انها الغبطة السورية لمن لا يعرفها، عامان من النكبات والندبات، عامان من العذاب والانخذال بتوابل المنضومات العربية التي تخدرت برواسب سحر امريكية ادخلت سورية برمتها الى جحيم مظلم لا نعرف الى متى سينتهي، ما دامت امريكا دائما تحشر انفها الطويل فيما ليس لها دخل، سعيا منها هذه المرة الى فبركة سورية عن اخرها ولما لا التقدم خطوة الى الامام للكبشي بما تبقى من فصائل دول الخليج العربي، والا كيف نفسر طول منعرج الازمة السورية وطريقة تعامل امريكا معها، ايا تراه هل اصبحت امريكا لهذه الدرجة عاجزة عن ايجاد حل مسرع لها ام انها تريد اخذ المزيد من الوقت لكي تتفنن بالتلاعب بضحياها عبر مسلمات لا تستند للواقع الانساني؟ ولن نستغرب ‘عودت ريمة اللئيمة الامريكية الى عادتها القديمة’ لو عدنا بمخيلتنا الى الوراء حول الادعاءات الامريكية المتعلقة بتغير استراتجيتها تجاه الصراعات الحاصلة في الخارج خاصة منها الاقطاب العربية، وذلك بعدم التدخل فيها عسكريا لثقل التكاليف والتمويلات العسكرية، لكن هذا يبدو لن يحدث، فالازمة الســـــورية كشفت خبــــث امريكا حين قالت بانها ‘ستسلح المعارضة السورية’ بحجة استعمال الاسلحة الكيماوية من طرف النظام السوري وهو ما لم تؤمن به حتى الدول الكبرى بما فيها ‘روسيا’. عند هذا التسارع الامريكي بهذا القرار على نفس الطـــــريقة التي خلعت بها ‘صدام حسين’ في العراق، وليس من المفاجئ علينا ايضا لو رأينا ‘حلف الناتو’ ينزل ضيفا في سورية ليقطعها الى اجزاء متناثرة، بدواعي سيزعم انها انسانية على شاكلة ما فعله مع القذافي في ليبيا. فاسمعوا وعوا بان امريكا تخاطبكم من سورية بصوت صاخب بانها لن ترضى سوى بما يخدم ويرضي اسرائيل في المنطقة ولو على حساب ردم سورية على ابنائها واهلها بتسليح اخوان المعارضة لقتل اخوانهم، وليس هذا فحسب بل امريكا قد وسعت وغيرت من ايديولوجتها لتشمل استغلال ‘بعض كبار المشايخ المسلمين العرب’ من الذين سولت لهم انفسهم اتباع شيطان امريكا لتحرض شعوبهم بالفتاوىي التي لا ترحم كل ما يعترض طريق امريكا، فكثيرون ممن راحوا ضحية فتاوى هؤلاء، مثلما حدث في سورية، حينما اغتيل ‘البوطي’ الذي لم يقل سوى كلمة الحق لتلتقمه بعد ذلك كماشة العدوان وهو في اقدس بيوت الله، مما اثار جدلا واسعا من التهم بين اطراف النظام وانصار المعارضة السورية. فلا تنتظر شيئا من امريكا فهي موغلة بدعمها اللا متناهي لاسرائيل حتى تجعلها في صدارة المنطقة وتزحزح قبل ذلك ما تبقى من المنظومات العربية التي لم يحن دورها بعد، لانه كما يبدو ان اسرائيل قد بدأت تثور ثائرتها وقلقها بأياد امريكية تندفع خاصة نحو الذين يقفون مع نظام الاسد كايران وحزب الله الذي قد يكون هذه المرة وقود دمار للبنان، ولربما قد تكمل امريكا وجهتها لشل ما تبقى من القرص العربي عبر بعض دول الخليج التي هي الاخرى تعيش على وقع غليان اختلاط الفتاوى حتى صار مطلبهم الان من دول العالم بتأجيل موسم الحج الى اشعار اخر.