التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية تشكل عائقا كبيرا في ظل الانقسامات العسكرية والتباينات السياسية بين قيادة وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والتي جعلت المجلس الرئاسي مجزءا إلى ثمانية أقسام.
تعز ـ «القدس العربي»: يسعى رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الدكتور رشاد العليمي إلى تحشيد الدعم الإقليمي من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر لتعزيز توجهات وخطط المجلس الرئاسي اليمني، وذلك عبر جولته الحالية التي بدأها من دولة الكويت منتصف الأسبوع المنصرم، والتي شملت دولة البحرين ومن المقرر أن تشمل جمهورية مصر العربية.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» النسخة الحكومية أن العليمي ناقش مع ملك البحرين الخميس الماضي «الصعوبات التي تواجه مجلس القيادة الرئاسي على مختلف الأصعدة، وخصوصا في الجوانب الاقتصادية والخدمية والأمنية».
ونسبت إليه قوله «انه ومجلس القيادة عازمون على تعزيز حضور السلطات والعمل من الداخل اليمني، وتطبيع الأوضاع بدعم سخي من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة».
وأكد العليمي «التزام مجلس القيادة بخيار السلام وفقا للمرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية، رغم إمعان الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني في رفض كافة الجهود والمساعي الحميدة على هذا السياق». مؤكدا انه بما في المرجعيات مبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء معاناة الشعب اليمني واحلال السلام والاستقرار في البلاد، وهي المرة الأولى التي يشار إليها رسميا كمرجعية للقرار اليمني.
ووفقا لمصادر سياسية يمنية يواجه المجلس الرئاسي العديد من التحديات التي تحول دون ممارسته لمهامه في العاصمة المؤقتة عدن بالشكل المطلوب، وفي مقدمتها التحديات الاقتصادية والأمنية، بالإضافة إلى السياسية التي ما زالت تشكل عائقا كبيرا في ظل الانقسامات العسكرية والتباينات السياسية بين قيادة وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والتي جعلت المجلس الرئاسي مقسما إلى ثمانية أقسام، على حسب عدد الأعضاء.
وزاد من التعقيدات السياسية أن كل واحد من أعضاء المجلس يحمل أجندة خاصة به وبالجهة التي يمثلها، خاصة نائب رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، الذي ما يزال يتعامل مع الآخرين كرئيس للمجلس الانتقالي الجنوبي، ويلتقي بهم تحت علم الجنوب الانفصالي، ووجوده في مجلس القيادة الرئاسي لم يشكل أي تغيير في أجندته السياسية لصالح البلد الكبير، اليمن.
وكان العليمي التقى الأربعاء الماضي ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح، وعرض عليه «التحديات التي يواجهها مجلس القيادة الرئاسي، على صعيد الإصلاحات الاقتصادية، والخدمية، والتمويلية، على طريق استعادة الدولة، وبناء مؤسساتها المدمرة» وفقا لوكالة «سبأ» الرسمية. وأطلع الرئيس اليمني، ولي العهد الكويتي، على مستجدات الوضع اليمني، والإصلاحات التي يقودها مجلس القيادة في الجوانب الخدمية، والاقتصادية والأمنية والعسكرية، والدعم اللازم المطلوب لتعزيز هذه الإصلاحات.
وأعرب العليمي عن عظيم الشكر لدولة الكويت أميراً وحكومة وشعبا، على كافة أشكال الدعم التي حظي بها اليمن خلال العقود الماضية، وصولاً إلى الحالة الراهنة التي تتصدى فيها الكويت بتوجيهات سامية من أمير البلاد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح، «إلى جانب الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لكافة الاستحقاقات الملحة، بما في ذلك منع انهيار الدولة وردع الميليشيا الانقلابية المدعومة من النظام الإيراني».
وذكرت الوكالة أن ولي العهد الكويتي أعرب عن متانة العلاقات الكويتية – اليمنية الممتدة على مدى عقود من التعاون والدعم الثنائي المتميز لمسيرة التنمية والإعمار في اليمن. مؤكدا دعم دولة الكويت الكامل لكافة الجهود التي يقودها تحالف دعم الشرعية، وعلى رأسها جهود المملكة العربية السعودية لصالح أمن واستقرار اليمن، ونماء شعبه وازدهاره. وجدد دعم الكويت للجهود الأممية والإقليمية والدولية سياسياً واقتصادياً وإنسانياً.
ويسعى رئيس المجلس القيادي في اليمن إلى حشد التأييد الإقليمي لتعزيز نفوذه على أرض الواقع، بعد أن وجد نفسه وحيدا يغرد خارج السرب، حيث يعمل بقية أعضاء المجلس في الاتجاه المعاكس لتوجهاته، والذي يستقوي كل واحد منهم بما يملكه من وحدات عسكرية تحت قيادته أو تحت نفوذه، بينما رئيس المجلس الوحيد الذي لا يملك رصيدا من السيطرة والنفوذ على القوات العسكرية، سواء النظامية أو الخارجة عن إطار الجيش الحكومي، كما هو الحال لدى القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، التي تعمل لصالح الانفصال ضد المشروع الوطني العام في اليمن.
وعلى الرغم من ذلك يعد رئيس المجلس الرئاسي الشخص الوحيد الذي يمتلك رصيدا كبيرا من العمل السياسي والأمني في اليمن، منذ أن شغل العديد من المناصب القيادية الرفيعة في نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، أبرزها نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للداخلية سنوات طويلة، بالإضافة إلى القبول الشعبي الكبير الذي يحضى به في أوساط اليمنيين، نظرا لوسطيته في التعامل مع الملفات الشائكة وعدم تورطه في الضلوع المباشر بالقضايا الخلافية.