اليمن: معارك ضارية بين «القاعدة» والقوات الحكومية في حضرموت

حجم الخط
0

صنعاء ـ«القدس العربي»: بدت المنافسة قوية بين القوات الحكومية العسكرية والأمنية في محافظة حضرموت وبين عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أو التسمية المحلية لهم (أنصار الشريعة)، ما أسفر عن وقوع عمليات هجومية كبيرة لعناصر التنظيم في مدينة سيئون وما جاورها من مدن وادي حضرموت خلال اليومين الماضيين.
وذكر مصدر عسكري مقتل 8 «إرهابيين» عند تصدي القوات الحكومية لهجوم نفذه مسلحوا تنظيم القاعدة أمس على معسكر قوات الأمن الخاصة بوادي حضرموت، وأكدته مصادر تنظيم القاعدة أيضا.
وقال المصدر العسكري التابع للمنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت «انه في تمام الساعة السادسة والنصف من صباح اليوم ـ أمس ـ قامت العناصر الإرهابية بالهجوم على معسكر أمن الوادي والصحراء بمحافظة حضرموت وأن أبطال قواتنا المسلحة والأمن تصدوا للعناصر الإرهابية بكل شجاعة واستبسال مما أدى إلى مصرع جميع المهاجمين وعددهم 8 إرهابيين، بينما استشهد جنديان وجرح ثلاثة آخرون».
وأوضح المصدر العسكري «أنه وبنفس توقيت الهجوم على معسكر الوادي والصحراء كان الإرهابيون قد قاموا بهجوم آخر على عدد من المنشآت العامة والخاصة ومعسكر الأمن بمديرية القطن». مؤكدا أن «الارهابين قاموا بالهجوم على عدد من المنشآت العامة والخاصة وقد تصدى لهم رجال القوات المسلحة والأمن ببسالة مما أدى إلى تكبدهم خسائر في الأرواح والممتلكات وفر البقية خائبين يجرون أذيال الهزيمة بعد أن سقطت مخططاتهم الجبانة، في حين جرح ثلاثة جنود خلال التصدي لهم».
وأضاف المصدر العسكري أن العناصر الإرهابية قامت خلال هجومها بسرقة وإحراق محتويات بعض المصارف والممتلكات العامة والخاصة «مما آثار الاستغراب والدهشة، عن تحول هذه العناصر التي حاولت لفترة طويلة التخفي خلف شعارات دينية للتغرير على بسطاء الناس إلى لصوص لنهب الممتلكات العامة الخاصة بعد أن استمرأت في جرائم قتل النفس المحرمة وتخريب المنشآت الحكومية والعامة التي هي ملك الشعب». مؤكد «أن هذه الجرائم تكشف حقيقة عناصر الشر والإرهاب القاعدي».
الى ذلك نشرت المصادر الاخبارية لتنظيم القاعدة على مواقع التواصل الاجتماعي أخبارا تؤكد مقتل عناصرهم الثمانية وتعطي بعض الملامح لعملياتهم الأخيرة.
وقالت تغريدات في حساب أنصار الشريعة على موقع تويتر «بلغت حصيلة مصابي اقتحام أنصار الشريعة لمعسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقا) العشرات بعد انتهاء اقتحام معسكرها الواقع بمدينة سيئون عاصمة وادي حضرموت».
واضافت «شارك ثمانية انغماسيين في اقتحام المعسكر الذي يضم زهاء 400 جندي … وأن عملية الاقتحام بدأت الساعة السادسة والربع من صباح الخميس، حيث استخدم خلالها المهاجمون احزمة ناسفة واسلحة خفيفة». مؤكدا مقتل الثمانية الانغماسيين بالكامل وذكر أسماء القتلى.
وسبق هذه العملية قيام عناصر تنظيم القاعدة بتنفيذ العديد من العمليات الأخرى، أبرزها عملية أمس الأول الأربعاء حين قام عناصر التنظيم بتنفيذ 5 كمائن ضد قافلة عسكرية تضم نقل معدات عسكرية ثقيلة وعسكريوا اللواء 135 مشاة من مدينة المكلا الى مدينة سيئون في حضرموت.
وذكرت وزارة الدفاع أن 18 على الأقل من مسلحي تنظيم القاعدة قتلوا في مواجهات الأربعاء والقبض على ثلاثة منهم، بينهم سعودي الجنسية، في حين قتل جندي وأصيب 6 آخرين في التصدري لثلاث كمائن لعناصر القاعدة الذين حاولوا اعتراض سير القافلة العسكرية.
وفي حين كان ذكرت مصادر أنصار الشريعة أن عناصر التنظيم سيطرت بالكامل على مديرية القطن في محافظة حضرموت، نفت وزارة الدفاع هذه الأنباء واعلن التنظيم لاحقا انسحابه التكتيكي من مديرية القطن.
وكان تنظيم أنصار الشريعة أو القاعدة في جزيرة العرب قام خلال الثلاثة الشهور الماضية بعمليتي اقتحام شاملة لمدينة سيئون واقتحام المنشآت العامة والخاصة فيها وفي مقدمتها البنوك ومقار المعسكرات التابعة للجيش والأمن، وانسحب المسلحون من عناصر التنظيم من المدينة في اليوم نفسه بعد أن يقوموا بنهب ما تمكنوا منه والتقاط العديد من الصور التذكارية لهم في أحياء عديدة من المدينة.
وأصبح التركيز واضحا لعناصر القاعدة على محافظة حضرموت عموما وعلى منطقة الوادي فيها على وجه الخصوص، والتي تعطي مؤشرا على قرب تموقع قيادات القاعدة من هذه المنطقة وعلى قدرتهم الوصول اليها بسهولة ويسر، وربما على ضعف التواجد الأمني في مناطقها.
وقال مصدر عسكري لـ»القدس العربي» «تواجه القوات الحكومية تحديات صعبة في وادي حضرموت لمواجهة عناصر تنظيم القاعدة، إثر تغلغلهم في أوساط المجتمع ووجود بعض التعاطف معهم من قبل بعض الناقمين على السياسات الحكومية أو أحيانا من منطلق الجهل لدى البعض بخطورة عناصر هذا التنظيم».

خالد الحمادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية