امريكا تتجنب مواجهة اسرائيل

حجم الخط
0

‘نقلت قيادة الادارة الامريكية سلسلة من الرسائل الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقضي بأنه اذا تقدم في القناة الفلسطينية، فسيكون أسهل على الولايات المتحدة تأييد موقف اسرائيل بالنسبة للمفاوضات بين القوى العظمى وايران وعدم التخفيف من العقوبات مقابل خطوات جزئية من جانب ايران.
حسب مصادر امريكية، في الرسائل التي نقلها وزير الخارجية الامريكي جون كيري والرئيس براك اوباما، شُرح لنتنياهو بأن معظم الأسرة الدولية مُجندة لأجل إحلال تسوية دبلوماسية في موضوع النووي الايراني وأن موقف اسرائيل بالنسبة لهذه الاتصالات معروف. نتنياهو، كما يُذكر، يُحذر المرة تلو الاخرى من صفقة جزئية مقابل التخفيف من العقوبات، الكفيلة بدفع نظام العقوبات بأسره الى الانهيار بعد أن كان تحقق بجهد جم. وعليه فان كيري واوباما يقولان لنتنياهو إن التقدم ذا المغزى من جهته في القناة الفلسطينية، ستساعده على تلقي تأييد امريكي لموقفه.
في تل أبيب يشعرون بأن الادارة الامريكية تبذل كل جهد مستطاع للامتناع عن مواجهة مع اسرائيل، ولا سيما لأنها تحتاج الى الهدوء في وقت المفاوضات بين ايران والقوى العظمى، والتي ستبدأ الجولة الثانية من المحادثات فيها في جنيف غدا. ولهذا فقد تحدث وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل، هو الآخر هذا الاسبوع في صالح نتنياهو إذ قال إن تهديداته بالعمل في ايران ساهمت في جلب الايرانيين الى المفاوضات.
هذه الرسالة هي جزء من الضغط الشديد الذي يمارسه الامريكيون على نتنياهو لاظهار تقدم حقيقي في المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين، والتي علقت في طريق مسدود. وإن كان لا يبدو أن الفلسطينيين يعتزمون الانسحاب من المحادثات، رغم التوتر بين اسرائيل والفلسطينيين، ولا سيما على خلفية البناء في المستوطنات، وذلك كي لا يحبطوا تحرير 54 سجينا آخر.
هذا وكان كيري هبط في اسرائيل أمس كي يخرج الى حيز التنفيذ مسعى امريكي خاص لاحداث اختراق في المحادثات. وسيشرع في سلسلة لقاءات تبدأ هذا الصباح مع نتنياهو في القدس وبعد ذلك مع ابو مازن في بيت لحم، وفي المساء مرة اخرى مع نتنياهو. وتدرس امكانية أن يلتقي كيري غدا مع ابو مازن مرة اخرى، هذه المرة في عمان عاصمة الاردن.
ومثل الاسرائيليين والفلسطينيين، يفهم كيري بان تسعة اشهر من المفاوضات لن تؤدي الى تسوية دائمة. وصحيح حتى الان، ليس للامريكيين خطة مفصلة لتسوية سلمية. ولهذا فهو يعتزم هذا الصباح عرض اقتراح جسر يرمي الى تحقيق تفاهمات واضحة بشأن المبادىء التي توجه المفاوضات في المسائل الجوهرية.
في القدس قدروا بان كيري سيسعى الى أن يضع على الطاولة اقتراح جسر يوازن بين المطلب الفلسطيني لاقامة دولة فلسطينية على اساس حدود 67 مع تبادل للاراضي، وبين المطالب من جانب نتنياهو والتي تتضمن تواجدا اسرائيليا عميقا في غور الاردن، اعترافا بدولة يهودية والغاء لحق العودة.
‘وقد قال مصدر اسرائيلي:”اذا حصل نتنياهو من الفلسطينيين على اعتراف بدولة يهودية، و هذا بحد ذاته خطوة هامة للغاية، فسيكون اسهل عليه الموافقة على خطوط 67 وتبادل للاراضي’،
وفي اللحظة التي يتحقق فيها توافق بالنسبة للاطار، اذا ما تحقق، يعتقد الامريكيون بانه سيكون ممكنا البدء بتطبيق متدرج وعلى مراحل للاتفاق، الذي سيكون مثابة اتفاق انتقالي في رداء تسوية دائمة، بسبب تطبيقه المتدرج.
في هذه الاثناء يواصل طاقما المفاوضات الاسرائيلي والفلسطيني مساعيهما وأمس التقيا في القدس مرة اخرى. ولفتت مصادر فلسطينية إلى أنه ‘لاتوجد حتى الآن اي نية لتفجير المحادثات، وكل شيء مستمر كالمعتاد’، قالت امس مصادر فلسطينية رفيعة المستوى لـ ‘معاريف’. ويأمل الفلسطينيون بان تمارس الولايات المتحدة كامل ثقل وزنها على اسرائيل كي تدفع بالمفاوضات الى الامام واشاروا الى أنه رغم اللقاءات الجارية، لا أمل في تقدم ذي مغزى. ويقول الفلسطينيون أنه ‘لا مجال للامل بسبب الموقف الاسرائيلي. على الولايات المتحدة أن تتدخل بشكل أكثر عمقا وأن تضع على الطاولة اقتراحات على الطرفين أن يقبلاها’.
كذلك يؤكد الفلسطينيون أنه في لقاء اليوم سيعرض ابو مازن على كيري المشكلة المركزية البناء في المستوطنات و ‘تهويد القدس’. ‘كيف يمكن الوصول الى حل الدولتين اذا واصلت اسرائيل البناء في المناطق التي يفترض ان تقوم فيها الدولة الفلسطينية’، يدعون. ‘الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي والاسرة الدولية تعتبر المستوطنات غير قانونية. ولهذا فنحن نتوقع من الولايات المتحدة أن تدخل اولا وقبل كل شيء شرط وقف فوري للبناء في المستوطنات’.
وتوضح مصادر فلسطينية بانه في كل الاحوال اذا كان اعلان آخر للبناء في المستوطنات، فان السلطة تعتزم التوجه الى الامم المتحدة كي تعترف بان هذا احتلال من اسرائيل. وتقول هذه المصادر ان ‘مؤسسات الامم المتحدة ستعترف بدولة فلسطينية تعيش تحت الاحتلال الاسرائيلي. واضافة الى مؤسسات الامم المتحدة، فسيكون دور للمحكمة الدولية ايضا’.

معاريف 6/11/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية