اليمن: 36 قتيلا الجمعة غداة دعوة الامم المتحدة الى وقف اطلاق النار

حجم الخط
1

صنعاء – (أ ف ب) – طلبت الامم المتحدة وقفا فوريا لاطلاق النار في اليمن حيث اوقعت المعارك بين انصار وخصوم الرئيس اليمني وحملة الغارات الجوية العربية ضد المتمردين مئات القتلى وتسببت بازمة انسانية خطيرة منذ حوالى شهر.

ففي حين اوقعت اعمال العنف الجديدة الجمعة 36 قتيلا على الاقل في جنوب اليمن حيث تتركز المعارك، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى هدنة “فورية” في البلاد.

وقال مساء الخميس في واشنطن “ان عملية السلام المدعومة من الامم المتحدة هي افضل سبيل للخروج من هذه الحرب المستمرة منذ زمن بعيد ولها عواقب كارثية على الاستقرار الاقليمي”.

والجمعة واصل المتمردون الحوثيون المرتبطون بايران، بدعم من العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، هجومهم في جنوب اليمن بعد ان استولوا على العاصمة صنعاء ومحافظات عدة في شمال البلاد ووسطها وغربها.

ولوقف تقدمهم ومنعهم من الاستيلاء على السلطة في البلاد يشن تحالف عربي تقوده السعودية حليفة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، غارات جوية يوميا على مواقع المتمردين منذ 26 اذار/مارس.

ووبعد دخول المتمردين مدينة عدن كبرى مدن الجنوب التي لجأ اليها، فر هادي الى السعودية.

واسفر النزاع عن سقوط اكثر من 700 قتيل وحوالى ثلاثة الاف جريح بينهم عدد كبير من المدنيين وفقا لاخر حصيلة للامم المتحدة نشرت قبل ايام.

والجمعة هزت انفجارات عنيفة مدينة تعز (جنوب غرب) ثالث مدن البلاد حيث نفذت طائرات التحالف غارات ضد الحوثيين وفقا لسكان.

واعقبتها هجمات على معسكر اللواء 35 في الجيش اليمني الموالي لهادي الذي حاول الحوثيون الاستيلاء عليه لاحكام سيطرتهم على المدينة. وافاد مصدر عسكري ان 16 شخصا بينهم ثلاثة مدنيين قتلوا في معارك ليلية.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان سكان تعز المحرومين من التيار الكهربائي والمياه منذ ايام عدة، يخرجون الى الشارع لجمع مياه من الابار النادرة الموجودة في المدينة رغم المعارك والغارات.

والمشهد يتكرر في عدن وصنعاء ومناطق اخرى تزداد فيها ظروف العيش سوءا يوما بعد يوم كما افاد سكان.

وامام هذه الازمة الانسانية اكد بان كي مون ان “الاوان قد حان لدعم (فكرة) انشاء الممرات التي تتيح نقل المساعدات لانقاذ الارواح والتوصل الى سلام حقيقي”.

وبعد استقالة موفده الى اليمن جمال بن عمر، قال بان انه يبحث عن وسيط جديد “يمكن ان يتوجه فورا” الى المنطقة. واضاف “قال لي السعوديون انهم يتفهمون ضرورة التوصل الى حل سياسي”.

والجمعة، وجهت الامم المتحدة وشركاؤها في المجال الانساني في اليمن نداء عاجلا للحصول على مساعدة انسانية بقيمة 274 مليون دولار لتلبية حاجات 7,5 مليون نسمة تأثروا جراء تأجيج النزاع.

وحذر منسق المساعدات الانسانية يوهانس فان دير كلو من ان “الاف الاسر فرت من منازلها بسبب المعارك والغارات الجوية. وتجد العائلات صعوبة في الحصول على المياه او العلاج الطبي او المواد الغذائية او الوقود”.

وفي جنيف، اعرب مسؤول اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اليمن سيدريك شوايزر عن اسفه للتدهور السريع للوضع الانساني في اليمن واوضح ان احدى المشكلات الرئيسية هي نقص الوقود والمواد الغذائية والادوية خاصة للمرضى المصابين بامراض مزمنة.

وقال في مؤتمر عبر الفيديو الجمعة “لم يعد هناك واردات في اليمن، نتحدث عن الغذاء والوقود والادوية”.

واضاف “اننا نحتاج بشكل عاجل لايجاد سبيل من اجل ادخال مواد غذائية الى اليمن” والا فان الوضع سيطرح “مشكلة كبيرة في الاسابيع المقبلة”.

من جهتها، اعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة في جنيف ان حصيلة اعمال العنف ارتفعت الى 767 قتيلا و2906 جرحى منذ 19 اذار/مارس في اليمن.

لكن الحصيلة الحقيقية اكبر من ذلك لان الكثير من الجثث لم ترسل الى المراكز الطبية بحسب منظمة الصحة العالمية.

واستفاد تنظيم القاعدة من الفوضى التي تعم البلاد واستولى الخميس على مطار المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت (جنوب شرق) حيث استولت قبائل تسلل الى صفوفها متمردون اسلاميون، على مرفأ نفطي.

وبات تنظيم القاعدة يسيطر على مجمل مدينة المكلا التي يزيد عدد سكانها على 200 الف نسمة كما قالت مصادر عسكرية. ووحدها ثكنة عسكرية تفلت من سيطرته.

وفي محافظة شبوة قتل عنصران من القاعدة في هجوم جديد لطائرة اميركية من دون طيار وفقا لمصدر قبلي، اذ ان الولايات المتحدة مصممة على الاستمرار في محاربة التنظيم المتطرف في اليمن رغم النزاع الدائر فيه.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عزيز:

    وقف إطلاق النار لن يكون إلاّ في صالح الإنقلابيين، فيسمح لهم بالتقاط الانفاس و إعادة التموضع.

إشترك في قائمتنا البريدية