القاهرة- «القدس العربي»: أغلقت لجان الاقتراع أبوابها، أمس، في اليوم الثالث والأخير من الأيام المخصصة للتصويت في الانتخابات الرئاسية التي تنافس فيها 4 مرشحين.
وتنافس في الانتخابات كل من الرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحزب المصري الديموقراطي فريد زهران، ورئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، ورئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر. ومن المنتظر أن تعلن نتيجة فرز الأصوات في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري وفق الجدول الذي أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات.
وأعلن المستشار أحمد بندارى، مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، أن 45٪ من المقيدين بقاعدة الناخبين أدلوا بأصواتهم خلال اليومين الأول والثاني، ما يعني أن نسبة من سيدلون بأصواتهم في الانتخابات ستفوق كثيراً النسبة التي حققتها الانتخابات الرئاسية عام 2018، التي 41 ٪، من إجمالي عدد الناخبين المقيدين في الكشوف الانتخابية، وستفوق أيضاً نسبة المصوتين في أكثر انتخابات رئاسية تنافسية شهدتها مصر التي أجريت عام 2012 عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس محمد حسني مبارك، وبلغت 46 في المئة من عدد المقيدين في جداول الانتخابات، كما بلغت نسبة التصويت في انتخابات 2014، التي جرت بعد الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي 47 ٪، وهي النسبة التي شكك فيها وقتها منافس السيسي في الانتخابات حمدين صباحي، القيادي القومي ومؤسس حزب الكرامة.
وقال المرشح الرئاسي عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، إن المنافسة ليست محسومة حتى الآن لأي من المرشحين الرئاسيين على الرغم من نسب التصويت المرتفعة، وإن المنافسة متقاربة.
وأضاف في تصريحات متلفزة: «المنافسة في الانتخابات الرئاسية ليست على مركز الوصيف، ولو أعلم انعدام فرصتي في الفوز لما شاركت منذ البداية، هذا ما أعلنته وأصر عليه».
محمد البرادعي: الانتقال من نظام سلطوي إلى ديمقراطي يحتاج وقتاً ويستلزم تغييراً جوهرياً في الثقافة
وزاد: «مسألة الانتخابات غير محسومة حتى الساعة الأخيرة من الانتخابات، كما لم نرصد رشاوى أثناء العملية الانتخابية ولم نواجه أي عرقلة». ولفت إلى اعتقاده التقدم في نسبة التصويت في محافظات معينة، مثل الجيزة والدقهلية والغربية، معتبرًا أن باقي المحافظات غير محسومة، وتابع: «كذلك محافظة الجيزة مقر إقامتي، كذلك المنوفية وهي المحافظة التي أقمت فيها خلال فترة دراستي». وقالت حملة المرشح فريد زهران، إنها رصدت مزيداً من المخالفات والخروقات في عدد من اللجان في مختلف المحافظات.
ومن بين المخالفات التي قالت الحملة إنها رصدتها، الزحام الشديد في لجان المغتربين، وذلك لسببين: الأول قلة عدد اللجان، والثاني سهولة الحشد الموجه للعمال والموظفين، وتجمهر أعداد كبيرة من بعض أحزاب الموالاة في كثير من مراكز الاقتراع والاشتباك والتزاحم مع مؤيدي بعض المرشحين.
وقالت الحملة إنها لاحظت أيضاً غياب أوراق التصويت بطريقة برايل المخصصة لتصويت الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في بعض اللجان، ولاحظ مندوبونا كثيراً وجود وقائع شراء أصوات ورشاوى مادية وعينية من قبل بعض الأشخاص، ما يعكس خرقاً واضحاً للقوانين يستوجب المساءلة القانونية.
وأعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أمس، تحويل إدارة منصة «صحيح مصر» المتخصص في تدقيق تصريحات المسؤولين إلى التحقيق، بسبب شكاوى من جهات لم يسمها، اتهمت الموقع بارتكاب كافة المخالفات التي تتنافى مع الأكواد الإعلامية الصادرة عن المجلس، وكذلك المعايير الدولية والمصرية للتغطية الإعلامية للانتخابات.
ورد «صحيح مصر» على إحالة إدارته للتحقيق بالتأكيد على احترامه المجلس الأعلى للإعلام والتزامه بميثاق الشرف الصحافي، والإعلان العالمي لأخلاقيات العمل الصحافي، وحرصه على الالتزام بالأكواد المهنية الصادرة عن المجلس. ونشر «صحيح مصر» ما قال إنه «نشرة محظورات» عممتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على القنوات والمواقع الإلكترونية التابعة لها، تنظم متابعتها وتغطيتها للانتخابات الرئاسية، وما لا يجب على المراسلين نقله أو عرضه على الشاشات، تضمنت «منع بث أي مواد تُظهر أشكال التعبئة أو الحشد للمواطنين للتوجه إلى التصويت، ومنع تصوير أو بث أي لقطات لتوزيع المواد الغذائية على المواطنين قبل أو بعد التصويت، أو أي لقطات للأتوبيسات التي تنقل المواطنين إلى أماكن الاقتراع».
ويتجه السيسي لحصد ولاية ثالثة تمتد 6 سنوات، في انتخابات أعلنت معظم أحزاب المعارضة مقاطعتها وسيطرت على أجوائها الأزمة الاقتصادية والعدوان على قطاع غزة، وغاب فيها التنافس بعد إعلان النائب السابق أحمد الطنطاوي رئيس حزب الكرامة السابق توقف حملته الانتخابية، متهماً النظام الحاكم بمنعه من الترشح عبر التضييق على مؤيديه ومنعهم من تحرير التوكيلات الانتخابية.
وقال الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، إن الانتقال من نظام سلطوي إلى نظام ديمقراطي بكل مكوناته يحتاج وقتاً ويستلزم «تغييراً جوهرياً في الثقافة».
وأضاف في تدوينة له عبر منصة إكس: «قامت كل ثورات الربيع العربي دون استثناء فى مجتمعات تسودها الثقافة السلطوية لعقود طويلة».
ولفت البرادعي إلى أن محاولات الشعوب للتغيير، برغم حسن النوايا، «تمت كلها في إطار موروث الثقافة السلطوية، ما جعل من السهل إجهاضها من جانب الدولة العميقة»، مشدداً على أن «البداية هي تغيير في الفكر والثقافة».