واشنطن ـ رويترز: إتفقت الولايات المتحدة والعراق يوم الخميس على تعزيز التعاون لمنع ايران من ارسال اسلحة عبر المجال الجوي العراقي الي سورية والتصدي لنزعة التشدد بين الشبان العراقيين وغيرها من تداعيات الحرب في سورية.
وقال مسؤول امريكي كبير ان المساعدة الامريكية للعراق ستتضمن تبادل الاستخبارات والمعلومات في الاجل القصير على ان يعقب ذلك بيع نظام متكامل للدفاع الجوي ومقاتلات إف-16 في صفقة بقيمة 2.6 مليار دولار.
وتم التوصل للاتفاق اثناء محادثات في واشنطن رأسها وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره العراقي هوشيار زيباري والتي عقدت في فترة تشهد تصعيدا للهجمات الدموية مما رفع العدد الشهري لقتلى العنف في العراق ال أعلى مستوياته في خمس سنوات.
وقال المسؤول الامريكي ان الدبلوماسيين الامريكيين والعراقيين ناقشوا تداعيات الحرب الاهلية في سورية الدائرة منذ اذار (مارس) 2001 والمشاكل السياسية وراء التمرد السني المتنامي بما في ذلك هجمات القاعدة ضد الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة.
ويشكو مسؤولون امريكيون منذ وقت طويل من ان ايران الشيعية التي لها نفوذ كبير في العراق تستخدم المجال الجوي العراقي لنقل اسلحة الي حكومة الرئيس السوري بشار الارسد الذي تسانده طهران.
وقال كيري ان العراق حقق بعض التقدم في التعامل مع هذه المشكلة والتدفق العكسي للاسلحة من سورية الي العراق منذ ان زار بغداد في مارس اذار لكن هناك حاجة الي المزيد من الجهود.
واضاف كيري قائلا ‘انه مسار ذو اتجاهين وهو مسار خطير.’
وقال المسؤول الامريكي الكبير انه في الاشهر الستة السابقة على زيارة كيري لم يقم العراق بتفتيش اي طائرات حلقت عبرت مجاله الجوي من سورية الي ايران. واضاف قائلا ‘من مارس الي الان السجل مختلف تماما.. شاهدنا تعطلا في تدفق ما نعتقد انها شحنات من ايران الي العراق.’
لكن المسؤول سلم بانه في حين ان معدل الرحلات الجوية الايرانية عبر المجال الجوي العراقي انخفض فان العراقيين لم يعترضوا فعليا اي اسلحة وانه مازال هناك حاجة الي الكثير من العمل.
وأكد العراقيون في المحادثات الصعوبة التي يجدونها في المراقبة والسيطرة على مجالهم الجوي. وتهدف المساعدة الامريكية الي تخفيف هذه المشكلة.
وأخطرت وكالة التعاون الامني والدفاعي الامريكية الكونغرس في الخامس من اغسطس آب بخطط لبيع العراق نظام متكامل للدفاع الجوي يشمل اجهزة رادار وصواريخ وانظمة توجيه وتدريبات ومعدات للدعم. وقال المسؤول الامريكي ان العراق سيحصل ايضا على مقاتلات إف-16 في خريف 2014 وانه يجري تدريب طيارين عراقيين.
ونسب المسؤول إلي كيري قوله للعراقيين ان قيادة القاعدة في العراق انتقلت الي سورية و’انهم لديهم الان وفرة في المجندين الجهاديين الذين يأتون الي سورية ونحن نعتقد انهم يرسلون عددا منهم الي العراق.’
وقال مسؤولون امريكيون ان من بين الادلة التي تشير الي تسلل للقاعدة الي العراق زيادة حادة في الهجمات الانتحارية من 5-10 تفجيرات في الشهر في 2011 و2012 الي حوالي 30 تفجيرا شهريا في الاشهر الثلاثة الماضية نفذ معظمها مهاجمون يشتبه بانهم جاءوا من سورية.
وقال زيباري بعد محادثاته مع كيري انه لا يوجد أي متشددين عراقيين يذهبون الي سورية بموافقة الحكومة العراقية وقال المسؤول الامريكي ان واشنطن توافق على ان ذلك هو الحال.
واضاف المسؤول الامريكي أن كيري أبلغ زيباري انه يجب على حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان تعالج ايضا المشاكل السياسية والاقتصاية المستفحلة التي تتسبب في استعداء الاقلية السنية في العراق بما في ذلك إقرار تشريعات اقتصادية معطلة.
وقال المسؤول ‘إذا شعر السكان السنة في العراق بالسخط بشكل كامل عندئذ ستكون هناك بيئة يستفيد منها المتطرفون.’