تعز- “القدس العربي”:
ذكر مصدر دبلوماسي أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقفتا عائقا أمام مشاركة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي يحرص كل عام على حضورها، كمناسبة هامة لإبراز القضية اليمنية هناك وطرحها على قادة وزعماء العالم الذين يحضرون هذه الاجتماعات.
وقال مصدر لـ”القدس العربي” إن “السعودية والإمارات مارستا ضغوطا شديدة على الرئيس اليمني هادي لمنعه من حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خشية من أسباب غير معروفة، ولكنه توقع أن يكون ذلك خشية من طرح هادي لقضية الخلاف اليمني الإماراتي على طاولة اجتماعات الأمم المتحدة وفي لقاءاته مع زعماء وقادة العالم الذين سيلتقيهم خلال وجوده في نيويورك”.
وأوضح أن “الرئيس هادي على ما يبدو واجه ضعوطا شديدة لمنعه من السفر ومغادرة الأراضي السعودية باتجاه الولايات المتحدة، التي يؤم إليها كل عام في مثل هذا الشهر، للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، وأيضا اتخاذها فرصة لزيارة المستشفى التي يخضع فيها للعلاج وإجراء الفحوصات الطبية الدورية”.
وأشار إلى أن الإمارات العربية المتحدة كشفت عن قلقها الشديد من أي طرح ضدها في اجتماعات الأمم المتحدة، وبالذات ما يتعلق بالانتهاكات الخطيرة التي تمارسها قواتها العسكرية في اليمن، لا سيما الخروقات والأعمال العدائية التي قامت بها خلال الشهور الماضية ضد قوات الجيش التابعة للحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي، والتي كان اليمن قدّم الشهر الماضي شكوى لمجلس الأمن ضد الإمارات بخصوصها.
من جانبه، قال مصدر مقرب من الحكومة اليمنية لـ”القدس العربي” إن الإمارات كانت تضغط باتجاه إمكانية حضور رئيس مجلس الوزراء اليمني معين عبد الملك، الموالي للإمارات، لاجتماعات الأمم المتحدة، نيابة عن الرئيس هادي، ولكن الأخير رفض هذا الطرح الإماراتي. وأكد أن “هادي اضطر لتعيين وزير خارجية جديد موالٍ له نهاية الأسبوع الماضي لتكليفه بمهمة حضور اجتماعات الأمم المتحدة، وهو محمد الحضرمي، الذي كان اتخذ مواقف صلبة ضد خروقات الإمارات باليمن خلال الشهر الماضي عندما كان لا يزال في منصب نائب وزير الخارجية”.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية أن وزير الخارجية محمد الحضرمي وصل إلى نيويورك على رأس وفد اليمن المشارك في اجتماعات الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد دورتها خلال شهر أيلول/ سبتمبر من كل عام.
وقالت إن “الحضرمي سيلقي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما سيشارك في عدد من الاجتماعات رفيعة المستوى التي تغطي عددا من القضايا الدولية، بما فيها التطورات في بلادنا”.
وأشارت إلى أنه من المقرر أيضا أن يلتقي وزير الخارجية على هامش أعمال الدورة الحالية لجمعية الأمم المتحدة بعدد من المسؤولين الدوليين فيها وكذا في الهيئات الدولية الأخرى، بالإضافة إلى عقد لقاءات ثنائية بعدد من نظرائه من وزراء الخارجية للدول المشاركة في هذه الاجتماعات الأممية.
وكانت القوات الإماراتية شاركت بقوة في الدعم العسكري للميليشيا المحلية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي خلال شهر آب/ أغسطس الماضي للسيطرة على العاصمة الحكومية المؤقتة عدن، وكذا على العديد من المحافظات الجنوبية الأخرى، وهو ما أثار سخط الحكومة اليمنية، ورفعت شكوى بذلك إلى الأمم المتحدة وإلى العديد من المحافل الدولية وطالبت بإنهاء مشاركة القوات الإماراتية في التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن.
واعتبرت الحكومة الشرعية في اليمن هذه الخروقات الإماراتية أعمالا عدائية مسلحة، خاصةأن خروقات القوات الإماراتية في اليمن بلغت استخدامها للمعدات الثقيلة والمقاتلات العسكرية ضد القوات الحكومية اليمنية في محافظات عدن وأبين وشبوة، والذي أسهم بشكل مباشر في ترجيح كفّة المواجهات المسلحة هناك لصالح ميليشيا المجلس الانتقالي، التي أحكمت سيطرتها على محافظات عدن وأبين ولحج والضالع، فيما تسيطر القوات الإماراتية بشكل مباشر على المنطقة الساحلية من محافظة حضرموت.