصين ومتحمسين لبناء الدولة ولكن فساد السلطة لن يسمح لهم ما لم تقوم ثورة عليهم شعارها اسقاط السلطة الفاسدة والمستولية على اموال المساعدات والضراءب وتهريبها للخارج فالى متى ستستمر هذه الحالة يا حماة الديار0